قال قائد الفريق الذي قام بعملية اختراق البريد الإلكتروني للرئيس السوري بشار الأسد، ويدعى عبد الله حاجم الشمري، في حوار مع صحيفة «الحياة» اللندنية: إن لديه «نحو 7500 رسالة إلكترونية للأسد تضم كنزاً من الأسرار والفضائح»، و«رسائل مثيرة من الحلقة الضيقة له».
وشرح «الشمري» فكرة «الاختراق»، قائلا إنه «كتب مقالات عن الوضع السوري أرسلها عبر (الإيميل) إلى (قوائم) لديه، ووثقتها في مدونة، وأرسلتها أيضاً إلى مكتب وزير شؤون الرئاسة ومسؤولين سوريين، وتلقيت اتصالاً من شخص في مكتب الرئاسة، وقال لي: «كنا نحقد عليك، واكتشفنا أن كلامك صحيح لكنه قاس، ولا أستطيع إيصاله إلى الرئيس، لكنني سأعطيك إيميل الرئيس الخاص والسري، وأرسل إليه مقالاتك بطريقتك».
وتابع أعطاني عنوان «إيميل» الرئيس في 28 مارس 2010، فأرسلت إليه مقالات بتوقيعي، ومضمونها يحمل تحذيراً ومطالبة بالإصلاح قبل فوات الأوان، وزاد: «بعدما انطلقت التظاهرات في ريف دمشق اقترحت على أصدقائي أن نفكر بطريقة لدعمها وقررنا أن نخترق إيميل بشار بالبحث عن كلمة السر التي تفتح بريده الإلكتروني».
وتابع «الشمري» أنه «في 18 مارس 2011 أحضرنا أجهزة وبرامج لفك كلمة السر، وأنشأنا قاعدة بيانات لنزود بها برامج الاختراق ولنركب حروفاً وأرقاماً لكشف كلمة السر، ولم ننجح».
في تلك الفترة كتبت مقالة عنوانها «غباء أنظمة أم عدالة إلهية»، فقال صديقي: «أنت تعمل بطريقة خاطئة دعنا نعمل بطريقة غبية، خصوصاً أننا بعد أسبوع لم ننجح في كشف كلمة السر، وأنت تصفهم بالغباء»، وباقتراح صديقي وبطريقة غبية، فاجأني الصديق، قائلاً: «مبروك اخترقنا إيميل الأسد»، وتم ذلك في 16 أبريل 2011، إذ كشفنا كلمة السر وهي 1234.
وأضاف: «انتابنا عقب ذلك خوف وقلق شديدان، إذ كنا في دمشق، وخشينا أن يبطش بنا النظام وأن يقدم على إعدامنا، فطلبنا من الإخوة وقف عملية الاختراق حتى نتوصل إلى طريقة آمنة، فاشتركنا في خدمة تقدمها شركة أجنبية (في دولة كبرى)، ووفرت لنا حماية (إلكترونية)، وإمكانات تمويه، وإمكان الدخول على إيميل الرئيس من لوس أنجلوس».
وقالت «الحياة» نقلا عن «الشمري» إنه بدأ يلاحظ أن الرئيس السوري «كان يلغي أي رسالة فور قراءتها، وكنا لا نستطيع فتح الرسائل غير المقروءة حتى لا يُكشف أمرنا، ولهذا قررنا السفر إلى الخارج من أجل اختراق السيرفر. فغادرت إلى لبنان في الرابع من مايو 2011 وبعدها اخترت الإقامة في دولة لا تربطها علاقات مع سوريا كي لا تسلمنا للنظام، فوصلت إلى المكسيك في التاسع من مايو 2011».
وأضاف «الشمري»: «هناك اخترقنا السيرفر كله في 16 و18 مايو 2011، وحصلنا على إيميل أسماء زوجة الرئيس وكانت لا تمسح الرسائل، وعثرنا على كنز من المعلومات، وكنا نقرأ رسائل بشار وهو نائم بسبب فارق التوقيت بين دمشق والمكسيك».
وقال: «ساعدنا كشف السيرفر في تحذير شخصيات سورية»، إذ «إن الأجهزة كانت تضخ معلومات كثيرة إلى بشار عندما تريد أن تفعل شيئاً ضد شخص مهم أو يعرفه الرئيس بشكل شخصي، كما أبلغت أصدقاء في الجيش الحر أن هناك اختراقاً لبعض مجموعاتهم».
وأكد «الشمري» أنه اطلع على «معلومات تدور في كواليس الاستخبارات، ومواقف دول غير معلنة، واجتماعات سرية مع شخصيات عربية ودولية، وما كتبه جواسيس النظام السوري إلى الرئيس وما نصحوه به»، وذكر أن هناك «رسالة من مستشارة إعلامية طلبت فيها من الرئيس فتح مكتب لها في القصر، وهناك رسائل عن تحويلات مالية ضخمة إلى الخارج، وخطط النظام في شأن الاعتقال واستخدام القمع».
وذكر «الشمري» أنه تعرض لمحاولة اغتيال في المكسيك بعد كشف «قصة الاختراق»، مؤكداً «لا علاقة لي بنشر خبر الاختراق، إنها مجموعة أخرى، وما تم تسريبه من إيميلات لا يتجاوز الـ 1000 رسالة، و(الجارديان) ذكرت أنها تملك 3000 وأنا لديّ 7500 إيميل فيها الكثير من الأسرار والفضائح وسأوثقها للتاريخ».
درس «الشمري» (45 عاماً) الطب في بلغاريا، وأنشأ مع «فريقه» أول شبكة معلومات عربية على الإنترنت وتولى إدارتها.