x

إبراهيم محلب: استبعاد «المشير» ليس سبب استقالتي.. ولا أغازل «الإخوان»

الثلاثاء 04-09-2012 19:46 | كتب: وفاء بكري |
تصوير : طارق وجيه

أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس إدارة «المقاولون العرب» السابق، أنه لم يتقدم باستقالته بسبب استبعاد المشير محمد حسين طنطاوى، أو نتيجة لضغوط من جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنه سبق أن قدمها إلى حكومتى الدكتور عصام شرف والدكتور كمال الجنزورى لكنها قوبلت بالرفض.

قال «محلب»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن علاقته بالإخوان جيدة، ولا يقصد بذلك مغازلة الجماعة، التى أشادت بأعماله فى البرلمان عام 2009، لافتاً إلى أنه بعد 11 عاماً فى منصبه السابق اتخذ قرار الاستقالة لإيمانه بأن الشركة تحتاج إلى دماء جديدة.. وإلى نص الحوار:

لماذا تقدمت بالاستقالة فى هذه المرحلة العصيبة التى تمر بها مصر بعد كل هذه النجاحات؟

-أنا مقتنع تماماً أنه بعد 11 عاماً من الإدارة يجب ألا أحجب نجاحات الآخرين، ومن الأنانية المطلقة أن أستمر فى موقعى ولا يظهر غيرى فى هذا الموقع، وأعتقد أن هذا القرار لم يفعله أحد قبلى، فلقد أعطيت كل ما فى وسعى، وأخشى ألا يكون هناك عطاء آخر، وتكون الإدارة تقليدية بلا تجديد دماء، فهناك 37 فرعاً فى الداخل، و21 فى الخارج، بجانب الشركات المنبثقة، ولهذا ليست هذه المرة الأولى التى أقدم فيها استقالتى وإنما هى الثالثة، فلقد تقدمت بالاستقالة لحكومة الدكتور عصام شرف، وتم رفضها، وكذلك حكومة الدكتور كمال الجنزورى، وأخيراً الدكتور هشام قنديل، لقناعتى بأن الفترة الحالية تحتاج إلى دماء شابة تناسب المرحلة الجديدة.

ولكن قيل إنك أُجبرت على تقديم استقالتك بما يعنى أنها «إقالة» وليست استقالة؟

- أقسم أن هذا لم يحدث، وأننى الذى بادرت بالاستقالة للمرة الثالثة، بعد كل هذا الجهد والنجاح فى الشركة، ولقد أرسلت الاستقالة إلى «قنديل»، واختتمتها بأننى أتمنى للحكومة الجديدة التوفيق، وبقول الله تعالى: «إن ينصركم الله فلا غالب لكم»، فيجب أن تكون هناك وجوه جديدة تكمل المسيرة، والشركة والحمد لله وضعها مطمئن للغاية،

ولكنك اخترت الخروج هذه المرة بعد إحالة المشير حسين طنطاوى للتقاعد وهو الذى كان يدعمك بقوة؟

- هذا الكلام غير حقيقى، وعار تماما من الصحة، فأنا أحترم المؤسسة العسكرية بالفعل، وعملت مع الإدارة الهندسية فى كثير من المشروعات الاستراتيجية المهمة، أهمها قواعد الصواريخ فى حرب أكتوبر، واستاد برج العرب، الذى طلب المشير وقتها أن يكون استاداً عالمياً، يسع 85 ألف متفرج، ونفذته بأقل التكاليف على غرار أكبر استادات فرنسا، بعد الاستعانة بمصمم الاستاد الفرنسى، الذى عمل فيما بعد بالشركة، وهذا التقارب بيننا وبين المؤسسة العسكرية جعل البعض يفهم أن هناك علاقة خاصة بيننا، ولكن المؤسسة العسكرية جزء من الوطن وكذلك نحن، ولهذا العلاقات تستمر وتدوم بيننا.

ولكن هناك مصادر قريبة من الحكم أكدت لنا من قبل أن هناك ضغطاً إخوانياً ضد استمرارك فى الشركة؟

- الذى لا يعرفه البعض أن علاقتى بالإخوان جيدة جداً، وأرجو العودة لمضبطة مجلس الشعب عام 2009، ليتأكد أن هناك 80 إخوانيا أشادوا بأدائى فى «المقاولون العرب»، وطالبوا بأن يحتذى جميع رؤساء الشركات بنموذجنا فى الشركة، وكان هذ سبباً فى ألا يقف أحد ضدى من المقربين إلى القيادة السياسية، أو يبدى غضبه منى، ولكن بتوفيق الله ظللت فى العمل، وأنا لا أغازل أحداً من الإخوان، وكنت أحترم وأستقبل نواب الجماعة بكل ترحاب فى الشركة وهم يعلمون ذلك، وهذا لا يعنى أننى أبحث عن دور سياسى خلال المرحلة المقبلة، فأنا أقدرهم منذ سنوات دون تصنيف لباقى المصريين.

إذن لماذا كان يتم ترشيحك لبعض المناصب مثل تولى حقيبة الإسكان، أو المرافق، أو محافظ، ويتم استبعادك بعدها، هل تجد أن هذا تعسف ضدك؟

- لا ولم يتحدث معى الدكتور هشام قنديل أثناء زيارتى له عن ترشيحى لأى من هاتين الوزارتين، ولقد كان لقاءً ودياً وتشاورياً، وليس ترشيحاً، ولكنى أجد الدكتور عبدالقوى خليفة، وزير المرافق، أجدر منى تماماً فى منصبه الجديد، حيث كان رئيسا للشركة القابضة للمياه طوال 8 سنوات، ولديه خبرة تفوقنى فى هذا المجال، ولقد تردد اسمى كثيراً فى التشكيلات منذ النظام السابق، ولم يتم ذلك وكنت أجد نفسى فى منصبى مجدداً، وأنا بطبعى لا أبغى السلطة، ولكنى تحت أمر هذا البلد.

توليت مهام الشركة فى فترة عصيبة، حدَّتنا عن هذه الفترة؟

- بمجرد أن توليت مجلس الإدارة عملت على 3 محاور هى الهيكلة الإدارية، والهيكلة الفنية، وأخيراً المالية، التى كانت تعد الأصعب فى الشركة، حيث وصل حجم المديونيات وقتها إلى 4.5 مليار جنيه للبنوك بفوائد سنوية نحو 500 مليون جنيه، فكان التواصل حول كيف نستطيع السداد، وتوصلت وقتها مع الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزى، إلى حل لإنقاذ الشركة، وتم ضخ أموال لها، وتم منحنا أرض المستقبل على طريق السويس بمشاركة بعض البنوك مثل بنك مصر الذى كاد يوشك وقتها على الإفلاس، واستطعنا أن نسدد ديوننا بالفعل من الأرباح والمقايضة، ولم نلجأ لبيع الأصول سوى فى عمارة واحدة، تم بيعها لبنك الاستثمار، واليوم أسلم زمام الأمور فى الشركة وليس عليها «دين واحد»، و3 آلاف عامل يحملون شهادة تصنيف دولى، ورسخنا سياسة الجودة والسلامة المهنية والبيئية، بعدما كانت غير موجودة فى أى شركة فى مصر، وأصبحت الشركة رقم 69 عالمياً، والأولى عربياً وأفريقياً، ورفعنا دخول الموظفين، مع تقديم خدمات اجتماعية لـ80 ألف عامل، وتشكيل مجلس قادة المستقبل من شباب الموظفين والمهندسين فى الشركة، وهو الوحيد على مستوى شركات مصر، وتصدينا لمحو الأمية ومكافحة المخدرات لجميع العاملين والمهندسين، فأترك الشركة الآن بملاءة مالية كبيرة، وحجم عمل مرحل يقدر بـ30 مليار جنيه، وعمالة نتباهى بها أمام العالم.

هل ترى أن تعود الشركة إلى سيرتها الأولى كشركة قطاع خاص فى هذا التوقيت الحرج بمصر؟

- بالعكس، فهى كانت تنتمى للقطاع الخاص لمدة 5 سنوات فقط، ومنذ أواخر الستينيات استثمرت فيها الدولة مليارات الجنيهات، ولهذا يجب أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من قوة، ويجب أن ننمى فكر الإدارة، وللعلم لقد كافحت فى النظام السابق كفاحاً مريراً ضد خصخصة بعض الإدارات فى الشركة، مثل بيع القطاع الطبى، وتقسيم الإدارات إلى شركات صغيرة، فضلاً عن بيع أرض المستقبل، وكانت هناك ضغوط كبيرة واستطعت بفضل الله وجهود العاملين معى الحفاظ على كيان الشركة حتى الآن، وهذا هو التحدى الحقيقى لمن سيتولى بعدى.

ماذا عن أهم المشروعات التى أشرفت عليها ولها ذكرى خاصة لديك؟

- أولاً بناء قواعد الصواريخ، حيث كنت مسؤولاً عن تجهيز هذه القواعد، واستخدمت 100 متر مكعب من الخرسانة اليدوية، وعلى الجبهة كان العمال يتنافسون فى العمل، ولقد قدمت الشركة 450 شهيداً فى حرب الاستنزاف، وهناك مشروع ترميم برج القاهرة، منذ عدة سنوات، حيث كان معرضاً للانهيار، وكان التحدى الأهم فى الحفاظ على سلامة العامل، حيث إن العمل كان سيتم على ارتفاع 148 متراً، وبالفعل أجلنا العمل لمدة 3 شهور، حتى نبحث عن الطريقة الآمنة لتحمل الرياح والهزات أثناء الترميم، وصممنا مصاعد وشدادات خاصة.

معروف عنك أنك من المؤمنين بالتعليم الفنى، فماذا فعلت لتعظيم دور هذا التعليم فى الشركة؟

- التعليم الفنى هو حلم حياتى، وأتمنى أن يستحدث الدكتور قنديل وزارة خاصة له خلال المرحلة المقبلة، فهو طوق النجاة الوحيد لإنقاذ شباب مصر من الغرق فى محيط البطالة، وهو الطريقة الوحيدة لجذب الاستثمار، وأمل النهضة الحقيقية، والعامل المصرى يحتاج إنسانية فى التعامل وللشركة تجارب بالفعل فى 5 مدارس بالقاهرة والإسماعيلية والإسكندرية وأسيوط، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث أسسنا البنية الأساسية لهذه المدارس، وتم تدريب الطلبة على الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وعملنا مناهج تعليمية تتماشى مع احتياجات السوق، مع تصدير العمالة المصرية إلى الخارج، فالمشكلة الآن أن التعليم الصناعى أصبح «صياعى» مع الأسف.

معروف أنك واجهت بعض التحديات مع إحدى الشخصيات التى كانت معروفة بقربها الشديد من القيادة السياسية فى النظام السابق، فكيف مر عليك هذا الوقت؟

- لقد واجهت الكثير من الصعاب بالفعل، ومنهم من وقف ضدى لعدم تولى أى منصب، على اعتبار أننى لست من رجال الأعمال، وأشهر المواقف أننى استوردت حديداً من تركيا لصالح شركتى حتى لا يحتكر أحد هذه السلعة، ويقف ضد مصلحة الشركات المصرية، وبتوفيق الله وحب الناس واجهت هذه الصعاب ولكنى لا أحب الخوض فى شخصيات غير حرة الآن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية