أكد «هانى أبوريدة»، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى، نائب رئيس اتحاد الكرة المصرى، أن الفيفا لن يعيد مباراة مصر والجزائر التى أقيمت بالسودان وانتهت بهزيمة المنتخب المصرى وخروجه من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010.
خاصة أن الوقت الأصلى للمبارة لم يشهد أى أحداث تؤثر على النتيجة، وشدد على أن رئيس الاتحاد الجزائرى «محمد روراوة» عضو عادى بإحدى لجان الفيفا، ولا يلعب أى دور مؤثر لمصلحة بلاده، وأن الإعلام المصرى هو الذى صنع منه بطلاً، وأكد أن من أهم الأسباب الرئيسية التى أدت لخسارة المنتخب هو غياب جمهور الكرة المصرية الحقيقى عن اللقاء والاكتفاء بحضور الممثلين والمطربين.
جاء هذا فى الحوار الذى أجريناه معه عقب عودته مع بعثة المنتخب من السودان.
■ فى البداية سألناه.. أنت متهم بعدم لعب أى دور لصالح مصر بحكم موقعك كعضو فى المكتب التنفيذى للفيفا بعكس روراوة عضو لجنة الانضباط، الذى قام بتأليب الاتحاد الدولى ضد مصر وتحقيق كل أغراضه؟
- أولاً يجب أن يعلم الجميع أن «روراوة» عضو عادى بإحدى لجان الفيفا، ولا يمكن للفيفا بأى حال من الأحوال أن يجامله فى شىء، ولكن للأسف الإعلام المصرى هو الذى يصنع أبطالاً من ورق، حيث ظلت بعض وسائل الإعلام تؤكد الدور الكبير الذى يلعبه لمصلحة المنتخب الجزائرى، وهذا لم يحدث على الإطلاق، بدليل أنه حاول إلغاء نتيجة مباراة القاهرة التى انتهت بفوز منتخب مصر بهدفين، بسبب تحطيم أتوبيس لاعبيه، ولكنه فشل فى مخططه بسبب الرد العملى والسريع من جانبى وإرسالى جميع المستندات التى تؤكد صحة موقفنا، والواقع يؤكد صدق كلامى، حيث لم تتم مجاملته أو إعادة المباراة مجاملة له مثلما اعتقد البعض.
أما عن دورى فإن كثيراً من وسائل الإعلام، فى أغلب الأحيان وعلى خلاف الحقيقة، تزعم بأننى أتقاعس عن خدمة بلادى، رغم موقعى البارز فى المكتب التنفيذى لدى الفيفا، ولكننى أقوم بواجبى تجاه بلادى على أكمل وجه، ويشهد على صدق كلامى المهندس «حسن صقر» و«سمير زاهر» رئيس اتحاد الكرة اللذان يعلمان تماماً بكل صغيرة وكبيرة أقوم بها لخدمة المنتخب والكرة المصرية.
■ وما الفرق بينك وبين روراوة؟
روراوة عضو عادى فى لجنة من عدة لجان داخل الاتحاد الدولى، وليس له أى دور، بعكس منصبى كعضو بالمكتب التنفيذى للفيفا، وهو منصب بارز، ويكفى أن «بلاتر» عندما يقدمنى فى أى مناسبة يقول الزميل «أبوريدة»، ولكنه من حقه أن يقوم كرئيس للاتحاد الجزائرى بتقديم الشكاوى للفيفا، وبالمناسبة أى رئيس اتحاد فى العالم من حقه أن يفعل مثله، ولكن كما سبق أن قلت الإعلام المصرى نقل للناس صورة مغايرة للواقع عنه، وصوره وكأنه بطل
.
■ ما حقيقة الأنباء التى ترددت عن إمكانية إعادة الفيفا المباراة نتيجة أحداث الشغب؟
- يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، فبكل صراحة لن يعيد «الفيفا» اللقاء، خصوصاً أن تقارير مراقبى المباراة خلت من أى أحداث أثرت على النتيجة هذا بالفعل ما حدث، واحتوت التقارير على إلقاء الجزائريين الشماريخ داخل الملعب عقب إحرازهم هدفهم، فضلاً عن نزول بعض الجماهير إلى أرض الملعب قبل اللقاء، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى، التى لم تؤثر بأى حال من الأحوال على نتيجة المباراة.
■ ولماذا إذن أعد اتحاد الكرة ملفاً عن الأحداث لتقديمه لـ«الفيفا«
- لأننا يجب أن نثبت حالة بما حدث، حتى يتم توقيع العقوبات، التى يراها «الفيفا» رادعة على الجزائر حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال فى المباريات المقبلة.
■ ولماذا لم تقدموا شكوى ضد الجزائر لدى «الفيفا» عقب المباراة الأولى التى أقيمت فى بليدة.
- لأن التجاوزات التى حدثت معنا كانت داخل الملعب، وعبارة عن إلقاء الجماهير الشماريخ أثناء سير اللقاء، وهو ما أورده مراقبا المباراة فى تقاريرهما، وبالفعل وقع عليهم «الفيفا» غرامة مالية بعكس الأحداث التى وقعت فى القاهرة، حيث كانت جميعها قبل اللقاء وأثناء وصول بعثة الجزائر.
ومثل هذه الأحداث لا يراها مراقبا المباراة، ولن يدوناها فى تقارير المباراة، لذا استدعى روراوة المراقبين وطلب إثبات ما تعرضا له، ونحن أيضاً قمنا بتقديم كل الأدلة التى تؤكد سلامة موقفنا بدليل أن نتيجة المباراة لم تلغ كما كانوا يطلبون.
■ وما رأيك فى الأحداث البربرية التى أقدم عليها الجمهور الجزائرى عقب المباراة؟
- طبعاً الأحداث مرفوضة تماماً، ولكن يجب أن نعترف بأن بعض وسائل الإعلام المصرية والجزائرية ساهمت بدور كبير فى شحن الجماهير وإثارتها مما جعلهم فى حالة تحفز لبعضهم البعض.
■ لكن الجزائريين هم الذين قاموا بالاعتداء على جماهيرنا؟
- يجب أن نعترف ونُقر بأن جماهير الكرة فى الجزائر متعصبون إلى درجة كبيرة، والخطأ الذى وقعنا فيه هو أننا لم نرسل جمهور الكرة المنظم الذى يعرف كيف يتصرف فى مثل هذه المواقف الصعبة، ويعرف كيف يساند منتخب بلاده عند الشدائد، وكيف يدافع عن نفسه، وقمنا بإرسال الفنانين والممثلين، الذين من المفترض أن يكون مكانهم فى المسارح والتليفزيون والسينما، وليس بمدرجات كرة القدم، لأنهم لا يحسنون التعامل مع الجمهور الجزائرى المتعصب.
■ وهل أخطأتم فى اختيار السودان لاستضافة المباراة؟
- بالعكس السودان نجحت فى استضافة اللقاء، لكن مسؤولو السودان كانوا فى موقف حرج للغاية، خصوصًا أن أعمال العنف التى حدثت كانت من جماهير عربية تجاه جماهير عربية، فكان عليهم أن يتعاملوا بحذر مع الأزمة، حتى لا يتهمهم أحد بالمحاباة أو مجاملة بلد على الآخر.
■ هل تعتقد أن غياب جمهور الكرة عن المباراة كان له تأثير سلبى على المنتخب الوطنى؟
- هذا كلام صحيح ومنطقى، حيث إن جماهير الكرة لديها من الوعى والخبرة ما يجعلها تكون قوة دفع للمنتخب فى مثل هذه المباريات بعكس الجماهير التى ذهبت لاستاد أم درمان من الممثلين والمطربين، فلم يكن لهم أى دور مؤثر لا بالإيجاب على منتخبنا ولا بالسلب على الفريق الجزائرى، وبالعكس على الجانب الآخر، فالجزائريون قاموا بتنظيم الرحلات لجماهير الكرة فقط، وقاموا بتوجيه الدعوة المجانية لعشاق الكرة فى الذهاب لمساندة منتخبهم، وبالفعل تدفقوا بأعداد غفيرة للغاية نحو ملعب المباراة قبلها بثلاثة أيام، وكان لهم دور كبير فى إلهاب حماسة لاعبيهم قبل وأثناء المباراة.
وبالمناسبة هذا اللقاء تذكرنى أحداثه بالخسارة الأليمة التى لقيها المنتخب الوطنى أمام نظيره التونسى فى السبعينيات عندما قمنا باصطحاب الفنانين فى إحدى العبارات، وخسرنا وقتها أيضًا المباراة وخرجنا من تصفيات كأس العالم بعدما كان الجميع قد هيأ نفسه للمشاركة فى المونديال فى ذلك الوقت.
■ وإلى أى درجة من وجهة نظرك تسببت أحداث الشغب فى خسارتنا؟
- يجب أن نتفق على أن المباراة لم تشهد خروجاً عن النص سوى فى بعض الدقائق، وكانت بعد إطلاق الشماريخ فى الملعب عقب إحراز الجزائريين هدفهم، ولكن المنتخب الجزائرى نجح فى استغلال إحدى الفرص القليلة التى سنحت له خلال اللقاء، فيما لم يحالفنا التوفيق فى العديد من الكرات التى أتيحت لمهاجمينا أمام المرمى، ولو أحرزنا نصفها لصعدنا إلى المونديال.
■ ما شعورك كنائب لرئيس اتحاد الكرة بعد ضياع الحلم؟
- دمى اتحرق بسبب ضياع الحلم وحرمان هذا الجيل من المشاركة فى كأس العالم بعدما عاد الأمل لنا من جديد بعد أن كنا قد فقدناه خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن المرارة زادت لدينا بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم بعد احتكامنا للمباراة الفاصلة، وأعتقد أننا لو لم نتساو مع الجزائر وخرجنا مبكراً لكان الأمر أهون على أنفسنا، ولكن الأمر الآن مختلف، خصوصاً أننا جميعاً كنا بدأنا نهيئ أنفسنا للمشاركة فى المونديال، وأيضاً الجماهير التى ظلت تتغنى بذلك فى الشوارع والميادين قبل المباراة.
■ وما رأيك فى ابتعاد أبوتريكة عن مستواه خلال المباراتين الأخيرتين وإضاعته العديد من الفرص التى كانت كفيلة بأن تصعد بالمنتخب للمونديال؟
- دون التطرق للأسماء، يجب أن نقر ونعترف بأن أى لاعب فى الدنيا معرض لأن يتألق ويبدع، وكذلك يعانده التوفيق ويتعثر، ويجب ألا ننسى الأمجاد الذهبية لهذا الجيل من اللاعبين ونجاحهم طوال السنوات الأربع الماضية فى رسم البسمة على شفاة المصريين.
■ وهل تعتقد أن هؤلاء اللاعبين قادرون على تحقيق إنجازات أخرى؟
- نحن نأمل فى أن يحافظ اللاعبون على لقبهم فى كأس الأمم الأفريقية المقبلة، التى ستقام فى أنجولا خلال شهر يناير المقبل، ويجب أن نتكاتف جميعاً ونقف خلفهم ليعيدوا لنا البسمة من جديد بفوزهم بالبطولة المقبلة.
■ وهل ستجتمعون مع حسن شحاتة خلال الأيام المقبلة؟
- نحن بالفعل اجتمعنا مع الجهاز الفنى بقيادة «حسن شحاتة» عقب المباراة مباشرة، وكان الجميع فى حالة نفسية سيئة، ولكننا طالبناهم بنسيان المباراة تماما، والتركيز فى الفترة المقبلة لتعويض ما فاتهم، وسنجتمع كاتحاد للكرة منتصف الأسبوع الحالى لمناقشة كل الأمور التى تخص المنتخب، ومن بينها كيفية الإعداد الجاد لمشوار المنتخب فى بطولة الأمم المقبلة بأنجولا، من أجل السعى للحفاظ على لقبنا الذى حملناه فى البطولتين الماضيتين.