مع تصاعد الحديث عن فيروس كورونا، وضرورة حفاظ الإنسان على مناعته، لمقاومة الفيروس، أو أي فيروسات أخرى، طرحت أسئلة عديدة حول معاناة بعض الأشخاص من اضطرابات الجهاز المناعى، أو أن هذا الجهاز لا يعمل بطريقة صحيحة، وما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالفيروسات والميكروبات، وأكثر سهولة بالعدوى من المصابين المحاطين به، وبالتالى لا يستجيب للعلاج بسهولة، ولهذا يجب أن يتخذ من يعانون من نظام مناعى ضعيف، الخطوات الوقائية من العدوى.
في البداية، أكد الدكتور أشرف عقبة، أستاذ المناعة بكلية الطب بجامعة عين شمس، أنه لا يوجد ما يسمى بالجهاز المناعى، ولكنه يسمى النظام المناعى، موضحا أن خلل النظام المناعى يرجع إلى سببين، هما زيادة في نشاطه، وهذا يتسبب في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية وأمراض الحساسية، ونقص في النشاط، فتحدث أمراض نقص المناعة، ومنها ما هو وراثى ويولد به الأشخاص، نتيجة خلل في عمل بعض الخلايا التي تفرزها.
وقال عقبة: يجب أولا تحديد موضع نقص المناعة، والذى بناء عليه تحدث الإصابة، فتكون التهابات انتهازية نتيجة ميكروبات من المفترض ألا تحدث أمراضا، لكن ينتج عنها التهاب رئوى، أو ظهور خراج في أماكن عميقة، ولا تستجيب للعلاج بسهولة وتكون متكررة. مشيرا إلى أن السكرى من النوع الأول والذئبة الحمراء والروماتويد من أمراض نقص المناعة الذاتية، حيث لا يتعرف النظام المناعى بدقة على الخلايا الجسمية الذاتية، فيفرز أجساما مضادة ضدها فتهاجم أجزاء الجسم المختلفة.
وأضاف: الأمراض المناعية الأولية الوراثية، تختلف أعراضها وعلاماتها من شخص لآخر، وفقاً لنوع اضطراب نقص المناعة الأولية الذي يعانى منه المريض، وتتمثل الأعراض في الالتهاب الرئوى المتكرر، التهاب القصبيات الهوائية، التهاب الجيوب الأنفية، التهابات الأذن، التهاب السحايا والتهابات الجلد، ووجود عدوى والتهاب في الأعضاء الداخلية، واضطرابات الدم مثل انخفاض عدد صفيحات الدم أو فقر الدم، فضلا عن مشاكل الهضم مثل تقلصات المعدة، وفقدان الشهية والغثيان والإسهال، تأخر النمو والتطور.
وحول الخطوات الوقائية من العدوى، لمن يعانى من نظام مناعى ضعيف، أشار الدكتور أشرف عقبة، إلى أنه لمثل هؤلاء يجب اتباع خطوات مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، واتباع نظام غذائى صحى ومتوازن، والحصول على قدر كافٍ من النوم، والتحكم في التوتر، وتجنب التعرض للأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أو العدوى، مشددا على ضرورة عدم استخدام الأدوية بشكل عشوائى، لأنها قد تضر الجهاز المناعى وتجعل به اختلالا، مثل المضادات الحيوية وأدوية الحموضة والمنبهات والمنشطات، والمسكنات بشكل عام، والتى بسببها ينتج خلل كبير في النظام المناعى.
وقال: استخدام أدوية الحموضة بشكل عشوائى خطأ جسيم، لأن الحموضة نفسها هي نوع من الدفاع عن الجسم، فأى شىء نتناوله، ليصل إلى الأمعاء لا بد أن يمر أولا على المعدة، لتعقيمه من خلال الوسط الحمضى بها، ومع استخدام مضادات الحموضة، يسهل اختراق الجسم ببساطة من الميكروبات التي كانت لا يمكن أن تعبر لو حموضة المعدة عادية.
وأضاف: خلق الله لنا حواجز طبيعية، يعتمد عليها النظام المناعى في عمله، مثل الجلد والأغشية المخاطية بكل أنواعها، لأنها تمنع دخول الميكروبات للجسم، وأهم مدخل ممكن أن تغزو من خلاله الميكروبات هو الجهاز التنفسى لأنه مفتوح على الخارج، لذلك لا بد من المحافظة على تلك الأغشية سليمة حتى تتمكن من القيام بعملها، في طرد أي ميكروب. موضحا أن استخدام بعض الكيماويات أو الإضافات غير الصحية، تساهم في وجود خلل بالنظام المناعى، واستخدام الأوعية المصنوعة من البلاستيك، يؤثر على قدرة الجهاز الهضمى على صد الميكروبات، حيث تصيبه بشقوق أو جروح طفيفة تسمح بدخولها، فتبدأ الإصابة بالتهابات الجهاز الهضمى المناعية، ومنها التهاب القولون القرحى، ومرض كرون.