x

حيثيات «إعدام هشام عشماوي»: مصر لن تُخذل أبدًا ولن تركع إلا لله

المحكمة تناشد القيادة السياسية بسرعة توحيد الإفتاء والفتاوى
الثلاثاء 17-03-2020 13:52 | كتب: فاطمة أبو شنب |
هشام عشماوى بالبدلة الحمراء هشام عشماوى بالبدلة الحمراء تصوير : آخرون

أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بمعاقبة هشام عشماوي و36 آخرين بالإعدام شنقا، كما عاقبت 61 متهما بالسجن المؤبد، و15 آخرين بالسجن المشدد 15 سنة، و21 متهما بالسجن 10 سنوات، و52 متهما بالسجن المشدد 5 سنوات، وانقضاء الدعوى لـ22 متهما لوفاتهم، وألزمت المحكمة المحكوم عليهم برد قيمة الأشياء التي خربوها وعزلهم من الوظائف الأميرية ووضعهم تحت المراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات بعد تنفيذ العقوبة، كما ألزمتهم بدفع تعويض 150 مليون جنيه لوزراة الداخلية تعويضا مؤقتا ومنعهم من التصرف في الأموال المتحفظ عليها من قبل اللجنه المشكلة للكيانات الإرهابية، في اتهامهم بالقضية المعروفة إعلاميا «أنصار بيت المقدس»، والتي قالت إن المتهمين اتخذوا من مبادئِ التشدد ذريعة لسفك الدمـاء ونسف الأوطان.

وأضافت الحيثيات، التي أودعتها المحكمة برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين خالد حماد وباهر بهاء الدين وامانة سر وليد رشاد، أن التطرف الديني حتما سيولد بلا ريب إرهاب وإسالة الدماء ويسقط كل أقنعة السياسة القبيحة عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس- خوارج هذا العصرـ خفافيش الظلام الذين يقومون بحملات ممنهجة دون إدراك بالتلاعب بأمن هذا الوطن باستهدافهم اغتيال رموز الدولة المصرية وتفجيرهم المنشآت العامة، بهدف سقوط الدولة وهدم الحضارة الإنسانية من قبل التنظيمات الإرهابية والفكر المتشدد، فهم الجناح العسكري للإخوان المسلمين يستقوون بهم على الشعوب العربية.

وقالت الحيثيات إنه استقر في يقين المحكمة واطمأن لها وجدانها وارتاحت إليها ضميرها مستخلصة من أوراق الدعوى أنه ثبت على مدار تاريخ مصر بعد دخول الإسلام، دفاع المسلمين والمسيحيين عن مصر ضد العديد من الطامعين في مصر، حتي رفعوا الصليب في الحملات الصليبية التي جاءت من أوروبا، ووقف المصريون جميعا ضد الاحتلال الأجنبي في ثورة 1919، ثم ضد الصهيونية التي احتلت سيناء وحررها المصريون جميعا في أكتوبر 1973.

وأوضحت الحيثيات أن مصر لن تخذل أبدا ولن تركع إلا لله، فهي ذات ثوابت لا يعرفها إلا من قرأ تاريخها، فلها أرض فريدة ولها جيش جسور من أبناء هذا الشعب- ليسوا من المرتزقةـ يدافعون عن الوطن والشعب والذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم «إن فتحتم مصر فخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض»، ولهم شرطة قوية تحمي الشعب وتدافع عنه في الداخل ويضحون من أجله، والجيش والشرطة من نسيج هذا الشعب ومن أبناء هذا الوطن يشربون من نيله ويأكلون من أرضه ويعيشون وسط إخوانهم فلا يمكن زعزعتهم أو الدخول فيما بينهم أو تفرقة صفوفهم، فهم من أبناء الشعب الواحد من المسلمين والمسيحين لايمكن تفرقتهم.

وذكرت الحيثيات أن المتهمين وأنصارهم يحاولون نشر الأكاذيب والشائعات الضارة والخبيثة حتي ترتاح أنفسهم من المؤامرات، فسقطت الأقنعة الزائفة أمام الدولة المصرية وشعبها، فلا يمكن زعزعتها أو النيل منها.. فارفعوا أيديكم عنها وكفوا عن المؤامرات خسئتم أيها المتآمرون.. والإرهاب هـو استخدام العنف أو التهديد به لإثارة الخوف والذعر، حيث يعمل الإرهابيون على قتل الناس أو اختطافهم، كما يقومون بتفجير القنابل وسفك الدماء واختطاف الأفراد وترويع الآمنين وإشعال النيران وارتكاب غير ذلك من الجرائم الخطيرة، كما أن معظم الإرهابيين يرتكبون جرائمهم لدعم أهداف سياسية معينة وأهداف خاصة سواء كانت ذات أجندة داخلية أو خارجية مستترين وراء الدين، والدين منهم براء.

وأشارت الحيثيات إلى أن الإرهابيين يعتقدون أن استعمال العنف أو التهديد به لإثارة الذعر هو أفضل طريقة لكسب الدعاية العامة، في ظل وقوف بعض المنظمات الإرهابية– سرا– بدعم الجماعات الإرهابية عن طريق تزويدها بالسلاح والتدريب ومدهم بالمال اللازم لتنفيذ هجماتهم ومخططاتهم الإرهابية التي يقومون بها بسبب كثرة الفتاوى الخاطئه التي زادت في الآونة الأخيرة.

وناشدت المحكمة من خلال حيثياتها القيادة السياسية بسرعة توحيد الإفتاء والفتاوى حتى تسيطر على الموقف من أصحاب العقول الفكرية.

ووصفت الحيثيات أفعال المتهمين من ارتكاب العمليات الإرهابية بالعدوان الذي أتي على الأخضر واليابس، استباحوا لأنفسهم واستحلوا دماء المسلمين والمسيحين (أهل الذمة)، الذين أوصي عليهم رسول الله، واستباحوا سلب النساء وبيعهم سبايا ورقيق وحللوا الزنا وادعوا النزعة الدينية المتشددة، حيث تبنوا الأفكار الجهادية والتكفيرية وتكفير العاملين بالقوات المسلحة والشرطة واستهدافهم بالعمليات العدائية واستهدافهم المواطنين المسيحيين واستحلال ممتلكاتهم ودمائهم ودور عبادتهم واستهداف المنشآت الهامة والحيوية وخاصة التابعة للأجهزة الأمنية وفرضية الجهاد في الداخل والخارج وتكفير الحكام.

وتابعت: «في سبيل ذلك استقطبوا عناصر من كل صوب من الشباب من كل الدول التي تقدم لهم المساعدات والتي ترعي الإرهاب والدعم اللوجستي من الأموال والسلاح لتنفيذ عمليات عدائية ضد الدول العربية ودول العالم، متمكنين من شبكات التواصل الاجتماعي، وأضحي داعش معروف بفيديوهات قطع الرؤوس وتدميرها للآثار وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، وقد انبثق تنظيم داعش من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبومصعب الزرقاني في عام 2004 في أعقاب غزو العراق 2003 وابتداء من عام 2004 تولي قيادته أبوبكر البغدادي، وانتشر بشكل كبير ويحارب التنظيم كل من يخالف آراءه، وتفسيراته الشاذة انتشرت في كل البلدان العربية عن طريق البيعة أو السفر للالتحاق بصفوفه».

وتحدثت الحيثيات عن «أنصار بيت المقدس» و«جبهة النصرة»، وقالت: «جميعهم تنظيمات مسلحة واحدة، ورغم هذه المسميات يتبعون للتنظيم الدولي للإخوان للسيطرة بهم على الشعوب، كل يدعي لنفــسِهِ العصمـةَ في الدين.. وكـل يزعُمُ أنـه علـى الحق المبين.. كــلُ مـنهم اتخـذ مــن مبـادئِ التشــددِ ذريعــةً لســفك الدمـاء ونســفِ الأوطـان.. فتارةً يســتترون بالحاكمين.. وتارةً يسـتترون خلـفَ الولاءِ والبراء.. وتارةً يرتدون عباءةَ إقامةِ الخلافة.. وبزعمٍ منهم وبشعارات براقةٍ خلابة أخذوا يستحلون دماء المسلمين والمسيحيين.. ما سلمَ منهُم رجلٌ ولا امرأة.. ولا شيخٌ في السنِ طعين.. أخذوا يفجرون الكنائسَ والمساجد.. يقطعون الطرقَ ويسلُبُون الأموال وينتِكهُون الأعراضَ ويروعون الآمنين ويلوون ألسنتهم بكلماتٍ لتحسبوهم من الأولياء الصالحين.. (الله أكبر.. الله أكبر) و(وما الله بمصلح عمل المفسـدين)، وإذا التقـى جمع منهم رشقَ كلُ منهم الآخـر بالكـف«.

وأكدت الحيثيات أن الجيش والشرطة يقفان لهذه الجماعة الإرهابية بالمرصاد حائط صدا منيعأ، ومع مبايعة «أنصار بيت المقدس» لتنظيم «داعش»، زادت حركتهم بشكل ملحوظ من خلال العمليات النوعية بالهجوم والتورط في الكثير من العمليات العسكرية على الجيش والشرطة واستهداف المسيحيين والقضاة والتفجيرات وضرب السياحة، كما واصلت هذه الجماعة عملياتها حتي وصلت إلى الصحراء الغربية المترامية الاطراف والتي تعتبر نقطة جذب للسياح واتاحت تضاريس المنطقة الجبلية مكان مثالي لاختباء المسلحين إلى جانب قربها من الحدود مع ليبيا التي ضربتها الفوضى.

ووصفت الحيثيات التنظيم الإرهابي بأنه حركة تدعي أنها إسلامية، وهي لا تمت إلى الإسلام بصلة، مضيفة أنه تنظيم مسلح يتبع الأفكارالسلفية الجهادية ويهدف أعضاؤة حسب أعتقادهم إلى إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية.

وشرحت الحيثيات دور هشام عشماوي في "تنظيم بيت المقدس"، وقالت إنه تولى هو والمتهم العاشر عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد مسؤولية التدريب العسكري لأعضائها، كما تولى الحركي "ياسر" مسؤولية تجهيز وتصنيع المفرقعات تمهيدا لاستخدامها في العمليات العدائية للجماعة، وكُلف المكنى "أبوعماد" بتولي مسؤولية الإعلام والتواصل الخارجي مع تنظيم القاعدة، فضلاً عن قيام المتهم الأول بإعداد عدد من عناصر الجماعة لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف منشآت حيوية وشخصيات بمواقع قيادية بالدولة عقب تأهيلهم نفسياً وفكرياً لذلك، بإقناعهم بشرعيتها وتدريبهم بدنياً وعسكرياً تمهيداً لتنفيذها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية