مع تزايد تفشى فيروس «كورونا» المستجد، حول العالم وزيادة أعداد المصابين والوفيات، مازالت العديد من الدول تواصل العمل إنتاج علاج فعال للقضاء عليه، وتتزايد التقارير التي تتحدث عن اكتشاف أول لقاح له، ولكن ماذا حدث؟ من قبل الدول وما رد منظمة الصحة العالمية على تلك المحاولات؟.
البداية كان قد أعلن نيكولا ماجريني، رئيس وكالة الأدوية الوطنية في إيطاليا، أن اختبارات أدوية تستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والروماتيزم، لعلاج فيروس كورونا تبدأ اليوم الخميس في إيطاليا.
ووفقا لوكالة سبوتنيك الروسية، قال ماجرينى: «ستبدأ التجارب يوم الخميس، وقد أظهرت الدراسات الأولية نتائج مشجعة»، مشيرا إلى أنه سيشارك في الاختبارات حوالي 330 مريضا.
ويشار إلى أن العقار الطبي، أثبت فعاليته في مستشفيات نابولي ومودينا، حيث ينتمى إلى مجموعة مثبطات المناعة المستخدمة في علاج الأمراض الروماتيزمية في المفاصل.
وفي الصين، تم استكمال البحث السريري لدواء فافيبيرافير، وهو عقار مضاد للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد الفيروس وفقا لما ذكره مسؤول صيني.
وقال تشانغ شين مين، مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا في مؤتمر صحفي، إن «عقار فافيبيرافير، الذي يعد دواء إنفلونزا تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان.
وذكر أنه تمت التوصية بفافيبيرافير لفرق العلاج الطبي ويجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج لـ (كوفيد-19) في أسرع وقت ممكن.
وأضاف تشانغ أن إدارة المنتجات الطبية الصينية وافقت على بدء شركة أدوية صينية إنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض.
وشارك أكثر من 80 مريضا في التجربة السريرية في مستشفى الشعب الثالث في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، بما في ذلك 35 مريضا تعاطوا فافيبيرافير و45 مريضا في مجموعة مرجعية، وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا علاج فافيبيرافير أصبحوا مقاومين للفيروس في وقت أقصر مقارنة مع المرضى في المجموعة المرجعية.
كما اعتقد الباحثون في مركز جامعة كوينزلاند الاسترالية للأبحاث السريرية، أن الدوائين المستخدمان حاليا في برتوكلات العلاج المعتمدة، قد يحاربان فيروس كورونا.
وفي استراليا قال البروفيسور ديفيد باترسون الطبيب الذي يقود البحث وفريقه الطبي، أن استخدام أدوية الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية على التوالي، المستخدمان حاليا لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا، فاعلان بشكل كبير في السيطرة على الأعراض .
ويأمل الفريق الطبي في أن يلتحق المرضى بتجربة الدواء بحلول نهاية مارس، بحسب التقارير.
وقال موقع news.com.au: «إنه علاج فعال محتمل» ينبغي النظر فيه لإجراء تجربة طبية واسعة النطاق على الفور.
وبحسب التقرير، فإنه البرتوكول يتمحور حول دوائين، حيث يستخدم الأول لقمع فيروس نقص المناعة البشرية، بينما يستخدم الآخر في علاج مضاد للملاريا.
وفي فرنسا، أكدت شركة «سانوفي» الفرنسية للصناعات الدوائية أنها مستعدة لتقديم 300 ألف جرعة لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد بعد نتائج «مبشرة جدا» في تجاربها العلاجية.
وأعلنت الشركة أن الدواء المضاد للملاريا أثبت فعالية كبيرة في استشفاء مرضى بفيروس كورونا المستجد.
وقال متحدث باسم الشركة لـ«فرانس برس» إنه على ضوء النتائج المبشرة لدراسة أجرتها على هذا الدواء فإن «سانوفي تتعهد وضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض»، مشددا في الوقت نفسه على أن المجموعة مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية «لتأكيد هذه النتائج».
في أمريكا تم رصد أول تجربة لقاح ضد فيروس كورونا، وأوضح تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أنه سيتم تسليم الجرعة الأولى المحتملة من اللقاح المطور لعلاج فيروس كورونا، في تجربة سريرية لمحاولة إيجاد حل لهذه الفاشية.
وصرح مسؤول حكومي وفقا لتقرير جريدة «نيويورك تايمز»، أن الجرعة الأولى التي سيتم تسليمها، في تجربة سريرية للقاح محتمل COVID-19، سيتم تجربتها على أول مشارك في التجربة.
وحول رد منظمة الصحة العالمية على كل هذه التجارب، قالت الدكتورة مها الرباط المبعوث الخاص لمدير منظمة الصحة العالمية، في تصريحات سابقة لها خلال هذا الأسبوع، أن هناك الكثير من التجارب العالمية للوصول للعلاجات المناسبة، وهناك مراحل عالمية يجب أن يمر بها إنتاج اللقاح للاستخدام.
وتابعت: «هناك مبادرات مبشرة ولن يكون خلال شهر أو شهرين ولن يكون العلاج متوفر علاج إلا في عام على الأقل».
واستكملت: «هناك رغبة في تحفيز المجتمعات على احتواء المرض من خلال الإجراءات السليمة، وهناك مسؤولية كاملة على كل فرد من خلال اتباع الإجراءات مع عدم الخوف».