قال صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام، إﻧﮫ ﯾﺨﻠﻊ ﻋﺒﺎءة جماعة اﻹﺧﻮان المسلمين التي ينتمي إليها ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﺑﺔ ﻣﺎﺳﺒﯿﺮو، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻤﻨﻮﻋًﺎ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﮭﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﯿﻠﺔ ﻓﻮز اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ، رﻏﻢ أﻧﮫ ﻛﺎن وﻛﯿﻼ ﻟﻨﻘﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﻓﯿﯿﻦ ﻣﻦ 2003 ﺣﺘﻰ 2011، وﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﻨﻘﯿﺐ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﻜﺮم ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ مطلع 2011، مؤكدا أنه ﺳﯿﺠﺎھﺪ ﻟﺘﺤﻮﯾﻞ اﻹﻋﻼم ﻣﻦ «إﻋﻼم ﺣﺰب إﻟﻰ إﻋﻼم ﺷﻌﺐ».
وأضاف «عبد المقصود»، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الأحد: «ﻗﻠﺖ ﻟﺰﻣﻼﺋﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻨﮭﻢ ﯾﻌﻤﻞ ﻟﺤﺴﺎب اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ (ﻋﻔﺎ ﷲ ﻋﻤﺎ ﺳﻠﻒ) وﻟﻨﻔﺘﺢ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﯾﺪة، وﻨﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻤﺼﺮي، وﻗﺪ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻨﺎ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ، وھﺬا اﻟﺠﮭﺎز ﺳﯿﻄﺮ ﻋﻠﯿﮫ أﺻﺤﺎب رؤﯾﺔ واﺣﺪة، وﻣﻨﺬ اﻓﺘﺘﺎح التليفزيون ﻋﺎم 1960، وﻣﻨﺬ ﺛﻮرة ﯾﻮﻟﯿﻮ ﻛﺎن اﻹﻋﻼم اﻟﻤﺼﺮي، إﻋﻼم اﻟﺮأي اﻟﻮاﺣﺪ، واﻻﺗﺠﺎه اﻟﻮاﺣﺪ، وﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ إﻋﻼم اﻟﺸﻌﺐ، ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺠﮭﺪ، وھﺬا ﻣﺎ ﻧﻘﻮم ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺎﻟﯿﺎ».
وحول إمكانية عرض اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﺴﻞ «اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ»، في حالة إنتاج جزء ثان منه، قال: «إذا أﻧﺘﺞ وﺣﯿﺪ ﺣﺎﻣﺪ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮال اﻟﺠﺰء اﻷول، ﻓﻠﻦ ﯾُﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺘليفزيون اﻟﻤﺼﺮي، وﻣﻊ اﺣﺘﺮاﻣﻲ ﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺗﮫ وإﺑﺪاﻋﮫ وﺗﺎرﯾﺨﮫ اﻟﻔﻨﻲ، ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻧﺰﯾﮭﺎ ﻋﻨﺪ إﻧﺘﺎج اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ، ﻓﻘﺪ ﺻﻨﻊ ھﺬا اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﻟﺘﺸﻮﯾﮫ ﺻﻮرة اﻹﺧﻮان، ﻷن اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ إﺑﺪاﻋﺎ ﻣﺤﺎﯾﺪا، بل ﺻُﻨﻊ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻻﻏﺘﯿﺎل ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻹﺧﻮان وﻣﺆﺳﺴﮭﻢ (اﻹﻣﺎم اﻟﺸﮭﯿﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ)، ھﺬا اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ دﻓﻊ ﻓﯿﮫ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﻼﯾﯿﻦ، ﻟﺘﺸﻮﯾﮫ ﺻﻮرة اﻹﺧﻮان، وﻛﺎن اﻟﻐﺮض ﻣﻨﮫ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ، ووظﻔﮫ اﻟﻨﻈﺎم، ﺗﻤﮭﯿﺪا ﻟﺘﺰوﯾﺮ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 2010، وﻗﺪ زورھﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، وﺣﺼﺪ ﻣﻨﮭﺎ 98%، ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﺑﺎﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم ﻧﻔﺴﮫ».
وتابع الوزير: «أرﯾﺪ أن أﺣﻮّل اﻹﻋﻼم ﻣﻦ إﻋﻼم ﯾﺪﯾﺮه وزﯾﺮ إﻟﻰ إﻋﻼم ﯾﺪﯾﺮه ﻣﺠﻠﺲ ﯾﻤﺜﻞ أطﯿﺎف اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮي، ﻗﺪ ﯾﻜﻮن رﺋﯿﺴﮫ ﻣﻦ اﻹﺧﻮان أو ﻣﻦ اﻟﯿﺴﺎر أو ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ، ﺑﺤﯿﺚ ﻻ ﯾﻨﻔﺮد وزﯾﺮ أو ﻣﺴﺆول ﺑﻘﺮاره ﻷﻧﮫ ﺳﯿﻜﻮن إﻋﻼم اﻟﺪوﻟﺔ، اﻟﺬي ﯾﻤﻮﻟﮫ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮫ، واﻟﻤﻌﯿﺎر ﻋﻨﺪي ھﻮ اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ واﻟﺤﯿﺎدﯾﺔ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ، واﻟﺮأي واﻟﺮأي اﻵﺧﺮ».
وعن ﺣﺠﻢ اﻟﺪﯾﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﮭﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ وزارة اﻹﻋﻼم، أكد أن ھﻨﺎك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 19 ﻣﻠﯿﺎر ﺟﻨﯿﮫ دﯾﻮﻧﺎ ﻟﺒﻨﻚ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر، ﻣﻦ رﺻﯿﺪ أﻣﻮال اﻟﻤﻌﺎﺷﺎت، وھﻨﺎك 850 ﻣﻠﯿﻮن ﺟﻨﯿﮫ دﯾﻮﻧﺎ ﻟﻮﻛﺎﻻت أﺧﺒﺎر وﺻﻮر ووﻛﺎﻻت أﻧﺒﺎء وﻣﻨﺘﺠﯿﻦ.
وأشار إلى أنه يتم العمل الآن ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻛﺘﺎب إرﺷﺎدي «ﺳﺘﺎﯾﻞ ﺑﻮك»، مثلما ھﻮ ﻣﻄﺒﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﻜﺒﺮى، ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ وﺿﻌﮫ إﻋﻼﻣﯿﻮن ﻣﻦ داﺧﻞ اﺗﺤﺎد اﻹذاﻋﺔ والتليفزيون ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻊ ﺧﺒﺮاء ﻓﻲ اﻹﻋﻼم ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻣﺎﺳﺒﯿﺮو، ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻠﺘﺰم ﺑﮫ اﻟﻤﻌﺪ واﻟﻤﺤﺮر وﻣﻘﺪم اﻟﻨﺸﺮة ﻓﻲ المؤسسة اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ.
وشدد «عبد المقصود» على أن «ظهور المذيعات المحجبات في التليفزيون المصري ﺗﺄﺧﺮ ﻛﺜﯿﺮًا، وﻟﯿﺲ اﻟﻤﺬﯾﻌﺎت اﻟﻤﺤﺠﺒﺎت وحدهن ﺣﺮﻣن ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺨﺼﯿﺎ كنت ﻧﺎﺷﻄﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻋﻼم واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ وﻛﻨﺖ ﻧﻘﯿﺒًﺎ ﻟﻠﺼﺤﻓﯿﯿﻦ، وﻋﻀﻮا ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ووﻛﯿﻼ ﻟﻨﻘﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﻓﯿﯿﻦ، ﻓﻲ أرﺑﻊ دورات ﻋﻠﻰ ﻣﺪى 16 ﻋﺎﻣﺎ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺪﺧﻮل ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺎﺳﺒﯿﺮو إﻻ ﻟﯿﻠﺔ ﻓﻮز اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ، ﺑﺼﻔﺘﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﺤﻤﻠﺘﮫ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ، واﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﻀﻮا ﺑﻤﺠﻠﺲ أﻣﻨﺎء اﺗﺤﺎد اﻹذاﻋﺔ والتليفزيون، ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻟﻢ أدﺧﻠﮫ أﯾﻀﺎ، وﻛﺎن اﺳﻤﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﺋﻢ اﻟﻤﻨﻊ، رﻏﻢ أن اﻟﺒﻌﺾ رُﻓﻌﺖ أﺳﻤﺎؤھﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﺜﻮرة، ورﺑﻤﺎ ﻟﺴﺒﺐ أو ﻵﺧﺮ ﻛﺎن اﺳﻤﻲ ﻻ ﯾﺪﻋﻰ ﻟﺪﺧﻮل ﻣﺎﺳﺒﯿﺮو».
وأضاف: «ﻛﺎن ظﮭﻮر اﻟﻤﺬﯾﻌﺔ ﻓﺎطﻤﺔ ﻧﺒﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﻘﻨﺎة اﻷوﻟﻰ واﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻊ، وھﻲ اﺑﻨﺔ ﻗﻄﺎع اﻷﺧﺒﺎر ﺗﻌﻤﻞ ﻓﯿﮫ ﻣﻨﺬ 12 ﻋﺎﻣﺎ، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺤﺮرة ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ، ودﺧﻠﺖ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ أواﺧﺮ وزارة أﻧﺲ اﻟﻔﻘﻲ، اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﻤﺤﺒﻮس ﺣﺎﻟﯿﺎ، وﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ، أﻣﺎ ھﻲ ﻓﻤُﻨﻌﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺠﺎﺑﮭﺎ، رﻏﻢ أﻧﮭﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ، واﻟﻤﺬﯾﻌﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻈﮭﻮر اﻟﺰﻣﯿﻠﺔ ﻧﺮﻣﯿﻦ ﺧﻠﯿﻞ، وھﻲ ﻗﺎرﺋﺔ ﻧﺸﺮة ﻓﻲ ﻗﻨﺎة اﻟﻨﯿﻞ ﻟﻸﺧﺒﺎر، وھﻲ ﻗﺎرﺋﺔ ﻣﺸﮭﻮد ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة ارﺗﺪت اﻟﺤﺠﺎب ﻋﺎم 2007، وﻋﻨﺪﻣﺎ ارﺗﺪت اﻟﺤﺠﺎب ﺗﻢ إﻗﺼﺎؤھﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺎﺷﺔ وﻣﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﻗﺮاءة اﻟﻨﺸﺮات.