قبل نحو ثلاثة أعوام كان شارع عبدالخالق ثروت والشوارع المتفرعة منه قبلة النشطاء السياسيين للتعبير عن مختلف آرائهم، بداية من المطالبة بالحريات وانتهاء برفض «التوريث».. الشارع الشهير يضم ما عُرف أيامها بـ«مثلث التغيير والاحتجاجات» فى مصر: «نقابة الصحفيين» و«نقابة المحامين» و«نادى القضاة».
وبعد ثورة 25 يناير التى غيرت وجه الحياة المصرية طال التغيير أيضاً «مثلث الاحتجاجات»، فانتقل من «عبدالخالق ثروت» إلى «قصر العينى»، حيث «ميدان التحرير» و«رصيف مجلس الوزراء» وأخيراً «شارع السفارة الأمريكية».
فى عام 2004، بدأت حركة «كفاية» دعوتها ضد التوريث من على سلم نقابة الصحفيين، وناصر ناشطوها حركة استقلال القضاة من نفس المكان، وأصبحت نقابتا الصحفيين والمحامين ونادى القضاة «مأوى للمعارضين».
بينما فى 2011 شهد شارع قصر العينى حرباً شرسة بين قوات وزارة الداخلية والثوار، إذ حاول المتظاهرون، الوصول إلى مبنى الحكومة والبرلمان لإطلاق صرخة غضب بعد تأخر محاكمات رموز النظام السابق، إذ منع الثوار الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء السابق، من دخول مكتبه، والاجتماع بوزرائه، ليصبح المكان رمزاً لقدرة الشعب على إعلان رفضه الصفقات السياسية.
ولم تهدأ الاحتجاجات، حيث تم تنظيم نحو 300 اعتصام وإضراب منذ تولى الرئيس محمد مرسى مهام منصبه، وحظى مثلث «قصر العينى» بأغلبية تلك المظاهرات.
وقال الدكتور عبدالحليم قنديل، المنسق العام السابق لـ«كفاية»: «تظاهر المصريين فى مثلث قصر العينى مفهوم، لأنه مكان قريب من كل المؤسسات والهيئات، وانتقال المظاهرات من عبدالخالق ثروت، إليه تطور إيجابى وطبيعى».
وشدد الدكتور محمد الجوادى، المؤرخ السياسى، على أن الجماهير تظاهرت أمام «المحامين» و«الصحفيين»، لأنها كانت تحتاج محامياً يدافع عنها، ومنبراً تتحدث من خلاله. وقال محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بـ«الصحفيين»: «السياسيون كانوا يتظاهرون أمام النقابة، لأنه لم يكن هناك مكان مثلها يتسع للجميع».