x

أدباء: «مجزرة أكشاك النبي دانيال» خطيئة كبرى.. وإجراء فاشي يلوث حكم مرسي

الأحد 09-09-2012 00:03 | كتب: منى ياسين, عليا تمراز |
تصوير : اخبار

شن عدد من الأدباء والمثقفين هجوما حادا على الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بسبب ما سموه «مجزرة هدم أكشاك الكتب بشارع النبى دانيال بالإسكندرية»، وقال الكاتب جمال الغيطانى، إن هذه الواقعة مماثلة للمجزرة التى نفذها الحزب النازى فى ألمانيا عام 1933، عندما صعد للحكم، فكان أول قرار نفذه هو أنه جمع كل الكتب، وحرقها فى مشهد تاريخى.

ووصف الغيطانى الواقعة بأنها إجراء فاشى يلوث عهد حكم الرئيس مرسى، لافتا إلى أن المحافظ «إخوانى صريح» وأن هذا القرار «سياسى وليس إداريا» بسبب عداء الإخوان للثقافة، حسب قوله. وأضاف أن هذا الموقف مماثل للإساءة التى تم توجيهها للفنانة إلهام شاهين والاعتداء على حرية الفن والابداع.

وقال الغيطانى: «الواقعة حدثت بعد يوم واحد من لقاء مرسى بالفنانين، لتثبت الواقعة أن مرسى (بتاع كلام)»، مطالبا بتصعيد الواقعة لتصبح «فضيحة عالمية فى عهد الإخوان» - على حد تعبيره، وأعلن الغيطانى أنه قرر التبرع بألف كتاب لأصحاب الأكشاك التى تم هدمها، بالإضافة إلى مشاركته فى الوقفة الاحتجاجية التى ينظمها المنتج محمد العدل، يوم الجمعة المقبل.

وقال الكاتب والروائى يوسف القعيد: إن شارع مينا دانيال هو من أهم المناطق التى تبيع كتباً قديمة، وإن أصحاب الأكشاك فى هذا الشارع يدعمون سور الأزبكية فى القاهرة ويشاركون كذلك فى معرض القاهرة للكتاب سنوياً فى موسمه، وتشهد منافذهم أكبر نسبة من إقبال الجماهير.

وأضاف القعيد أن محافظ الإسكندرية اتخذ أول قرار له بتحطيم الكتب قبل أن يفكر كيف يقضى على تلال القمامة التى أغرقت الإسكندرية، مطالبا إياه بالاعتذار فورا عن هذه الواقعة، وإعادة إصلاح ما تم إتلافه، مؤكدا أن ما حدث بمثابة رد سريع على الرئيس مرسى، بأن اجتماعه مع الفنانين «فاشل».

وقال القعيد إنه فى كل دول العالم يتم احترام الثقافة قبل أى شىء وتأخذ أسواق الكتب القديمة عناية وتقديراً خاصاً، ويتم تخصيص أجمل المناطق لهذه الأسواق ففى لندن تم تخصيص نهر التايم بجوار ساعة «بج بن»، وفى موسكو «نهر الفولكا»، وكذلك فى نيويورك وإندونيسيا وطوكيو.

واعتبر الروائى بهاء طاهر ما حدث بأنه «خطيئة كبرى» فى حق الثقافة والفن والإبداع، ويجب ألا تمر مرور الكرام. فى المقابل شن بعض النشطاء الإسلاميين على «فيس بوك» حملة للدفاع عن «نظام الرئيس مرسى»، وأكدوا أنه برىء من تهمة عدائه للثقافة فى واقعة تدمير أكشاك الكتب، ونشروا معلومات تؤكد أن ما تم هدمه 4 أكشاك فقط، تم بناؤها دون ترخيص، وأن بقية الأكشاك جميعها سليمه حيث أن الباعه يبيعون الكتب ويجلسون فى هدوء داخل الأكشاك الموجوة أمام المركز الثقافى الفرنسى فى اتجاه شارع فؤاد.

وهاجم النشطاء محافظ الإسكندرية، لأنه فشل فى فتح ملف العمارات التى تم بناؤها دون ترخيص وذهب ليهدم أكشاك الكتب، ووصفوه بأنه محافظ من «التتار».

فى السياق ذاته، أصدر اتحاد الناشرين بيانا أكد فيه أنه بعد التحرى عن الأزمة ثبت أن عدداً من الأكشاك التى تم هدمها كانت «مرخصة» وطالب الاتحاد محافظة الإسكندرية بسرعة إعادة السوق لما كانت عليه وبناء الأكشاك من جديد وتعويض أصحابها وتوفيق أوضاع الأكشاك الأخرى غير المرخصة.

استنكر الكاتب السكندرى بلال فضل الواقعة، عبر حسابه على موقع «تويتر»، منتقداً محافظ الإسكندرية، وواصفاً له بـ«المصاب بالحول الفكرى وخلل الأولويات»، وموجهاً سؤاله إليه: «هل يجرؤ محافظ الإسكندرية ورجاله على إزالة الأدوار المخالفة فى عمارات الأغنياء؟».

وقال: «أنا شخصياً وآلاف غيرى لولا أكشاك النبى دانيال ولا عمرنا كنا كملنا دراسات عليا ولا شوفنا درجات علمية بعنينا»، ودعا المجتمع السكندرى لعدم التفريط فى تراث المحافظة، بإعادة أكشاك النبى دانيال وحماية بائعيها.

وعلق الدكتور يوسف زيدان على حسابه قائلاً: «ما حدث فى شارع النبى دانيال، من هدم أكشاك بيع الكتب القديمة، باسم إعادة الانضباط للشارع السكندرى، عملٌ يدل على «جهل، وحقارة نفس، وقصر نظر وغباء من النوع الذى لا علاج له» - على حد تعبيره.

واعتبر الأديب السكندرى إبراهيم عبدالمجيد الواقعة رد للمحافظة على لقاء الرئيس بالمثقفين، وقال فى حسابه على «تويتر»: «مرسى اجتمع بنا السبت ومحافظ إسكندرية أزال الكتب من شارع النبى دانيال بالليل.. يا ترى شال الإشغالات فى العجمى والهانوفيل مثلاً؟!».

وسخر الكاتب السكندرى شمعى أسعد، من إزالة سوق الكتب بدعوى أنها تشغل الطريق العام، مستشهداً بأكوام القمامة المتكدسة فى شوارع المدينة وكأنها «مرخصة وقانونية» - على حد تعبيره، وأضاف متهكماً على القرار، أن المحافظة التى لا تعرف شيئاً عن معالم الإسكندرية من الممكن جدا أن نجدها تحول قلعة قايتباى إلى مكتب شهر عقارى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية