قال الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تتوانى عن القيام بهجوم عسكرى أكبر من السابق فى إدلب بشمال غرب سوريا إذا لم يتم الالتزام بوقف لإطلاق النار جرى الاتفاق عليه الأسبوع الماضى، مع نظيره الروسى، فلاديمير بوتين، وأضاف أردوغان، أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم فى البرلمان، أمس، أن الأولوية لتركيا هى سلامة 12 موقعًا للمراقبة أقامتها فى إدلب.
وفى الوقت نفسه، بحث وزير الدفاع التركى، خلوصى أكار، هاتفيا الوضع فى إدلب مع نظيره الروسى سيرجى شويجو وأكد أكار العزم على مواصلة الجهود والوفاء بالالتزامات بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار والسلام والاستقرار فى إدلب.
وفى الوقت نفسه، أكد أردوغان أن واشنطن عرضت أن تبيع لتركيا منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية «باتريوت» على أن تتعهد أنقرة بعدم تشغيل منظومة الدفاع الروسية «إس- 400»، واصفًا ذلك بأنه تخفيف بشكل كبير لموقف واشنطن فيما يتعلق بهذا الأمر. ورغم توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، بسبب منظومة «إس- 400» عرضت الولايات المتحدة دعم حليفتها فى قتالها لوقف تقدم قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا فى إدلب.
وقال جيمس جيفرى، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا، وديفيد ساترفيلد، السفير الأمريكى لدى تركيا، خلال تواجدهما فى بروكسل إن واشنطن تبحث مع حلف شمال الأطلسى «ناتو» سبل الدعم الذى يمكن أن تقدمه لتركيا عسكريا، وبخاصة إذا خرقت روسيا والحكومة السورية وقف إطلاق النار فى إدلب، فى المقابل، قال مسؤولون أمريكيون، أمس الأول، إنه على أنقرة توضيح موقفها بشأن منظومة (إس- 400) إذا كانت تريد إحراز تقدم فيما يتعلق بالعلاقات الأمنية الثنائية. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن وزير الدفاع، مارك إسبر، لم يغير موقفه، ورفض أن تتسلم تركيا بطارية باتريوت إلا إذا أعادت منظومة إس- 400 التى اشترتها العام الماضى.
وقال أردوغان: «قدمنا عرضا إلى الولايات المتحدة حول باتريوت، مفاده: إذا كنتم ستعطوننا باتريوت فلتفعلوا ذلك، نحن نستطيع شراء صواريخ باتريوت منكم»، وقال مسؤولان تركيان لوكالة «رويترز» إن أنقرة تعكف حالياً على تقييم العرض الأمريكى، لكنها لم تغير خططها فيما يتعلق بمنظومة «إس- 400» التى سبق أن قالت إنها ستفعلها الشهر المقبل، فيما قال مسؤول تركى آخر إن عرض واشنطن الأحدث تضمن عودة تركيا إلى برنامج مقاتلات «إف- 35» الشبح الأمريكية، الذى كانت تركيا جزءا منه سواء فيما يتعلق بتصنيع قطاع الغيار وشراء المقاتلات، إذ علقت واشنطن مشاركة أنقرة فى البرنامج بعد شراء تركيا «إس- 400».
وتقول واشنطن إن «إس- 400» غير متوافقة مع النظم الدفاعية لحلف «الناتو»، وستلحق الضرر بمقاتلات الشبح الأمريكية التى كانت تركيا تساعد فى تصنيعها، وأكدت واشنطن أن تركيا لا يمكنها الجمع بين نظام «إس- 400» ونظام باتريوت. ومع ذلك طلبت أنقرة من واشنطن نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا لحمايتها بعد تصاعد القتال فى إدلب.