قال الدكتور عبد السلام منشاوي، رئيس بحوث القمح في معهد المحاصيل الحقلية، إنه في مثل حالات الأمطار والرياح التي تتعرض لها كل قطاعات الدولة تكون هناك كوارث وخسارة فادحة في بعض الحالات، خصوصا أن قطاع الزراعة من أكبر القطاعات الذي يتأثر بالتقلبات الجوية بكامل صورها وأشكالها، موضحا أن الخسائر قد تتباين وتختلف من منطقة إلى أخرى ومن حقل إلى حقل ومن محصول إلى محصول.
وأضاف «منشاوي»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أنه من المؤكد أن هناك أيضاً جوانب إيجابية كثيرة جداً قد نعلم بعضها وقد نجهل البعض الآخر، موضحا أنه بالنسبة لمحصول القمح بصفة خاصة فلقد اختلفت تأثيرات هذه الموجة عليه من منطقة إلى أخرى، ومن حقل إلى آخر أيضا، وينحصر الضرر الواقع على القمح في الرقاد فقط وما يتبعه من تأثيرات على العمليات الزراعية في المرحلة القادمة.
وأوضح رئيس بحوث القمح أن هذا «الرقاد» أو ميل نباتات القمح الحادث بسبب تأثير الرياح لا ينكره عقل، حيث كانت الأمطار مستمرة لمدة 24 ساعة دون انقطاع وتتخللها رياح شديدة في كثير من الحالات في تلك الفترة، والذي يسبب هدم لبنيان النبات في بعض الأحوال حسب شدة الرقاد، حيث يتوقف الضرر على شدة الرقاد ومرحلة نمو النبات أو الطور الذي حدث به الرقاد.
وشدد «منشاوي» على أن ما يجب فعله للقمح حاليا ومستقبلياً يتمثل في أنه يجب الاهتمام بصرف المياه الزائدة من الأراضي في أسرع وقت وبأي وسيلة إذا كان هناك ماء واقف في الأرض، موضحا أنه في الأرض الطينية القديمة يجب وقف الري تماما وكمية الأمطار التي حدثت تفوق معدل ريه بكل التوقعات، وهذا كاف للوصول بالنبات إلى الأمان في مثل هذه الحالات، خصوصا أن الري قد يضاعف الضرر، حيث يسبب أعفانا ومشاكل كثيرة للمجموع الخضري.
ولفت رئيس بحوث القمح إلى أنه بالنسبة للرقاد في هذا التوقيت لاشك أن هناك خطورة ومن الممكن أن يحدث نقص في المحصول، ولكن لا أحد يستطيع الجزم بنسبة النقص في المحصول، فقد يهيئ الله ظروفا جوية معتدلة في مرحلة الامتلاء، ويكون امتلاء الحبوب جيدا ويعوض نسبيا ما قد يسببه ضرر الرقاد، موضحا أن رش أي مادة كيماوية أو محاولات لعلاج الرقاد فهو عبث وليس له قيمة ومجرد إهدار للمال وليس له أي مردود على المحصول.
وأشار «منشاوي» إلى أنه قد يسبب الرقاد مشكلة في الحصاد، خصوصا في حالة الحصاد اليدوي فيجب أخذ الحيطة في الحصاد حتى لا يكون هناك فاقد كبير في أثناء عملية الحصاد مما قد يؤثر على المحصول بدرجة كبيرة.
وشدد رئيس بحوث القمح على أنه من المتوقع أن تنشط الفطريات، خصوصا فطر الصدأ الأصفر، حيث الظروف الجوية المناسبة، ولذلك يجب على كل مزارع لديه الصنف المزروع حساس وظهر به إصابة بالصدأ الأصفر أن يسارع بالرش بأحد المبيدات الفطرية الموصى بها والالتزام بكامل التوصيات الخاصة بتطبيقات الرش.
وقال «منشاوي» إن بعض الناس يستغل هذه الظروف وينصح برش أشياء كثيرة منها على صفحات التواصل الاجتماعي، مثل مخلوط عناصر صغري مع أحماض أمينية، مغذى البوتاسيوم والفسفور ونترات الكالسيوم والسيلكون وموبيكوات كلوريد وبرون، دون الاعتماد على توصيات علمية دقيقة، مشيرا إلى أنه يستغرب من يوصي المزارعين بري القمح بعد المطر في الأراضي الملحية، وخصوصا أن أهم ميزة للمطر في الأرض الملحية هي عملية الغسيل وبالتالي تقليل تركيز الملوحة والحد من تأثير ضرر الأملاح في تلك الأراضي.