x

محمد هنيدي: نجاح «تيتة رهيبة» عوَّض غيابى عن السينما (حوار)

الأحد 26-08-2012 17:39 | كتب: أحمد الجزار |
تصوير : أدهم خورشيد

نجح محمد هنيدى بفيلمه «تيته رهيبة» فى تصدر إيرادات أفلام عيد الفطر المبارك، بعد أن تجاوزت إيرادته سبعة ملايين جنيه فى أسبوع عرضه الأول، ويشهد الفيلم أول تجربة عرض لهنيدى فى موسم عيد الفطر ،بعد أن اعتاد على عرضها فى موسم الصيف وعيد الأضحى، وقد ظهر «هنيدى» فى فيلمه بـ«لوك» مختلف وجديد عن الأدوار التى سبق تقديمها كما شاركه البطولة سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة لأول مرة.. وعن تفاصيل وكواليس هذه التجربة كان لنا معه هذا الحوار:

ألم تر أن هناك مغامرة بعرض فيلمك لأول مرة فى عيد الفطر؟

- بصراحة.. لا أنكر أنه كان لدينا بعض القلق، خاصة أننا نعرض لأول مرة فى هذا الموسم والمعروف بقصر مدته، ولكننا فى الوقت نفسه كنا متوقعين بأن العمل سيحقق نجاحا جماهيريا، نظرا للمجهود الكبير الذى بذل فيه، كما أن الجمهور متعطش للكوميديا، ويبحث عن أى عمل يصنع له البهجة، فكل هذه العوامل كانت لصالحنا منذ البداية.

ولكننى شعرت بالقلق يطاردك قبل عرض الفيلم؟

- هذا حقيقى، لأنها المرة الأولى التى أغيب فيها عن السينما كل هذه الفترة منذ أن قدمت فيلم «أمير البحار» وبصراحة كنت أشعر وكأننى أعرض فيلما لأول مرة، وكانت لحظة دخولى إلى قاعة السينما كأنها أول مرة أطل على الجمهور على خشبة المسرح.

ومتى شعرت بالاطمئنان على الفيلم؟

- منذ حفل العرض الأول الذى أقيم قبل العيد بيوم واحد حيث جلست فى مؤخرة القاعة دون أن يدرى أحد، وبدأت فى متابعة ردود الأفعال، ووجدت أنها كانت مرضية، وأن الرسالة التى يقصدها الفيلم قد وصلت، أما بخصوص الإيرادات فقد نجحنا والحمد لله فى التصدر منذ البداية، وحافظنا على ذلك طوال أيام الأسبوع الأول، ولم يكن لدينا أى تخوف سوى من يوم 24 أغسطس ولكن الحمد لله مر بسلام ولم يؤثر سلبا على الإيرادات.

وكيف كنت ترى المنافسة مع باقى الأفلام المعروضة؟

- بصراحة، لم أنظر لها إطلاقا وأؤكد أننى كنت أتمنى أن كل الأفلام المنافسة تحقق إيرادات، لأن ذلك سيسهم بشكل كبير فى عودة الحياة إلى الصناعة وتشجيع المنتجين مرة أخرى للعودة للسينما، لأنه بصراحة لابد أن نعيد كل مظاهر المتعة للمجتمع من سينما وكرة قدم حتى ينعم الله علينا بنعمة الاستقرار.

وكيف ترى منافسة «السقا» لك فى الكوميديا؟

- من حق أى ممثل أن يقدم اللون الذى يعجبه، مادام يحقق له الطموح الفنى، وهذا شىء جميل، وبصراحة أنا سعيد من منافسة السقا وحمادة هلال فى الكوميديا، وسأذهب خلال الأيام المقبلة لمشاهدة أفلامهما.

ولماذا دائما تفضل تقديم «الكاراكتر» فى معظم أفلامك؟

- لا نستطيع أن نقول إنه كاراكتر «فج» أو صريح، ولكنه طريقة فى رسم الشخصية، فدائما أسعى إلى وضع تفاصيل بسيطة ودقيقة تميز الشخصية وتمنحها بعض الصفات، وهذا ما أحبه وأفضله فى معظم الشخصيات التى أقدمها، وتكون دائما هذه التفاصيل من نسيج جلسات العمل التى تجمعنى بالسيناريست والمخرج، كما أنها تساعدنى فى الابتعاد عن شخصية هنيدى الحقيقية وتجعلنى أتعمق أكثر فى الشخصية التى أقدمها، كما اؤكد أن الاهتمام بالتفاصيل فى كل شخصية يسبب للممثل صعوبة فى العمل المقبل.

ولماذا اخترت تفصيلة «اللدغة» وتسريحة الشعر فى شخصية رؤوف؟

- تسريحة الشعر كانت من اختيار إسلام يوسف، مهندس الديكور والاستايلست، لأنه يتماشى مع الشخصية الطفلية التى يعيشها رؤوف فى الفيلم رغم بلوغه سن الأربعين، أما بخصوص اللدغة الخاصة بطريقته فى الكلام فقمنا باختيارها، لأنها بصراحة دمها خفيف وتتناسب مع الشكل الكوميدى للفيلم، بالإضافة إلى أنها لايقة مع شخصية رؤوف، ولم يكن لها أى أبعاد أخرى، وقد تطلبت هذه اللدغة منى مجهودا كبيرا فى المذاكرة وتركيزاً أكبر أثناء التصوير لأنه لا يجوز أن «أتلخبط» فيها وبسبب هذا التركيز لم أستطع أن أتخلص منها بسهولة حتى بعد انتهاء التصوير، وكانت تخرج من لسانى بشكل تلقائى، وأعتقد أن أصعب ما فى الفيلم هو الحفاظ على الأداء بشكل واحد طوال أحداث الفيلم.

ولكن كيف تعاملت مع الكلاب المفترسة فى الفيلم؟

- كان ذلك أيضا مصدر إزعاج بالنسبة لى، لأننى بطبعى أخشى الكلاب، ولم أصور طوال حياتى أى مشاهد مع كلاب، ولكن طبيعة شخصية «تيتة» التى قدمتها سميحة أيوب كانت تتطلب وجود هذه الكلاب، وكانت أصعب مشاهدى معها عندما وجدتها خلفى فى السيارة، كما أن بعض المشاهد التى كنت أصرخ فيها منها كانت حقيقية ولولا وجود مدربين معهم لخرجنا بكوراث من هذا الفيلم، وبصراحة لا أنكر أن شغلهم معنا بقدر ما هو متعب إلا أنه كان لذيذا، وكانت الكلاب مطيعة لأقصى درجة مع المخرج سامح عبدالعزيز.

ولماذا قررت تقديم رسالة الفيلم فى مشهد تراجيدى بشكل مباشر وصريح أثناء وجودك فى المستشفى؟

- بصراحة لأننى لم أجد مناسبة أفضل من ذلك، لأن أجدادنا والناس الكبار الذين يحيطون بنا مهما كنا مختلفين معهم ومهما كانوا ضد آرائنا لابد أن نعرف أنهم دائما الأصح ويجب أن نتحملهم، لأننا إذا فقدناهم فسنفقد قيمة كبيرة.

ولماذا لم تشهد العلاقة بين رؤوف وجدته أى تغيير حتى نهاية الفيلم؟

- لأن هذه السيدة، كما أطلقنا عليها، «رهيبة» ولن تتغير بسهولة، ونصيب رؤوف أن يعيش معها ويتحملها ويحتضنها مهما كانت تصرفاتها، لأنها فى النهاية لا تريد سوى مصلحتنا وبصراحة أكثر ما أسعدنى من الفيلم أن هناك بعض من شاهدوا الفيلم قرروا أن يغيرو تعاملاتهم مع بعض المحيطين بهم.

ولماذا دائما تلجأ فى أفلامك إلى تقديم بعض المشاهد التراجيدية؟

- بصراحة هذا مقصود فى معظم الأفلام التى قدمتها مؤخرا، لأن ذلك ممتع بالنسبة لى كممثل، وهو يمنحنى قماشة مختلفة كما أنه طريقاً آخر لإظهار الموهبة لأى ممثل لديه طاقة ومخزون يستطيع أن يخرجهما فى أى قالب، وبما أننى مهتم بالشكل الكوميدى فلدى طاقة أخرى أريد أن أخرجها كممثل، وهذا ما أفعله فى المشاهد التراجيدية «ويابخت» من يبكى ويضحك الجمهور، كما أن أى شخصية أقدمها أريد أن أؤكد من هذه المشاهد أنها من لحم ودم تعيش مع الناس وتشعر بمعاناتهم، وكما تمر بمراحل فرح، فهى أيضا تمر ببعض الأزمات.

وهل لجأت إلى مشهد التغير الذى طرأ على ضباط الشرطة بعد الثورة حتى تؤرخ زمن الفيلم؟

- لم يكن ذلك مقصودا بهذا الشكل ولكن كنا نقدم صورة للتحول الذى يجب أن يكون عليه رجال الشرطة، لأنه آن الأوان أن تتحول العلاقة إلى صداقة، وأن يحب بعضنا البعض مادامت مصالحنا واحدة، وكلنا نريد الخير لهذا البلد.

ولكن لماذا تم حذف مشاهد الاحتجاجات أمام مجلس الشعب وأيضا دور ممدوح فرج الذى كان موجودا فى السيناريو؟

- لقد أجرينا بالفعل العديد من التعديلات على السيناريو فتأجيله لأكثر من عام اضطرنا إلى التغيير والتجويد كلما أتيح لنا ذلك، وكان بالفعل هناك مشاهد للاحتجاجات الموجودة أمام مجلس الشعب، ولكننا قمنا بحذفها عندما قمنا بتغيير لوكيشن شقة رؤوف من شارع قصر العينى إلى مصر الجديدة، فكان من الصعب تواجدها، أيضا مع احترامى الكامل لممدوح فرج، فقد تم حذف دوره الذى كان يجسد فيه دور جارى قبل التصوير بهدف تكثيف الأحداث وإعطاء مساحة كافية لإظهار العلاقة بين رؤوف وجدته.

هل ترى أن اهتمام الفيلم بشكل كبير على العلاقة بين الابن والأجداد قد أثر سلبا على نسبة الكوميديا فى الفيلم؟

- لقد شعر البعض بذلك لعدم وجود مشهد كوميدى «فارس» أو صريح فى الفيلم، ولأن الكوميديا نفسها اعتمدت على الموضوع وعلى المواقف التى تم توظيفها لصالح الموضوع، فرغم أن العلاقة بين رؤوف وجدته مثلا أثارت ضحك الكثير فإننا لم نر سميحة أيوب فى أى مشهد وهى حتى مبتسمة.

وما الهدف من تصوير مشهد النهاية على كوبرى أكتوبر وسط الزحام الشديد الذى كان موجودا عليه؟

- بصراحة الهدف الوحيد هو أن نعبر عن شكل الزحمة التى أصبحنا نعيش فيها بشكل مستمر، وبسببها قد نتعرض للعديد من الأزمات، وهذا ما طرحناه فى النهاية عندما تضطر إحدى السيدات للولادة فماذا تفعل؟ كما أظهرنا أيضا حالة تلاحم الشعب المصرى أثناء الأزمات، وقد قمنا بتصوير المشهد فى مدينة الإنتاج ونفذناه على كوبرى المحور عن طريق الخدع والجرافيك، وكان من المشاهد العظيمة فى الفيلم.

وأخيرا.. كيف ترى لقاءك لأول مرة مع سميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة؟

- أقسم لك ، إننى شرفت بالعمل معهما، واستفدت منهما الكثير، فهما حقا أستاذان، سنظل ندين لهما، بالفضل طوال عمرنا، ونحن دائما نتعلم منهما أو نلجأ إليهما، فى الأدوار المهمة، لأن كلاً منهما يحمل تاريخاً «يخض» والوقوف أمامهما صعب جدا، ولهما خبرة عظيمة، كما أننى استمتعت بالعمل معهما لأقصى درجة، وأتمنى أن ألتقى بهما مرات كثيرة.

وما حقيقة تعاقدك مع «آرت. أوف. ميديا» على فيلمك المقبل؟

- هذا غير صحيح بالمرة، فلم أوقع أى عقد إنتاج مع أى شركة، ولم أحدد مشروعى المقبل إلى الآن.

وماذا عن تكريمك عن مجمل أعمالك فى مهرجان مالمو بالسويد؟

- بصراحة سعدت جدا بهذا التكريم، ومن المقرر أن أتسلم درع التكريم خلال الشهر المقبل، وأؤكد أن أى فنان يشعر بسعادة من أى تكريم أو اهتمام بالفن الذى يقدمه، لأنه بذلك يشعر بأن رسالته قد وصلت، وهناك من يكرمه عليه، ولذلك أشكر المسؤولين بالمهرجان على اختيارى للتكريم فى دورته الثانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية