«أنا متأكد أن الدكتور محمد مرسى لم يسمع عن منطقة فيصل، على الرغم من أن مقر الحزب الذى مكنه من رئاسة مصر، لا يبعد عن منطقتنا هذه سوى أقل من مائة متر». هكذا قال هشام أحمد، مدير فرع إحدى شركات توزيع الألبان فى شارع العشرين بفيصل، حيث كان يتحدث لـ «المصرى اليوم» وهو ممسك أنفه، من الرائحة النفاذة التى كادت تخنق المارة.
يشير «هشام»، إلى هضبة القمامة المواجهة لبوابة مدرسة خاصة، تضم فصولا من «الروضة» حتى الثانوى، مرورا بالابتدائى والإعدادى، يقول: «لو أن هذا المشهد حدث فى دولة تحترم مواطنيها، لاستقال رئيسها».
يضيف هشام أن الرئيس محمد مرسى، الذى ركز كثيرا على النظافة فى برنامج الـ100 يوم، ربما أخذته نشوة الدعاية الانتخابية، واثقا من أن شباب «الإخوان» سيتحولون إلى جامعى قمامة، تاركين بيوتهم وأشغالهم، لكن الرجل فوجئ بأن المسألة تتعدى البرامج الانتخابية.
الكلام فى السياسة لم يعجب شنودة عوض، صاحب «كوفى شوب» فى الشارع ذاته، وتدخل فقط للتعبير عن حالة الغضب التى تسود المنطقة كلها، بسبب تلويث الواجهة الحضارية والفكرية والتعليمية للمدرسة، التى منيت بهضبة قمامة أصبحت علامة مميزة من علامات شارع العشرين - حسب تعبيره.
«شنودة» اعترف بأن سيارات الحى ترفع كل فجر هذه الهضبة التى تبلغ ذروتها نهاية الليل، «لكن اللى انت شايفه دا إنتاج الـ3 ساعات فقط بتوع الصبح»، معترضا على عدم تخصيص الحى حاويات قمامة عملاقة تتسع لإنتاج الأحياء المزدحمة بالسكان، مثل منطقة فيصل.
ويتعجب «شنودة» من نسيان حكومة «الإخوان» وعود الرئيس الانتخابية، معتبراً أنهم لن يبدأوا فى العمل الفعلى، إلا بعد التأكد من السيطرة التامة على مفاصل الدولة، «يعنى التكويش بالبلدى».
ولم تذكر مشكلة تراكم القمامة فى مصر إلا وكانت سببا وجيها فى الاستفسار عن مدى جاهزية مصر لتدوير القمامة بشكل علمى، والاستفادة منها فى الأغراض المعروفة عالميا، وهو كلام حجاج فتحى ضاحى، ابن محافظة بنى سويف، الذى يسكن حلوان، ووجد بالصدفة فى شارع العشرين بفيصل.
يقول «حجاج» إنه يعرف أن مصر تملك ملايين الأفدنة الصحراوية التى تحتاج أسمدة عضوية، تستوعب زبالة مصر والصين أيضا، وعلى الرغم من ذلك يعانى المزارعون من نقص هذه الأسمدة وارتفاع أسعارها.