شيَّع الآلاف من أهالي قرية كفور العرب جثمان الطفلين اللذين لقيا مصرعهما على يد ثلاثة من البلطجية أمطروا الأهالى والقرية بالرصاص.
حيث خيَّم الحزن والأسى على أهالي القرية ووقف الشباب والأطفال في الشوارع يتحدثون عن المعركة التي شهدتها القرية بين الأهالى والبلطجية، وانتهت بمقتل اثنين من الأطفال هم محمد عبد الرحمن الحسيني «15 سنة» وناجي أحمد عبد العليم «14 سنة» برصاص البلطجية، وقيام شباب القرية بإحراق اثنين من البلطجية وسط الميدان انتقامًا منهما.
انتظر الأهالى وسط حصار قوات الأمن والشرطة منذ الساعة السادسة صباح، الإثنين، وحتى وصول الجثمانين في الثالثة عصرًا داخل سيارة إسعاف، وتسابق الشباب على حمل النعشين ودخلوا بهما المسجد وسط صراخ النساء.
وتعلق الحاج عبد الرحمن بنعش ابنه محمد باكيًا وهو يردد «منهم لله الكفرة» فيما وقف والد الطفل ناجي وهو يبكي محاولًا التماسك أمام النعش قبل أداء الصلاة، وتحدث إمام المسجد عن فضل الشهيد في الإسلام وأن هؤلاء الأطفال شهداء عند ربهم يرزقون، وعقب أداء صلاة الجنازة حمل الشباب الجثمانين وطافوا بهما شوارع القرية.
كانت قرية كفور العرب قد شهدت هجومًا بالأسلحة، مساء الأحد، استمر ست ساعات، قام به ثلاثة من البلطجية هم السيد عرفات وشقيقه حمدى واحد البلطجية من قرية ميت بدر خميس يُدعى محمد عطية محمد، حيث قام البلطجية بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لإرهاب أهالي القرية مما تسبب في مصرع الطفلين، فخرج أهالي القرية للقصاص منهم وحاصروا المنزلين التابعين للمتهم الأول وأشعلوا بهما النيران.
وتدخلت قوات الأمن برئاسة العميد سعيد عمار، مدير المباحث، والمقدم محمد متولي، رئيس مباحث طلخا، وتبادلت إطلاق النار مع البلطجية في محاولة للسيطرة على الوضع إلا أنهم حاولوا الفرار، وتمكن أهالي القرية من إلقاء القبض على اثنين منهم بعد إصابة أحدهما برصاص الشرطة وهما السيد عرفات ومحمد عطية، بينما تمكن حمدي عرفات من الهرب، وقام الأهالي عقب الإمساك بهما بضربهما وسحلهما ومنعوا الشرطة من التدخل ثم قاموا بوضعهما فى الميدان أمام المنزل وسكبوا عليهما البنزين وأشعلوا النيران في جسديهما حتى تفحما.
وقررت النيابة العامة التصريح بدفن جثة الطفلين وجثة المتهمين أيضًا وضبط وإحضار المتهم الثالث حمدي وأشقاؤه أحمد وماجد ومحمد، بينما رفض الأهالي السماح بدفن جثة البلطجي السيد عرفات بالقرية مهددين بوضعها للكلاب إذا تم ذلك.
على الصعيد نفسه شكل أهالي القرية لجانًا شعبية بالشوارع لحمايتها بعد صدور تهديدات من حمدي عرفات، البلطجي الهارب، بإحراق القرية انتقامًا لشقيقه وصديقه.