قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن مصر من أوائل الدول التي تنبهت لفيروس كورونا (كوفيد 19) مبكراً، وكذا القيادة السياسية والحكومة المصرية، وهنا انتهز الفرصة لتقديم كل التحية والتقدير والعرفان لكل الأطباء والفنيين وطواقم التمريض، وكل من له علاقة بالحجر الطبي باعتبارهم خط الدفاع الأول وجنود بواسل في مقاومة الفيروس وحماية المواطنين من هذة الشرور.
وأضاف البابا – في كلمة وجهها للشعب المصرى اليوم الأحد – أن الله ضابط الكل ويدير هذا العالم وهو محب للبشر علشان كده خلق البشر موجهاً حديثة للشعب: «لازم تبقوا مطمئنين لما يتم من إجراءات احترازية من قبل الدولة تجاه الفيروس، فالله لن يترك أحد والله ما زال يخلق بشر ومازال يحب العالم ولكن لا يحب الشر الذي يصنعه البشر، فكل الشرور صنعها الإنسان، وفي محبة المال أصل لكل الشرور.
وتابع: «نشكر الله أن في بلادنا إجراءات قوية وحاسمة، منذ البداية والجميع يعمل من أجل حفظ الوطن من شر الفيروس، ولعلنا نسمع حاليا أن هناك دول وصل بها الحال إلى أمور رديئة جدا، وبعضها أصبحت لديها محدودية في الإمكانيات الصحية والمستشفيات»، مستطرداً: «عندنا رجاء أن السيد المسيح عليه السلام يمد يده كطبيب حقيقي لرفع الوباء عن العالم، ومصرنا الحبيبة والشعب ونشكر الله أننا في زمن فيه تقدم علمي كبير».
وتابع البابا، أن الشعب مش متعود على الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تنفذها الدولة المصرية لحمايته حاليا، ولم يعتادوا ظهور مثل هذا الفيروس المميت لكنها إجراءات مهمة وفي غاية الأهمية، مشيرا إلى أنه على الرغم من الإجراءات البسيطة التي ننفذها في منازلنا من التعقيم وعدم لمس الأسطح وغسيل الأيدي بالماء والصابون، إلا أنها مهمة جداً للوقاية.
ووجه البابا حديثه للشعب قائلاً: «من فضلك اقعد في بيتك لأنك بالتزامك بيتك تكسر دائرة وسلسلة انتشار الفيروس وتساعد الدولة على الحد منه ومقاومته والبعد عن التجمعات أيا كان، ويكفي تجمع الأسر في البيوت، لكن أي تجمع كفيل بنشر العدوى بشكل كبير جدا.
وواصل:«المشكلة مش في نشر العدوى وإنما في كون مفيش مكان في المستشفيات، وليس لدينا عدد كافي لمتابعة كل الحالات ومتنسوش إن المسشتفيات تواجه ضغوطا كبيرة حاليا متمثلة في علاج الأمراض الأخرى غير كورونا، واحنا محتاجين أطباء في كل الأمراض والرعاية الصحية الأولية والدائمة والسلامة، فمن فضلك اكسر دائرة العدوى واقعد في البيت ولا تلمس أي أسطح واغسل يديك بالماء والصابون باستمرار، لأن ده بيساعد إلى حد كبير في الحد من العدوى.
وأكد البابا، أنه لا يوجد أغلى من الصحة للإنسان حتى لا يتبع التعليمات وينفذ الإجراءات الاحترازية، والله يحفظ الجميع، وإذا ما الفائدة في دولة مجتمعها مريض وعيان لا علم ولا إنتاج ولا حياة، ونشكر الله أننا في زمن يذخر بالتكنولوجيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التليفزيون ووسائل متعددة نستطيع من خلالها التواصل.
ودعا البابا تواضروس الآباء الكهنة في الكنائس إلى افتقاد الأسر عبر تلك الوسائل وبعض الكنائس بدأت ممارسة سر الاعتراف عبر الهواتف وعقد الاجتماعات لدروس الكتاب والصلاة والتسبحه أيضاً، معلقاً على قرار غلق الكنائس بقوله «أنه قرار صعب وجديد علينا لكنه ضرورى للحفاظ على الشعب، وأنا شخصيا قرأت كثيرا في كتب التاريخ علشان أعرف كانوا بيعملوا أيه في مثل هذة الظروف، ولقيت أن الكنائس كانت بتغلق لوقت طويل، ويا ريت نتحمل من أجل الوقاية، ونتمنى أن تمر الفترة بسلام ولا تطول».
واختتم البابا كلمته قائلاً: «واثقين أننا في يد الله، وأن بلادنا محفوظة ومبارك شعب مصر وأرضنا مباركة وتاريخها مبارك وجغرافيتها محفوظة في يد الله القوي، ونصلي من أجل المسوؤلين في مواقعهم، والأطباء والمستشفيات ومن أجل كل من له علاقة بالحجر الصحي.