رحلة البحث عن الأفكار الجديدة دائما ما تشغل تفكير الهيئات المعنية بتمويل ودعم المشروعات التكنولوجية لما لديها من قدرات قد تغيّر من شكل الحياة وتحسن من المستقبل الاقتصادي كفكرة إنشاء المواقع الاجتماعية التي غيرت من حياة صاحبها وساعدت على التأثير في حياة الآخرين.
يأتي مركز الإبداع التكنولوجي التابع لوزارة الاتصالات كإحدي الهيئات، التي تعني بالاهتمام بالأفكار المبتكرة والعلماء والباحثين في مجال التكنولوجيا، الذي يخصص 30 مليون جنيه، التي هي ميزانيته السنوية للأفكار الجديدة، التي قد تتحول إلى مشروعات قد تساهم في تحسين قطاع الأعمال في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
في البداية قالت المهندسة سالي متولي، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للمركز، لـ«المصري اليوم» إن هدف المركز الرئيسي هو أن تكون مصر المركز التكنولوجي الرئيسي في الشرق الأوسط من خلال جعل التكنولوجيا أداة لتحسين المستوى المعيشي للفرد.
وأوضحت «متولي» أن خطة المركز خلال السنوات الخمس القادمة تتمثل في إنشاء بيئة إبداعية للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وخلق آلاف الوظائف، وتحسين مستوى مصر في مؤشر الإبداع العالمي.
وقالت إن الحالة الاقتصادية ما بعد ثورة 25 يناير خفضت الميزانية المخصصة للمركز من 100 مليون جنيه إلى 30 مليون جنيه إلا أن مسألة خفض الميزانية لم تكن عائقا تجاه تحقيق استراتيجية المركز في دعم وتمويل أفكار الشباب المقدمة ورواد الأعمال الراغبين في دخول مجتمع الأعمال.
وعن استراتيجية المركز قالت «متولي» يعمل المركز على دعم وتمويل الأفكار التكنولوجية المبتكرة في «تطبيقات المحمول» و«الحوسبة السحابية» و«التعليم الإلكتروني» و«النظم المدمجة»، بالإضافة إلى «الشبكات الاجتماعية».
التحول من التصميم إلى التصنيع التكنولوجي
وأضافت «متولي» أن المركز عمل على إقامة شراكة مع جامعة «جرونبل» الفرنسية، لتوفير منح دراسية لمهندسين مصريين لدراسة أحدث النظم في صناعة الدوائر الإلكترونية، حتى نتحول من تصميم التكنولوجيا إلى تصنيع التكنولوجيا ضمن مسابقة يقيمها المركز بشكل دوري، ويتيحها لجميع خريجي الهندسة بالجامعات.
التواصل المجتمعي بمشروعات استثمارية
وأوضحت المهندسة سالي متولي أن مبادرة «حيّ» التي أطلقها المركز جابت 23 محافظة لنشر أهداف المسابقة التي تسعى لعمل مشروعات اجتماعية تخدم مجتمعات الأعمال المختلفة والأحياء في مصر من الشباب المبتكرين والمبدعين في أنحاء الجمهورية.
وقالت إن «حيّ» استطاعات أن تجذب أكثر من ألفي شاب لتقديم 400 فكرة مشروع تمت تصفيتهم إلى 100 مشروع لتختار لجنة التحكيم بعدها 10 مشروعات تدعمها بشكل مادي وتدريبي لتصبح 10 شركات عاملة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في مصر.
وأضافت أن هذه النوعية من المسابقات تهدف إلى اكتشاف المواهب الإبداعية لدى الشباب العاملين في الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تلعب دورها في تدعيم البنية التحتية الخاصة بالابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات، مشيرة إلى أهميتها أيضا في جذب الاهتمام المجتمعي إلى الإبداع التكنولوجي والتعريف بقيمته والدور الذي يمكن أن يلعبه في تطويرالاقتصاد المصري عقب ثورة 25 يناير.
مبادرة البنك الدولي ومسابقة المطورين
وعن أنشطة المستقبل خلال الفترة القادمة قالت المهندسة «سالي» إن البنك الدولي سيطلق في 15 سبتمبر مبادرة بهدف التنمية في الدول النامية من خلال التكنولوجيا، وسيطرح مسابقة في كيفية حل مشكلة النقل والمواصلات في مصر بمشروع مبتكر.
كما سيطلق مركز الإبداع التكنولوجي مسابقة للمطورين بنهاية شهر سبتمبر الجاري بجانب إنشاء حضانات تكنولوجية في محافظتي المنيا وأسيوط.
تجارب ناجحة
وعن قصص التجارب الناجحة خلال المشروعات التي يتبناها المركز قالت «متولي» إن هناك العديد من المشروعات التي أصبحت شركات ناجحة الآن مثل شركة «بيقولك»، التي كانت أحد المشاريع التي يحتضنها المركز، وما زلنا ننتظر الشباب والمخترعين والمبتكرين لدعم أفكارهم ومشروعاتهم.