جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتأجيل الدراسة فى المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، أشبه بـ«طوق نجاة»، للأهالى وللنسبة الغالبة من الشعب ممن ليس لديهم أبناء فى الدراسة أيضا، فقد أصيب الجميع بالذعر من كثرة التقارير التى يتم بثها عبر العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، هذا بخلاف «جروبات الماميز» التى يلعب معظمها دورا كبيرا فى بث الشائعات والتهويل بين الأمهات، ولا نعرف حتى الآن كيف تدار هذه الجروبات، والحمد لله أن أبنائى تعدوا مرحلة هذه الجروبات، وبالتالى لست فى أى «جروبات»، ولكنى أستمع لـ«حكاوى الماميز» من صديقاتى اللاتى أصبحن يضقن ذرعًا بما تفعله هذه الجروبات ولكن لا يستطعن الخروج منها، المهم جاء القرار «راحة» مؤقتة لنا، ولكن دارت عدة أسئلة فى ذهنى، ولا أنكر أننى عشت بعضًا من الخيال فى بضع ساعات، بناء على هذا القرار، ماذا قد يحدث بعد أسبوعين من الآن؟ ماذا سيتغير فى هذا العالم وهذا البلد الآمن؟ بعد أسبوعين ماذا سيتغير فى جيل الأبناء وجيل آبائهم، هل يمكن أن يجتمع الأبناء مع آبائهم يتناقشون ويصل الجيلان إلى «نقطة الالتقاء» لأول مرة لتكون «نقطة انطلاقة» لمجتمعنا، ماذا يحدث بعد أسبوعين؟ هل نعود لنجد أن الاحترام قد عاد بين الكبير والصغير، ولم تعد الألفاظ الخارجة والوقحة هى الحاضرة على لسان شبابنا باستمرار الآن، ماذا يحدث بعد أسبوعين؟ هل يمكن أن يسود العدل من أناس اعتادوا اتخاذ الظلم منهجًا، وعدم إعطاء كل ذى حقه؟ ويبدأ نشر العدل والحكمة فى محيطنا، ينطلق معها طاقة إيجابية تستطيع مجابهة أى صعاب، دون «ولولة» على فيس بوك، هل نعود بعد أسبوعين لنجد أن كل شخص يدفع حقه فقط فى فواتير المرافق دون أن يشعر أنه «صيدة سهلة» للحكومة، و«تقلب» قرشين من جيب أقرانه من المواطنين، هل نعود بعد أسبوعين لنجد أن لغة الحوار بين أبناء فيس بوك قد عادت للرقى، دون سب أو قذف واتهامات، وأن النقاش هو إحدى وسائل الحياة الطبيعية ليستنشق الإنسان هواء نقيًا، هل نعود بعد أسبوعين لنجد أن الإعلام قد استمع لدعواتنا بنشر الوعى بين الناس ولا يساهم فى تغييب العقول ولجوئها لمصادر معلومات مغلوطة تماما وأصل الشائعات، لمعرفة الأخبار التى يصيب منها خبران وسط طوفان من الأخبار، وبالتالى تكون بيئة خصبة لأصحاب «الإيمان الضعيف»، أسئلة كثيرة جدا تدور فى فلك الحياة التى نعيشها ويمكن طرحها، ولكنها تحتاج إلى إرادة وخطط لتنفيذها، ولا تحتاج إلى « قرار رئاسى».