وصف السياسي البريطاني سيريل تاونسند، سياسي بريطاني، إقدام الرئيس محمد مرسي على إقالة مشير وجنرالات من المجلس العسكري بشكل مفاجئ، بـ «مخاطرة كبيرة».
وأضاف «تاونسند» في مقاله بصحيفة «الحياة» اللندنية، الذي جاء تحت عنوان «خلفيات إقالة المشير طنطاوي»، أنه «في مصر قد تشكّل أحداث الأيام الأخيرة نصراً للديمقراطية بدلالة تاريخية، ولكن عندما تواجه القيادة الديمقراطية مأزقاً سياسياً عميقاً، وهذا ما سيحصل عندما يحين الوقت لذلك، قد يؤدي الأمر إلى محاولة انقلاب تُقدم عليها عناصر القوات المسلحة، التي تم انتزاع السلطة والنفوذ والمال من بين أيديها».
وأشار «تاونسند» إلى أن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة استغلوا «الانقسامات السياسية الثورية، وبدا واضحاً بالنسبة إلى معظم المراقبين أنه في ظل إبرازهم مسألتي الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي إلى الواجهة، كانوا في الواقع يتوقون للحفاظ على الوضع المتميز للقوات المسلحة ضمن المجتمع المصري».
وعن «قرارات 12 أغسطس»، تساءل «تاونسند» بقوله: «هل كان الرئيس محمد مرسي سيُقدم على هذه الخطوة الجذرية، والصحيحة بنظري، في حال تصرف الجيش المصري على نحو مقبول إزاء تفاقم العنف في شبه جزيرة سيناء؟ أشك في ذلك، فهو وصل إلى منصب الرئيس واحتل مكتب مبارك القديم في قصر الرئاسة فقط لأن المرشح الذي اختاره (الإخوان المسلمون) (خيرت الشاطر) منعه المجلس العسكري من ترشيح نفسه».
وتابع: «قيل لنا إن الرئيس مرسي معروف بتأنيه وحذره، وهو تعرّض للانتقاد بسبب الوقت الطويل الذي احتاجه لتشكيل حكومته»، لافتا إلى أن مرسي اتخذ خطوات «طالت المشير طنطاوي بعد أسبوع فقط من تعيينه في منصب وزير الدفاع في الحكومة الجديدة، وقد لا نعرف يوماً كل التفاصيل، ولكنّ الظن يسود بأن الرئيس ومستشاريه تشاوروا مع بعض صغار أعضاء المجلس الأعلى، علماً بأن استشارات سرية من هذا القبيل كانت ستنطوي على خطورة كبيرة، ومن المرجح أن يكون طنطاوي قد خسر منذ أشهر دعم عدد كبير من زملائه، ممن اعتبروا أن الوقت حان لينهي مهماته، وأفترض أنه حصل على بعض الضمانات بشأن مستقبله الشخصي».
وحول دور الولايات المتحدة، قال «تاونسند»: «هي كانت تبدو في البدء ممتنة إزاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وحذرة إزاء (الإخوان المسلمين)، إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، طلبت من الجنرالات بعد بضعة أشهر الانسحاب من السياسة، وكم سيكون من المذهل أن نعرف ما هي النصائح السرية التي أعطتها تل أبيب لواشنطن بشأن هذه المسألة الشائكة، حتى أننا قد نكتشف أن الإسرائيليين يتعاونون مع (حماس) ضد الجهاديين في سيناء»، مشيرا إلى أنه «لا شك في أن الربيع العربي تتخلله مطبات عديدة وتشويهات خطيرة، وكالعادة تتمتع مصر بدور ريادي في العالم العربي».