x

«إيكونوميست»: «أردوغان» يتحول إلى «مستبد» بـ«طموح رئاسي»

الأحد 02-09-2012 17:08 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : أ.ف.ب

«لا يمكن لأحد أن يعترض على أن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، هو الزعيم الأكثر إثارة للإعجاب في تركيا منذ عام 1938، ولكن هذه الشعبية آخذة في التراجع»، حسبما وصفت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، في تقريرها نشرته الأحد.

ولم تُشر المجلة في تقريرها، إلى الأزمة الحادة التي ظللت العلاقات التركية مع إسرائيل، إثر استهداف الدولة العبرية عام 2010 سفينة تركية كانت ضمن قافلة «أسطول الحرية» الذي أعلن عزمه على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 ناشطين أتراك.

ورأت المجلة أن «أردوغان»، الذي وصفته بـ«الرجل الذي أنقذ تركيا من الركود والشلل السياسي، وحولها إلى مصدر إلهام في المنطقة»، ولم يجد صعوبة في قيادة حزبه، العدالة والتنمية، إلى الفوز للمرة الثالثة في الانتخابات البرلمانية يونيو 2011، أصبح «مستبدًا بشكل متزايد».

وبعد عام، تعلقت به الأنظار أكثر مع تصاعد إشاعات إصابته بالسرطان، ثم مواقفه القوية من تصاعد العنف في سوريا، وقالت المجلة إنه مع الوقت «أصبح استبداديًا بشكل متزايد»، مع نمو طموحه بأن ينتخب رئيسًا للبلاد بعد انتهاء ولاية الرئيس التركي عبد الله جول عام 2014، مع إقرار مزيد من الصلاحيات لرئيس الجمهورية.

وينظر بض النقاد إلى هذا الطموح باعتباره «تقويضًا لوعود أردوغان بشأن تقديم دستور ديمقراطي جديد للبلاد»، خاصة وأن اللجنة البرلمانية التي من المفترض أن تصيغ نصاً جديداً للدستور فشلت في وضع ذلك النص حتى الآن.

وأشارت المجلة إلى وجود بعض الشكوك حول عزم «أردوغان» إنتاج مشروع معين، على يد حزب العدالة والتنمية، من شأنه تعزيز سلطات الرئاسة، مما يمكنه من الحفاظ على إدارة البلاد، وأن تتطلب قواعد الحزب الجديدة تنحيه عن منصبه كرئيس للوزراء.

وحول الصحافة، فإن رؤساء وسائل الإعلام قرروا إقالة عدد من الصحفيين المنتقدين لنظام الحكم، خوفاً من فقدان تعاملاتهم مع الحكومة، فهناك أكثر من 80 صحفيًا داخل السجون، أغلبيتهم من الأكراد، متهمين بعضويتهم حزب العمال الكردستاني.

ونوّهت المجلة بأن حملة الاعتقال شملت 2824 طالبًا في السجون، ربعهم يواجهون تهمة «الانتماء إلى جماعة إرهابية» لدعوته إلى تطبيق التعليم المجاني وغيرها من «الخطايا».

ومن أهم التحديات التي تواجه «أردوغان»، حسب المجلة، خصومه العلمانيين الذي يتهمونه مراراً وتكراراً بالعودة إلى جذوره الإسلامية، لأنه دائماً ما يدعو بوجود «شباب أكثر تدينا»، بجانب اقتراحه عودة تدريب «رجال الدين».

وعن الأزمة السورية، رأت «إيكونوميست» أن «أردوغان» يمارس سياسية «إلقاء اللوم» على الرئيس السوري بشار الأسد، بشأن تجدد العنف في البلاد، مضيفةً أن «الأسد» تنازل عن السيطرة عل المدن الكردية الواقعة على طول الحدود لمجموعة من الأكراد السوريين التابعة لحزب العمال الكردستاني.

وفي ظل انشغال الولايات المتحدة باقتراب موعد إجراء الانتخات الرئاسية، ومع اهتمام أوروبا بحل أزمة اليورو وتعليق محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي، لم يعد لأصدقاء تركيا الأوروبيين «وجود يذكر». وأشارت المجلة إلى استطلاع رأي حديث يشير إلى أن 17٪ فقط من الأتراك يعتقدون أن تركيا بإمكانها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن كثيرين يتخوفون من اتجاه بلادهم إلى «حرب إقليمية»، داعية «أردوغان» إلى أن تكون أولويته هي وضع البلاد في الوضع الصحيح، وأن يضمن وجود دستور جديد يكفل حقوق المواطنين الأتراك بدلا من طموحاته الرئاسية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية