x

«المصري اليوم» تواصل كشف المأساة في عنابر «النسيان» بسجن ترحيلات جدة

الخميس 06-09-2012 23:45 | كتب: عمر حسانين |
تصوير : اخبار

 

ردت السلطات السعودية على استغاثات المصريين المحتجزين فى سجن الترحيلات بمدينة جدة، بحملة تفتيشية عليهم، ونقل عدد منهم إلى «غرف النسيان»، التى توازى الحبس الانفرادى فى مصر، وتزيد بعدم خضوعها لأى تفتيش، ولا تدلى السلطات بأى معلومات عن المحتجزين فيها لمدة طويلة، وتبين أن أعداد المحتجزين تزيد على 1000 شخص.

واعترف عادل الألفى، قنصل مصر العام بجدة، بأن هناك أعداداً كبيرة من المصريين المحتجزين، وأن هناك ثلاثة أسباب للاحتجاز، إما التخلف عن المغادرة، سواء فى الحج أو العمرة، أو التعرض للنصب من شركات العمالة الوهمية، أو المشاكل مع الكفيل، كأن يترك العامل كفيله ويتوجه للعمل مع كفيل آخر أو بشكل حر.

ووعد القنصل بحل مشكلة المحتجزين وإنهاء إجراءات ترحيلهم إلى مصر، وأنه رغم تسلمه عمله منذ أيام فإن القنصلية لا تتوانى عن حل مشاكل المحتجزين، ولابد أن نعى أن هناك إجراءات معقدة وأننا لابد أن نلتزم بقوانين البلاد التى تستضيفنا، وأننا الأربعاء  نجحنا فى إنهاء مشكلة 19 مصرياً، وأشار القنصل العام إلى أن من أخطر ما يواجهنا هو ما يترتب عن أصحاب التأشيرات التجارية الوهمية، والخلافات بين العاملين وكفيلهم، لأن فى هذه الحالة لابد أن يتم حل مشكلة العامل مع كفيله أولاً، وأن المكتب العمالى يتدخل لإنهاء العديد من هذه المشاكل، وطالب بضرورة اللجوء لوزارة الخارجية قبل إبرام أى عقود عمل.

وقال عدد من المحتجزين إن الأعداد الموجودة ليست 61 مصرياً فقط، وإنما تزيد على 1000 مصرى، وإن القنصلية المصرية تهملهم، بينما تهتم باقى الدول برعاياها، وأضافوا أن السجن يضم 18 عنبراً، فى كل واحد منه عشرات المصريين، وأن الزحام يدفع المحتجزين إلى النوم بالتناوب، بالإضافة إلى الحرارة الشديدة، التى لا تجدى معها أجهزة التكييف بسبب الزحام وارتفاع درجة الحرارة.

وأكدوا أنهم يعانون «الموت وخراب الديار»، حيث إن السلطات السعودية القت القبض على أعداد كبيرة منهم وهم فى طريقهم إلى القاهرة، وحتى الآن لا يعلمون شيئاً عن أمتعتهم التى تم احتجازها منهم فى المطار، وطالبوا بضرورة تدخل الخارجية المصرية لإنهاء هذه المأساة، وأشار بعضهم إلى أنهم تعرضوا للنصب من شركات عمالة مصرية، حيث اكتشفوا أن العقود التى تم تحريرها معهم فى مصر مجرد وهم، وأقسم أحدهم أنه باع عفش مسكنه ليتمكن من الحصول على عقد العمل، لكن هذه نهايته «الموت والخراب».

واعتبر عدد من المحتجزين أن السلطات السعودية لم ترتكب خطأ حين احتجزتهم بسبب وجودهم بطريقة اعتبرتها مخالفة على أراضيها، لكن القنصلية المصرية هى التى يجب عليها التدخل للحفاظ على كرامة أبنائها وإعادتهم إلى أراضيها، وأكد أن الحاجة هى التى دفعت العديد منهم إلى المخالفة بحثاً عن لقمة عيش كريمة، وأنهم لو وجدوا هذه الفرصة على أرض مصر ما غادروها، وأنهم ما جاءوا إلى السعودية لارتكاب جرم، إنما للعمل الشريف، وأكد أحدهم أن لديه كفالة وأنه يمتلك مشروعات تجارية فى المملكة، وأن قصة تخلفه عن العمرة كانت منذ 5 سنوات مضت، وأنه سافر عدة مرات بعد حصوله على إقامة رسمية.

وقال أهالى المحتجزين إن أبناءهم يتعرضون لمعاملة سيئة بعد أن تم عرض قضيتهم فى «المصرى اليوم» الخميس ، حيث خضعوا لتفتيش أمتعتهم وتم وضع عدد منهم فى عنابر يطلق عليها «عنابر النسيان»، وطالبوا الخارجية المصرية بسرعة التدخل لإنهاء هذه المأساة الممتدة منذ أكثر من ثلاثة شهور مضت، وأضافوا أن من بين المحتجزين فى عنابر سجن الترحيلات كلاً من فادى الشحات على «الشرقية»، ورمضان فتحى على «الشرقية» وكامل عبدالفتاح موسى «الشرقية» ومحمد إسماعيل محمد «الشرقية»، ومحمود محمد رمضان «الجيزة» ومحمد مسعد ماضى «دمياط»، وشعبان محمد عبدالفتاح «حلوان»، وأحمد رمضان سيد «بنى سويف»، ومحمد جمال على «الجيزة»، ومحمد على أحمد «القاهرة»، وجمال أحمد على «أسيوط»، وأحمد عوض أحمد «قنا»، وأحمد أحمد رياض «بنى سويف».

وأكد مصريون يقيمون فى السعودية أنهم على استعداد للمساهمة فى تحمل نفقات سفر المحتجزين إلى مصر، لرفع المعاناة عن القنصلية التى تتحمل قيمة تذاكر السفر للذين لا يمتلكون ثمنها، كما أن الأعداد كبيرة، مشيرين إلى ضرورة التدخل لحل مشاكل من لهم إقامات - بين المحتجزين - وتوفيق أوضاعهم، سواء بسدادهم غرامات مالية أو غير ذلك من العقوبات المقبولة.

كانت «المصرى اليوم» انفردت بنشر مأساة 61 مصرياً داخل سجن الترحيلات بمدينة جدة، وعرضت صوراً لهم من داخل السجن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية