نشرت صحيفة «كومرسنت» الروسية، الأربعاء، تصريحات لمسؤول بوزارة الخارجية الروسية لم تكشف اسمه، قال فيها إن موسكو تعتقد أن سوريا لا تعتزم استخدام الأسلحة الكيماوية وأنها قادرة على تأمينها.
ويهدف التقرير فيما يبدو إلى طمأنة الغرب على ان الرئيس السوري بشار الأسد لن يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به بعد أن حذر الرئيس الامريكي باراك أوباما من «عواقب وخيمة» إذا حركت دمشق هذه الأسلحة بصورة تنطوي على مخاطر.
وقالت كومرسنت في تقريرها إن «حوارًا سريًا» مع الحكومة السورية بشأن سلامة الترسانة أقنع روسيا بأن «السلطات السورية لا تعتزم استخدام تلك الأسلحة وأنها قادرة أن تبقيها بنفسها تحت السيطرة».
ورفضت الخارجية الروسية التعليق فورا على التقرير الذي تضمن تصريحات لمسؤول الخارجية الروسية، قال فيها إن موسكو ترى أنه من «المحتمل جدا» أن تتحرك الولايات المتحدة عسكريًا، إذا لمست تهديدا من الأسلحة الكيماوية.
وتعارض روسيا بقوة التدخل العسكري في سوريا. ويوفر الأسد لموسكو في بلاده أقوى موضع قدم لروسيا في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية. وحذر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي الغرب، الثلاثاء، من القيام بأي عمل منفرد في سوريا.
وعارضت روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرًا من إراقة الدماء واستخدمتا حق النقض «الفيتو» ضد ثلاثة قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف أعمال العنف التي قالت الأمم المتحدة أنها أودت بحياة 18 ألفا منذ بدء الاحتجاجات في مارس عام 2011.
لكن بعد أن أقرت سوريا الشهر الماضي للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية او بيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية قالت روسيا إنها أبلغت دمشق أن مجرد التهديد باستخدام هذه الأسلحة غير مقبول.
ونقلت «كومرسنت» عن مسؤول الخارجية الروسية قوله إن الولايات المتحدة «حذرت بشدة مقاتلي المعارضة من حتى الاقتراب من مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية ومصانع إنتاجها» وأن «جماعات المعارضة تلتزم بهذه المطالب».
وقال المسؤول الروسي «هذا يثبت أن الغرب بوسعه أن يمارس نفوذا محددا على معارضي الأسد حين يود أن يفعل».
ويرى مسؤولون غربيون أن روسيا فاقمت من العنف في سوريا بحمايتها الأسد من خلال حق النقض الذي استخدمته مرارًا في مجلس الأمن وترد موسكو بأن الغرب يشجع مقاتلي المعارضة، وأن عليه بدلا من ذلك أن يضغط عليهم لوقف القتال.