بمجرد استطلاع هلال الشهر الفضيل تقوم فتيات كثيرات بفتح دولاب ملابسهن واختيار الملابس الفضفاضة ذات الأكمام الطويلة والعباءات، ويقمن بارتداء الحجاب طوال رمضان، وبمجرد انقضاء الشهر يقمن بخلع الحجاب مرة أخرى، وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما جعل الرافضين لتلك الظاهرة يطلقون عليها «حجاب الصيام» أو «حجاب رمضان»، مشيرين إلى أنه من الضرورى أن تكون الرغبة فى التقرب من الله غير مرتبطة بأوقات معينة وأن تكون بنية خالصة لله وليس من أجل مظاهر رمضان فقط.
تقول الفنانة مى سليم: دعوت الله خلال أداء مناسك العمرة بأن يهدينى إلى ارتداء الحجاب، وأنا لست ممن يؤيدون ارتداء الحجاب ثم خلعه مع نهاية رمضان، لأننى لا أريد الإساءة لهذا الزى الإسلامى، وأتمنى أن يعطينى الله القدرة على اتخاذ قرار ارتداء الحجاب بصفة دائمة، فأنا الآن أرتدى «كاباً» على رأسى ليغطى شعرى وأنا مقتنعة تماما بأن الحجاب ليس مجرد غطاء للرأس فقط، بل هو مسؤولية كبيرة، وعلى من ترتديه تحمل مسؤوليته وعليها أن تتأنى جيدا قبل ارتدائه.
ارتباطى بالأعمال الفنية لا يمنعنى من تأدية واجباتى كفتاة مسلمة، مثل التفرغ لقراءة القرآن منذ منتصف الليل حتى الفجر وتلاوته مع شقيقتى ميس حمدان.
وتقول الكاتبة الصحفية فريدة النقاش: ظاهرة لبس الحجاب خلال رمضان ثم خلعه بعد انتهاء الشهر الكريم ترجع لتأثير النفوذ المتزايد للمتحدثين باسم الدين والفتاوى، وبث الذعر فى نفس المرأة وتوعدها بعذاب ينتظرها فى الآخرة، وبالتالى ترتدى الحجاب كواحد من الطقوس الرمضانية، ثم تقوم بخلعه بعد الإفطار أو بعد العيد لعدم اقتناعها بفرضيته..
حالة الهستيرية الدينية المتواجدة حاليا تسبب الهلع فى المجتمع المصرى بانتشار الحجاب والنقاب الأسود ذى الشكل المخيف الذى يصيب الأطفال بالرعب، كل هذا سببه التخبط وعدم الانتماء والفقر الشديد وقمع الحريات التى تفرز العديد من الأفكار الرجعية التى تهدد المجتمع.
كما أن هناك فكراً خاصاً بتهديد النساء قائما على النزعة الوهابية المقبلة مع دول الخليج هدفه إخضاع المرأة، وفى هذه الحالة سيكون من السهل إخضاع باقى المجتمع لأن المرأة هى عمود الأسرة وأساس المجتمع..
الاحتشام والالتزام لا يختزل فى غطاء الرأس أو الزى ولكن فى سلوك الإنسان الجيد واحترامه لنفسه ولخصوصية الآخرين، فالمجتمع فى الماضى كان له هدف ومشروع نهضة قومية ولم يكن هناك الحجاب أو النقاب بل العكس كانت هناك فتيات ترتدين ملابس قصيرة ومكشوفة دون حدوث معاكسة أو تحرش.
وتقول الدكتورة آمنة نصير، عضو مجمع البحوث الإسلامية: استخدام غطاء الرأس فى رمضان ثم خلعه بعد انتهاء الشهر أمر له مردودات كثيرة، فالتى تأخذ هذا الزى الإسلامى كأمر إلهى فإن رب رمضان هو رب باقى شهور السنة، فكيف تطيعه فى شهر واحد وتعصيه طوال العام ، ولكن بعض الفتيات ترى فى الصوم مجاهدة للنفس ولا تريد ضياع عناء الصوم بسبب عدم ارتداء الحجاب وضياع رمضان بلا أجر وهذه الحالة «أنانية شخصية»..
هناك فئة ترتدى الحجاب بسبب طبيعة الأجواء الرمضانية الروحانية والعبق الإيمانى الذى يجبر العاصى طوال العام أن يقلع عن معصيته ويتوب ويتقرب لله سبحانه وتعالى، وأنصح تلك الفتيات والسيدات أن تستجبن لهذا التأثير الروحانى الرائع فى بناء الإرادة الإنسانية والتى تسمو فوق الشهوات والرغبات وتدعها تلازمها بعد رمضان حتى تحقق فريضة الصوم التى أرادها الله سبحانه وتعالى وأن نرتقى بصومنا إلى صوم التقوى..
أما بعض الأفراد الذين يحكمون على تلك الفتيات ويصفوهن بكلمات شديدة قد تصل للردة والتكفير، فهذا أمر خاطئ ومبالغات غير صحيحة فهن لسن مرتدات ولكنهن ذوات نفس ضعيفة، ولا يجب أن نصف بناتنا بصفات ليست فيهن لمجرد وقوعهن تحت ضعف بشرى، فهن لم ينكرن فرضية الحجاب، ولذلك يجب عدم المغالاة فى الحكم عليهن ويجب أن نشجعهن على الاستمرار فى ارتدائه بعد انتهاء رمضان ولكن بالرفق واللين، ولابد أن نكون قدوة لبناتنا ونعينهم على التقوى والطاعة.
أما الفنانة مى عز الدين فقد نقلت العديد من المواقع الإلكترونية عنها أنها قالت: «الحجاب ليس لعبة فى أيدينا حتى نرتديه ونخلعه كيفما نشاء، وفى حال ارتدائى الحجاب فلن أخلعه أبدا، أو أتخلى عنه مرة أخرى، لأن للحجاب احترامه ووقاره».
وتقول (منة الله على، 19 سنة طالبة): الأجواء الرمضانية تساعد على الاحتشام ولذلك أقوم بارتداء جاكيت فوق ملابسى «النصف كم» وأرتدى الحجاب مع بنطلونات وتونيكات واسعة طوال الشهر وعندما أخلع الحجاب فى العيد تقوم والدتى بتعنيفى أحيانا وتصفنى بضعيفة الإيمان ولكنى لا أريد أن أرتدى الحجاب فى الوقت الحالى دون الاقتناع به.
وتقول (ولاء عبدالرحمن ، 24 سنة محاسبة): لا أرتدى الحجاب فى رمضان ثم أخلعه بعده، فالحجاب له وقاره، وحينما أقتنع بهذا القرار سأنفذه فى أى وقت من العام وليس رمضان تحديدا فالصيام شىء والحجاب شىء آخر.