x

«العوا».. منافس مرسي في «الرئاسة» مستشارا له

الثلاثاء 28-08-2012 15:02 | كتب: معتز نادي |
تصوير : محمد راشد

عندما أرادت حملته الانتخابية الترويج له وسط المصريين في أول انتخابات رئاسية عقب ثورة 25 يناير، استعانت بوصف الإعلامي يسري فودة، الذي قال عنه: «في شخصه أبعاد كثيرة، المصري الوطني المسالم، المولع بالمنطق والفلسفة، أستاذ القانون، الناشط الثائر المستقل».


يوصف الدكتور محمد سليم العوا بأنه «مفكر إسلامي»، حيث يهتم بما أسماه بـ«المشروع الإسلامي الحضاري الوسطي»، والذي يقوم على أن الإنسان كمقوِّم أساسي لا تقوم نهضة حضارية بدونه.


بدأ «العوا»، (69 عاماً)، الذي اختير ضمن الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسي، رحلة اختبار مبادئه في حياته العملية في وقت مبكر، فبعد تخرجه من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، عمل في النيابة العامة في الفترة ما بين 1963إلى 1966، لكنه طرد من عمله خلال محاكمة القيادي الإخواني سيد قطب، بتهم تتعلق بالانخراط في أنشطة الجماعة، وفي المقابل يؤكد العوا أنه لم يكن أبدًا عضوًا في جماعة «الإخوان».


وانضم لهيئة قضاء الدولة وسافرإلى الكويت، ويقول إنه «طرد من منصبه للأسباب السياسية نفسها»، ولأن الأبواب أغلقت في وجهه في مصر، فسافر العوا إلى لندن، حيث استكمل رسالة الدكتوراة في القانون المقارن في كلية الدراسات الأفريقية والشرقية، وبدأ في تدريس القانون في الجامعات داخل مصر وخارجها.


واستكمل طريقه في مجال الفقه والقانون وتداخل الإسلام وتشريعاته من خلال أكثر من 22 مؤلفًا منشورًا له.


كما شغل منصب الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، الذي أسسه يوسف القرضاوي، وكان طرفًا في المراجعات الفقهية مع أعضاء الجماعة الإسلامية المعتقلين، والتي أدت فيما بعد لنبذ العنف بعد حقبة دامية شهدتها مصر وكانت ذروتها في التسعينيات.


ولد «العوا» في 22 ديسمبر 1942، بمحافظة الإسكندرية، في بيت شغف فيه الوالد بـ«دعم المقاومة الفلسطينية لمحاربة اليهود»، حسب تعبير الموقع الالكتروني لحملته الانتخابية.


أثار «العوا» الجدل بتصريحاته عام 2010، حول قيام المسيحيين بتخزين أسلحة في الكنائس المصرية، رغم ما عرف عنه من وسطية واعتدال في آراءه.


فخلال لقاء له في برنامج «بلا حدود» مع الإعلامي أحمد منصور على قناة «الجزيرة»،  قال «العوا»: «المسيحيون يُخفون أسلحة في الكنائس، وهذا له معنى واحد، أنهم ينوون استخدامها ضد المسلمين»، واصفًا الدولة بأنها «ضعيفة في الوقوف أمام الأقباط المحرّضين على المسلمين».


وخلال رحلة التبريرات بعد اللقاء التليفزيوني، قال «العوا»، المحامي والمفكر الإسلامي، إن تصريحاته «فسِّرت بشكل خاطئ»، لأنه كان يشير فقط لمزاعم تقول إن كنيسة بعينها في بورسعيد تورَّطت في تهريب أسلحة من إسرائيل.


بدأ «العوا» في الإعلان عن مشاركته في انتخابات الرئاسة بحلول نهاية يونيو 2011، ومثل منافسه المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، يحاول العوا تقديم نفسه باعتباره بطل الإسلام المعتدل. وقد قال مدير حملته، محمد مؤمن، للإعلامي يسري فودة على قناة «أون تي في»، إن العوا «يمثل المفكر الإسلامي»، كما أنه يضع نصب عينيه فكرة «المواطنة».


ويقول «العوا» إنه يمثل «الإسلام المعتدل»، الذي يمارسه معظم المصريين، وخاض السباق بعد حصوله على توكيلات من 30 عضوًا من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وكان حزب الوسط قد أعلن دعمه لحملة العوا الانتخابية، إلا أن ذلك أثار قلاقل داخل الحزب، الأمر الذي دعاه لخوض الانتخابات مستقلا وإعلان الانفاق على حملته من ماله الخاص ومن تبرعات المؤيدين.


وكان «العوا» قد دعَّم حزب «الوسط» منذ بداية محاولات تأسيسه منذ التسعينيات، كما سعى للحصول على دعم الأحزاب الإسلامية الراديكالية مثل حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.


من جانبها، كانت جماعة الإخوان المسلمين قد نفت الشائعات التي تفيد بأنها ستدعم العوا، وهو ما دعا حزب «الوسط» لدعمه في البداية، حيث تأسس الحزب على يد مجموعة من المنشقين عن الجماعة.


وتعرض «العوا» لانتقادات بسبب ما وصفه البعض بـ«الصمت عن أفعال المجلس العسكري»، كما أنه مُطالب بتفسير وتبرير تصريحاته عن وجود أسلحة مخبئة في الكنائس أينما ذهب.


ولكن «العوا»، الذي احتدَّ من قبل عند مواجهته بأنه يعمل لصالح المجلس العسكري، قال إنه ممثل لنفسه فقط ولن يؤخذ بذنب غيره، وسبق له في أحد لقاءات قناة «الجزيرة» معه يوم 30 يناير 2011، وصف الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء آنذاك أثناء الثورة، وعمر سليمان، رئيس المخابرات السابق ونائب مبارك، بأنهما «معروفان بالوطنية والنزاهة»، وأنه لا يعتبر أيًا منهما «استمرارًا لنظام مبارك».


وفي أحد المؤتمرات في لندن فبراير 2012، قام عدد من المصريين الحاضرين بمقاطعة العوا بهتافات ضد العسكر والإخوان، وهاجموه واصفين إياه بأنه «خادم العسكر».


وخلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس 2011، قال العوا إن التصويت بنعم «واجب ديني على المسلمين للتخلص من الديكتاتورية».


وكرر «العوا» مطالبته للمجلس العسكري بالإسراع في تسليم السلطة، إلا أنه كان يبرر دائمًا مدَّ فترة تسليم السلطة من 6أشهر لسنة ثم 6أشهر أخرى، بأن المجلس العسكري «تحت ضغط سياسي كبير».


وفي نوفمبر الماضي، قال العوا لـ«المصري اليوم» إن المجلس العسكري «يقوم بأفضل ما يمكن القيام به، لكن المشكلة في قدراتهم الإدارية، فهم ليسوا سياسيين، وليس لديهم الخبرة في التعامل مع المدنيين».


وخسر «العوا» سباق الرئاسة من الجولة الأولى بعد حصوله على 235.374 صوتا، وبعدها غادر إلى لندن في رحلة صمت، وأعلن وقتها أنه لن يوجه أنصاره لانتخاب شخص بعينه في الجولة الثانية لأنهم ليسوا «قوالب طوب».


ويرى «العوا» نفسه نصيرا للفقراء والضعفاء، فيقول: «سأنصر الضعيف ليس على القوي وإنما على الضعف نفسه، وسأنصر الفقير ليس على الغني و لكن على الفقر نفسه، و سأنصر الخائف على خوفه، وسأنصر الوطن، ولكن ليس على أولاده، وإنما على أعدائه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية