x

«المصري اليوم» في مناطق «كورونا» بالدقهلية (تفاصيل)

الأربعاء 18-03-2020 05:22 | كتب: غادة عبد الحافظ |
  • تطهير وتعقيم شوارع قرية السماحية بالدقهلية للحد من انتشار فيروس «كورونا» تصوير: محمود الحفناوي

  • تطهير وتعقيم شوارع قرية السماحية بالدقهلية للحد من انتشار فيروس «كورونا» تصوير: محمود الحفناوي

  • تطهير وتعقيم شوارع قرية السماحية بالدقهلية للحد من انتشار فيروس «كورونا» تصوير: محمود الحفناوي

  • تطهير وتعقيم شوارع قرية السماحية بالدقهلية للحد من انتشار فيروس «كورونا» تصوير: محمود الحفناوي

  • تطهير وتعقيم شوارع قرية السماحية بالدقهلية للحد من انتشار فيروس «كورونا» تصوير: محمود الحفناوي

  • تطهير وتعقيم شوارع قرية السماحية بالدقهلية للحد من انتشار فيروس «كورونا» تصوير: محمود الحفناوي


4 ساعات.. قضتها «المصرى اليوم» بين قرية السماحية الكبرى، ومركز بلقاس، بالدقهلية، بعد وفاة حالتين بـ«كورونا»، عقب نقلهما لمستشفى العزل في الإسماعيلية.

«المصرى اليوم» زارت قرية السماحية الكبرى والتى شهدت أول ظهور لـ«كورونا» ووفاة أول ضحية مصرية، عطيات محمد رمضان، 60 سنة، اكتشفنا ما يشبه توقف للحياة بالقرية وخلو الشوارع من المارة تمامًا، وأغلقت المحال والمقاهى أبوابها عدا محلات قليلة تبيع المواد الغذائية، كما تم إغلاق المساجد بالأقفال، فالجميع معزول في منزله بإرادته حسب وصف الأهالى، بينما القليل منهم تم عزله بتعليمات من مديرية الصحة بالدقهلية تحت ما يسمى العزل الذاتى بالمنزل، بعدما تبين مخالطتهم للضحية وللمصابين الآخرين ولم تظهر عليهم أي أعراض إصابة.

وأثناء تفقدنا لشوارع القرية التقينا بمجموعة من الأهالى تقوم بعمليات تطهير للشوارع والمنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية، تحت إشراف ومتابعة من فرق مكافحة العدوى التابعة للإدارة الصحية ببلقاس.

في البداية رفض الأهالى دخولنا القرية والتصوير فيها بحجة تشويه الإعلام لصورة القرية وأهلها، ولكن بعد إقناعهم أننا سننقل الحقيقة كاملة سمحوا لنا بالتجول والتصوير.

قال ربيع وجدى، من أهالى القرية وأحد المشاركين في عمليات التطهير: «إحنا مش منطقة موبوءة زى ما الإعلام بيقول علينا مجرد حالة وفاة واحدة و3 حالات إيجابى، وتم نقلهم المستشفى وحالتهم جيدة وسيخرجون قريبًا، بينما جميع العينات التي تم سحبها جاءت سلبية، ومع ذلك أصبحنا منبوذين بسبب الإعلام والسوشيال ميديا التي تطلق شائعات كثيرة».

وأضاف: «الخوف هو ما دفع الناس تقعد في بيوتها وليس تعليمات الصحة ولا قرارات العزل»، رافضًا تصريحات الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بعزل 300 أسرة قائلا: «إحنا عايشين في بلدنا بشكل طبيعى لكن في إجراءات احترازية لمنع نشر العدوى ومنها تقليل الاختلاط والاحتكاك واللى بيخرج الشارع بيخرج بالكمامة ليشترى حاجات أسرته».

وتابع: «عقب ظهور حالة الوفاة، مديرية الصحة وفرق المتابعة ومكافحة العدوى، عملت رصد لكل المخالطين، وأخدت عينات والحمد لله كلها طلعت سلبى، عدا 3 حالات فقط من أقاربها وطلبوا مننا نأخذ احتياطتنا وإجراءات احترازية لعدم نقل العدوى، وقامت الفرق بتطهير المدرستين والوحدة الصحية وكل المؤسسات الموجوده بالقرية»، مردفًا: «إحنا عايشين حياة طبيعية لكن بنقلل الاختلاط والاحتكاك كإجراء وقائى».

وقال محمد مجدى سالم، عمدة القرية: «إحنا بنعانى من التصريحات المغلوطة لوزيرة الصحة، فلا يوجد في السماحية عزل لأى أسرة، ولكن توجد إجراءات احترازية خوفا من انتشار الفيروس أو ظهور حالات جديدة».

وأضاف: «نسبة الوعى والثقافة في قرية السماحية الكبرى كبيرة، ونسبة التعليم تتخطى 80٪ وفور ظهور حالة الوفاة، اتخذنا إجراءات احترازية حسب تعليمات المتخصيين وهى عدم الخروج من المنزل، وغلق المقاهى ومنع الشيشة، والناس بتخرج للمحلات وتشترى مستلزماتها بنفسها وعايشة حياتها طبيعى لكن بهدوء، بمعنى إن اللى مش محتاج الخروج مبيخرجش من منزله حرصا على حياته، وهذا قرار اتخذناه في القرية بإرادتنا».

واستطرد: «طهرت فرق مكافحة العدوى التابعة للصحة، المدارس والمؤسسات الحكومية عقب وفاة الحالة مباشرة لكننا بالجهود الذاتية نطهر الشوارع والمنازل والقرية بالكامل يوميا والكثير من شباب القرية وأهلها تبرعوا لشراء المطهرات والمشاركة في عمليات التطهير».

وحول إصابة ووفاة أول حالة مصابة بـ«كورونا»، أوضح: «حتى الآن لا نعرف كيف أصيبت، وما قالته وزيرة الصحة مغلوط، فالحالة لم تخالط مصابين بالفيروس، ولم تخالط أجانب ولا قادمين من الخارج، فالشخص المتوفى قادما من إيطاليا وصل الجثمان للقرية يوم 25 يناير الماضى، وزوجته الإيطالية قضت بالقرية 3 أيام فقط، أي قبل ظهور المرض أصلا، وأسرة المتوفية بالمرض لم تلتق بها، ولم تعزيها، حيث لا يوجد صلة بينهما، والحمد لله جميع العينات التي تم سحبها من أهالى القرية جاءت سلبية».

وتابع: «أما الحالة الثانية والمتوفية في مدينة بلقاس، فلم تختلط بالحالة الأولى ولا تعرفها، والحالات الثلاثة التي تم نقلها وعزلها بمستشفى الإسماعيلية حالتها مستقرة واستجابت للعلاج، وجاءت العينة الأولى بعد فترة عزل لإحدى الحالات سلبية، وفى انتظار العينة الثانية».

«المصرى اليوم» تركت قرية السماحية، وانتقلت لمدينة بلقاس والتى شهدت وفاة الحالة الثانية، أحمد على عامر، 56 سنة، واكتشفنا أن المدينة أقل وعيًا من القرية، فالناس تعيش حياتها بشكل طبيعى، والسيدات والرجال تقف في طوابير أمام مكتب البريد وأمام مركز الشرطة، وأمام البنوك، والباعة الجائلين ينتشىرون في الشوارع على بعد أمتار من مستشفى بلقاس، بينما يلهو الأطفال بالشارع، والكثيرون لا يكترثون لوجود فيروس كورونا.

ففى الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة حالة الطوارئ بمحافظة الدقهلية بالكامل بعد إعلان وزارة الصحة أنها من أعلى بؤر الإصابة، يعانى المواطنون حالة من عدم الاكتراث واللامبالاة ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى في معظم المناطق وخاصة في مركز بلقاس.

«سبيها لله يا أبلة الدنيا زى الفل الإعلام اللى بيهول».. بهذه الكلمات االبسيطة عبر أحمد فتحى، بائع بجوار سور مستشفى بلقاس، عن رأيه في عدم اتخاذ إجراءات احترازية لمكافحة العدوى، قائلا: «الناس ماشية وعايشة حياتها عادى واللى مكتوبلنا هنشوفه وربك هو الحافظ».

أوضح محمد عادل، أحد أهالى بلقاس: «للأسف الناس مفيش عندها وعى بخطورة الموقف، والكل بيخرج عادى للشارع، وإحنا بنحاول نوعى الناس..

من ناحية أخرى شيّع عدد محدود من أسرة الضحية الثانية لفيروس كورونا في الدقهلية جثمان الضحية إلى مثواه الأخير، بمسقط رأسه في قرية الكردود بمركز بلقاس، فجر أمس، وسط إجراءات أمنية وصحية مشددة.

ووصل جثمان أحمد على عبدالعزيز عامر، 50 سنة، موظف بالضرائب العامة، في سيارة إسعاف مُعقَّمة، وسط حراسة أمنية، للتأكد من عدم اقتراب أفراد عائلته من الجثمان، واستقبله 4 من شباب أسرته، يرتدون بدلًا عازلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية