x

مسجد «الملك فاروق».. أنشأته الأوقاف المصرية وورثته «السودانية».. وآيل للسقوط الآن

الجمعة 24-08-2012 00:01 | كتب: سارة نور الدين |
تصوير : اخبار

لا تستغرب عند الحديث مع جنوبى يحمل اسم «محمد» أو «على» أو «حسن»، عندما يتضح لك فيما بعد أنه مسيحى أو حتى وثنى، فالأسماء فى الجنوب لا تعبر عن ديانة صاحبها وهى مجرد موروث عبر الأجيال، فالمنزل الواحد قد يكون فيه أب مسيحى وأم مسلمة، وأبناء لا يدينون بدين سماوى.

عندما وصل المصريون إلى «ملكال» قبل 80 عاماً، كان بصحبتهم دعاة أزهريون يتولون توعية المسلمين الجنوبيين بدينهم، وقبل سنوات توقفت بعثات الأزهر، وتوقف إرسال الجنوبيين للدراسة فيه بالقاهرة.

أنشأ المصريون مسجد «الملك فاروق»، أوائل الأربعينيات من القرن الماضى وكان منارة لنشر الإسلام فى جوبا، وكانت تقام فيه الشعائر والدروس الدينية، حيث كان تابعا للأوقاف المصرية، وبعد انفصال مصر عن السودان أصبح تابعا للأوقاف السودانية، ومع انفصال الجنوب عن السودان، أصبح المسجد مهملا، وتوقفت كل أنشطته، فيما عدا الصلوات الخمس.

تعرض المسجد لقصف مدفعى كاد يودى بمئذنته التاريخية، أثناء المواجهات التى دارت بين متمردين مسلحين وقوات حكومة الخرطوم قبل الانفصال، وخلال العام الماضى تجددت الاشتباكات بين المتمردين وقوات حكومة جنوب السودان، وبعدما استقرت الأوضاع فى الولاية، يبحث المسلمون، الذين يقدر عددهم بالمئات، عن وسيلة لترميم المسجد الوحيد، خوفا من انهياره.

يقول الشيخ «عبدالله أديانق»، إمام المسجد، إنه يأتى للصلاة فى المسجد منذ 50 عاما، وهو يذكر بعثات الأزهر التى كانت تقيم بشكل دائم فى استراحات «الرى المصرى» فى «ملكال»، قائلا: «كان شيوخ الأزهر يدعون الناس إلى معرفة دينهم، ويقيمون فى الجنوب، ولا يمر شهر واحد دون أن يتواجد فيه شيوخ الأزهر، كانوا كالإرساليات يأتون إلى هنا، ويرحلون إلى دولة أخرى فيأتى غيرهم، وكان نشاطهم مؤثرا».

وأوضح إمام المسجد، أن المسلمين فى الولاية كانوا يمثلون نسبة كبيرة من سكانها، إلا أن أعدادهم تناقصت خلال الأربعين عاما الماضية، وتابع: «منذ أكثر من 30 عاما توقفت هذه البعثات، وما عاد شيوخ الأزهر يأتون إلى الجنوب أذكر عندما جاء الشيخ متولى الشعراوى إلى هنا قبل 40 عاما، كنت وقتها صغيرا لكننا كنا سعداء جدا بحضوره، واستقبله مسلمون كثيرون».

وأضاف «أديانق»: إنه من المؤسف أن يتوقف شيوخ الدين عن زيارة المسلمين فى الجنوب رغم أنهم بحاجة ماسة إلى من ينصحهم ويرشدهم لأمور دينهم، وتابع: «الأوضاع الأمنية مستقرة، ونتمنى من الأزهر أن يعيد بعثاته الدينية، ونريد منه أيضا أن يتولى مهمة ترميم المسجد التاريخى، والوحيد فى الولاية»، ويضيف: «جمعنا أموالا قليلة جدا لترميم ما يمكن ترميمه، بشكل مؤقت، فهو الوحيد الذى نسمع فيه أذان الصلوات ونقيم به صلاة التراويح فى رمضان».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية