كان المصريون على موعد لمشاهدة الظهور الأول للمتحدث العسكري الرسمي باسم القوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير، وهو عقيد أركان حرب أحمد محمد علي.. هادئ رغم توتر الظهور لأول مرة أمام الكاميرات.. لا يستخدم أصابعه بتهديد أو وعيد مثل غيره.. تحدث عن نتائج العملية «سيناء»، التي عُرفت إعلاميًّا في السابق باسم العملية «نسر»، والتي تم تنفيذها بالتعاون مع قوات الشرطة المدنية، للكشف عن البؤر الإجرامية والعناصر الإرهابية بسيناء، بعد حادث رفح الذي وقع في أغسطس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 16 جنديًا.
ولا ينسى المصريون الظهور الأول للواء إسماعيل عتمان وقت اندلاع ثورة 25 يناير، حيث ألقى خطابًا عبر التليفزيون المصري في 31 يناير من عام 2011، ليؤكد أن «القوات المسلحة لن تستخدم القوة ضد المتظاهرين، وتقدر المطالب المشروعة للشعب المصري، وحرية التعبير مكفولة بالوسائل السلمية التي يبيحها القانون»، وكان هذا عقب انسحاب قوات الشرطة بعد الاشتباكات العنيفة مع المتظاهرين في «جمعة الغضب» ونزول القوات المسلحة إلى الشوارع.. وما أشبه الليلة بالبارحة.. ظهر عتمان على الشاشة بعد زلزال يناير وذهاب مبارك وظهر العقيد أركان حرب أحمد علي بعد كارثة رفح وقطع شوط أول في أخذ الثأر لشهداء الحدث.
وعبر العقيد أحمد محمد علي عن مهام وظيفته، التي تهدف لـ«تحقيق رسالة إعلامية فعالة وهادفة، هدفها الأخير إلمام الشعب المصري بكل ما يهمه، بخصوص مؤسسته العسكرية»، حسب تعبيره، وكان التواصل في وقت سابق مقصورًا على البيانات والمؤتمرات، التي تنظمها هيئة الشؤون المعنوية، حيث يحضرها ويظهر فيها كبار القادة في الجيش، لمناقشة الموضوعات المطروحة على الساحة المصرية.
العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، تخرج في 1 يوليو 1991، دفعة «85 حربية»، بـ«سلاح المشاة»، وحصل على بكالوريوس علوم عسكرية من الكلية الحربية، فضلاً عن بكالوريوس العلوم العسكرية من الأكاديمية الملكية البريطانية.
بدا ظهور العقيد أركان حرب، في أول مؤتمر صحفي له، لمحاولة طمأنة المصريين بمعلومات موثقة ومدققة عن قواتهم المسلحة، وطريقة تعاملها مع البؤر والعناصر الإجرامية التي استهدفت غدرًا 16 فردًا من عناصر الجيش، في أغسطس 2012 وقت أذان المغرب مع استعدادهم لتناول الإفطار في شهر رمضان، وهم يحرسون حدود الوطن في سيناء.
واعتمد العقيد «علي» خلال ظهوره الأول على تدعيم رسالته الإعلامية بالخرائط التي توضح سير العمليات العسكرية في سيناء، دون الاكتفاء برص معلومات يقرؤها على طريقة البيانات العسكرية، فضلاً عن تأكيده للإعلاميين والصحفيين عقد مؤتمرات دورية، للوقوف على أحدث المستجدات الخاصة بالقوات المسلحة.
وهو ما يعني أن المعلومات الممنوعة من التداول وتختص بها القوات المسلحة وحدها ستصبح مطروحة للمعرفة إذا تساءل عنها الإعلاميون والصحفيون خلال تلك المؤتمرات لإظهار الحقائق واضحة، دون غموض يؤدي إلى كارثة، مثل التي حدثت في عام 1967، حيث تم وقتها نشر معلومات تفيد بانتصار قواتنا على إسرائيل، لكن الحقيقة لم تكن كذلك، إلى أن تم الاعتماد على المصداقية مع المصريين حتى تحقق نصر أكتوبر في عام 1973.
ويؤكد أول متحدث عسكري بعد ثورة 25 يناير خلال حديثه في المؤتمر الصحفي عن العملية «سيناء»، على أن القوات المسلحة «تحارب الفكر بالفكر، والسلاح بالسلاح»، وأنها لا تكون البادئة بالهجوم.
تدرج العقيد «علي» في دراسته، حيث حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، بالإضافة إلى ماجستير علوم وفنون عسكرية من كلية «SAMS»، من الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن اجتيازه لدورة كلية القادة والأركان البرية بالولايات المتحدة، ودورة كبار القادة في كلية دفاع حلف الناتو بروما، كما حصل على فرقة صاعقة راقية، وفرقة مظلات أساسية بمصر
أما عن وظائفه داخل الجيش المصري فهو عضو بهيئة التدريب في الكلية الحربية وكلية القادة والأركان، بالإضافة إلى حصوله على دراسة أركان حرب عمليات فرقة مشاة وميكانيكا.
ونال العقيد «علي» نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى والثانية، كما حصل على نوط التدريب من الطبقة الأولى والثانية، فضلًا عن حصوله على نوط «بروناي» من الأكاديمية العسكري البريطانية.
وتضاف وظيفة المتحدث العسكري للجيش المصري إلى جانب وظائف شبيهة الصلة بها، وإن اختلفت في مهامها، مثل وظيفة المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الدكتور ياسر علي، والذي يطل على المصريين في مؤتمرات صحفية، فضلاً عن رسائله وما ينشره من معلومات على صفحته في «فيس بوك».
وربما يدفع ذلك إلى إمكانية تدشين صفحة على «فيس بوك» أو «تويتر»، تخص أول متحدث عسكري رسمي في مصر، على طريقة ما تم تدشينه من قبل، مثل الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتي ظهرت في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير، فضلاً عن الصفحة الرسمية للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، والتي ظهرت عقب توليه منصبه على خلفية قرارات 12 أغسطس الشهيرة، الصادرة من الرئيس محمد مرسي.