x

«سيدنا السيد».. ملحمة عن الحاكم المستبد ومَن يخلطون الدين بالسياسة

الثلاثاء 21-08-2012 19:36 | كتب: أحمد الجزار |
تصوير : طارق وجيه

نجح مسلسل «سيدنا السيد» لجمال سليمان أن يكون ضمن المسلسلات الخمسة الأولى الأكثر مشاهدة فى رمضان الحالى رغم الزخم الكبير من الأعمال وتواجد معظم نجوم السينما والتليفزيون، كما تصدر العمل الذى تدور أحداثه فى 1945 بإحدى قرى سوهاج الأعمال الصعيدية التى عرضت بعد أن نجح نجم العمل جمال سليمان فى الحصول على صك الجودة بعد نجاحه قبل ذلك فى تجربتيه «حدائق الشيطان» و«أفراح إبليس»، ورغم أن أحداث العمل تدور منذ أكثر من نصف قرن تقريباً إلا أن المشاهد يستطيع أن يشم فيها رائحة الإسقاط فيما كان يفعله سيدنا السيد الطاغية الذى يبرر كل أفعاله بآيات من القرآن كنوع من الخلط بين الدين والحكم، كما يحمل المسلسل أيضا بين سطوره العديد من الإسقاطات التى تعبر عن الحاكم المستبد، كما برع مخرج العمل إسلام خيرى فى تقديم جو أسطورى يتناسب مع أحداث وشخصية العمل ليخلق له إطاراً خاصاً وعالماً يأخذك معه حتى النهاية، كما كان الإنتاج علامة مضيئة فى مثل هذه التجربة ولولاها ما ظهر العمل بهذا الثراء والتميز، وقد قامت «المصرى اليوم» باستضافة نجوم هذا العمل للتعرف على تحديات وكواليس هذه التجربة


جمال سليمان: رفضنا أن يكون المسلسل إسقاطاً على مبارك

يتفرد مسلسل «سيدنا السيد» بين مسلسلات رمضان هذا العام بأنه العمل الملحمى الوحيد الذى يعيد إلى الشاشة روح وشخصيات روايات أديب نوبل نجيب محفوظ. فى «سيدنا السيد» يظهر جمال سليمان وهو يقدم شخصية الحاكم المستبد الذى يتخذ من الدين ستارا لفرض سطوته على من حوله وقدم الشخصية الصعيدية بصورة جديدة اختلفت عن حدائق الشيطان وأفراح إبليس. جمال سليمان أكد أن شخصية «الدينارى» التى قدمها فى «سيدنا السيد» مجالها أوسع بكثير عن الشخصيات الأخرى لأن فضلون يرى فى نفسه الشخص الأمثل والأصح ولا يرى أنه شخص قاس وشرير ومستبد مشيرا إلى أنه لا يرى أن هناك شخصاً يستطيع أن يكون مستبدا وعادلا فى الوقت نفسه.

هل تقديم عمل صعيدى للمرة الثالثة كان يمثل تحدياً جديداً بالنسبة لك؟

- بالتأكيد هو تحدى خاصة أن الإعلام دائما ما يهتم بأن العمل صعيدى أكثر مما يهتم بمغزى ومضمونه ولا أعرف لماذا يقسم الأعمال لدراما وكوميديا وصعيدى ولم يقل مثلا إسكندرانى أو دمياطى وأصبح المسلسل الصعيدى كأنه نوع فنى مختلف لذلك فتقديم مثل هذا العمل أعتبره تحدياً مع الإعلام الذى أخسره سلفا لأن الفكرة لديه أصبحت ثابتة دون أن يدرك أننى قدمت مسلسلا جيدا أو غير ذلك ولكنه أراد أن يقول إن جمال سليمان فى الجلباب الصعيدى للمرة الثالثة وفجأة ينسى كاتب الموضوع أننى ممثل منذ نصف قرن وفى آخر حياتى عندما جئت إلى مصر قادتنى الصدفة أن أقدم ثلاثة أعمال صعيدية ثم يختصر تاريخى كله فى هذه الأعمال فقط وبصراحة أنا دائما لا أحاول أن أفكر فى ذلك ولكن أسعى لأن أقدم عملاً محترماً للجمهور.

وبصراحة أرى أن شخصية فضلون الدينارى فى هذا المسلسل مختلفة تماما عن همام أبورسلان ومندور أبوالدهب لأن الشخصية مجالها أوسع بكثير عن الشخصيات الأخرى لأن فضلون يرى فى نفسه الشخص الأمثل والأصح وكان لديه مهمة إلهية ورب العالمين خلقه لهذه المهمة وهو شخصية من وجهة نظرى مختلفة على الشاشة عن باقى الشخصيات.

وهل أنت كشخص تؤمن بشخصية المستبد العادل؟

- لا أرى أن هناك شخصا يستطيع أن يكون مستبدا وعادلا فى الوقت نفسه لأنك لا تستطيع أن توازن بين الاثنين، وبما أننا نعيش وسط مستبدين فى الوطن العربى لابد أن نكون دقيقين فى وصف هؤلاء لأن هناك مستبدين لديهم كفاءات وآخرين ليس لديهم كفاءات لأنه لا يجوز مثلا أن أقارن «القذافى» و«صدام» بـ«ستالين» الذى كان مستبدا وقتل العديد من الأرواح ولكنه فى النهاية ترك الاتحاد السوفيتى دولة عظمى ولكن هناك مستبدين خربوا بلادهم وتركوها أسوأ مما تسلموها وهذا لا يعنى أننى مع الاستبداد ولكن ما أقصده أننا فى الوطن العربى قد بلينا بمستبدين فاشلين لم يستطيعوا أن ينجحوا على أى صعيد.

وما حقيقة مقابلتك لخط الصعيد أثناء التحضير لهذا العمل؟

- هذا حقيقى وقد ذهبنا لمقابلته أثناء فترة انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وقبل تصوير المسلسل للتعرف على حياة هؤلاء الأشخاص عن قرب، وبصراحة أثناء زيارتى «اتخضيت» من طريقة تعامل الصعايدة معى وقد عاملونى كشخص صعيدى من 400 سنة ولكن أثناء دخولى لخط الصعيد الذى نزل من فوق الجبل خصيصا لمقابلتنا لا أنكر أننى كنت مرعوبا خشية أن يتضيق من حوارنا معه ويقتلنا ولكن عندما رآنى احتضننى كأننى أصاحبه فى الجبل منذ سنوات وقد أحضر ابنه ليلتقط معى صورا تذكارية ويومها بصراحة أيقنت بأن ما قدمته كان حقيقيا وواقعيا عكس ما كنت أتوقع لأننى بصراحة لا أخفى سرا بأننى كنت أرغب فى الاعتذار عن مسلسل «حدائق الشيطان» لأننى توقعت أن المسلسل تدور أحداثه فى القرن السادس عشر ولم أتوقع أن الصعيد بهذا الشكل وكأنه دولة داخل الدولة، ولكن بعد أن بدأت فى عملية البحث اكتشفت أن كل ما نقدمه لا يأتى واحداً من عشرة مما يحدث فى الصعيد وعندما ذهبت إلى هناك واحتكيت بنفسى وجدت أننا صادقون فى طريقة سردنا لكل ما يحدث فى الصعيد.

هل دائما ما تشغلك رسالة العمل نفسه؟

- هناك فنانون معينون بالتأكيد يهمهم رسالة العمل الذى يقدمونه ومنهم يحيى الفخرانى ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز لأنهم ممثلون تربوا على أن يكون العمل مسلياً وممتعاً وأيضا أن يساهم فى تنوير وتكوين وعى الناس وأكون سعيدا عندما أنتمى إلى هذه المدرسة وهذا هو الشىء المشترك بينى وبين العدل جروب لأن الطموح الفنى مسألة مهمة بالنسبة لى، لأنها مكانتك فى ذاكرة الناس ولأنه من الممكن أن تقدم عملا يكسر الدنيا ولكنه عمل فارغ لا يقول شيئا وهذا ما لا أقبله لأنه لن يكون فى ذاكرة الناس ولن يستشهد به أحدا والمهم أن تكون معاصرا وراهنا.

وما حقيقة أن هذا العمل كان مكتوباً للإسقاط على مبارك وعصره؟

- هذا كان موجودا بالفعل ولكن بعد أن قرأنا المعالجة والخمس حلقات الأولى طالبنا من المؤلف ياسر عبدالرحمن أن يتم حذف أى شخص من ذهننا سواء كان حسنى مبارك أو غيره وأن نتحدث عن الصورة بشكل مجرد ومطلق وأن نكون معاصرين وكيف يقوم الحاكم الآن بخلط الدين بالسياسة وينتقى من كتاب الله ما يبرر أحكامه ويعزز سلطاته ويزيده سطوة على أناس تدعى بأنك تعلم أكثر منهم من منطلق سطوتك وجبروتك، فالضعيف يستخدم القرآن للدفاع عن ضعفه، بينما القوى يستخدم القرآن لتبرير قوته فهذه العلاقة الانتهازية مع الكتاب الكريم ومع الدين كقيمة إنسانية وروحية نحتاج أن نتفحصها اليوم أكثر من أى يوم مضى وبصراحة نكون فخورين عندما نقدم موضوعا معاصرا بهذا الشكل أكثر مما ندخل فى جدل حول إذا ما كان العمل صعيديا أو غيره.

ولكن تبدو الأحداث وكأننا بصدد عمل روائى أكثر منه عملاً درامياً عادياً؟

- هذا حقيقى وأرى أن مفتاح العمل بالكامل موجود فى الحلقة الأولى عندما ظهر عبدربه مفتش الرى ولديه موهبه فى كتابة الروايات والقصص، وعندما يرى زميله فى القطار ويعرف عنه هذه الموهبة وأنه قادم إلى نجع السيد فقال له إن النيل لا يروى الغيطان والأرض، ولكنه يروى أيضا حكايات وقصص قد يظن الناس أنها خيالية ولكنها حقيقة وهذا هو مفتاح العمل الذى يقدم تجربة الشاب القاهرى الرقيق الناعم الذى ذهب إلى بيئة قاسية ومشحونه، ولكنه قرر أن يتحملها بعد أن وجد فيها مادة لروايته المقبلة فضلا عن أنه أحب اللعبة نفسها وبناء على هذا المفتاح الدرامى قمنا ببناء العمل عليه.

وما الذى جذبك بالتحديد فى شخصية فضلون الدينارى؟

- العلاقة بين عبدربه وفضلون لأنهما شخصان من عالمين مختلفين وفجأة يتقاطعان فى أشياء محددة خاصة فى الحب، ويضطر فضلون لأن يشتكى همه لعبد ربه فقط وهو الشخص الوحيد الذى نجح فى أن يدخل عالم فضلون وهذا المسلسل بصراحة من إيجابياته أنه ناقش شخصية الطاغية بشكل كامل، وهذا ما ميزه عن معظم الأعمال التى ناقشت هذه الشخصية، ومن وجهة نظرى أنه كان به إنصاف إنسانى لهذه الشخصية لأنك تراه فى كل حالاته.

وكيف وجدت المنافسة وسط هذا الزخم من الأعمال؟

- بصراحة الموسم كان صعبا هذا العام خاصة أن نجوم الدراما القدامى موجودون بكامل عتادهم وأيضا نجوم السينما لذلك فنحن فخورون بأن عملنا نجح فى أن يكون وسط الأعمال الخمسة الأولى الأكثر مشاهدة، خاصة أن هناك نجوماً كباراً ولهم شعبية كبيرة بالإضافة إلى الثورة البصرية الموجودة فى معظم الأعمال بسبب وجود عدد متميز من مديرى التصوير والمخرجين الذين انضموا إلى الدراما التليفزيونية وهذا كان واضحا فى أعمال «مع سبق الإصرار» و«الخواجة عبدالقادر» و«سر علنى».

هل ترى أن سياسة التسويق حولت الممثل إلى سلعة؟

- لا أريد أن أستخدم هذه الكلمة لأنها قاسية، ولكن نحن موجودون فى سوق يحكمها العرض والطلب لأنه لا يوجد فائدة من تقديم عمل ويخسر، ولابد أن نفهم أن هناك ظروف سوق ولابد على الفنانين أن يكون لديهم مرونة لخلق سوق لهم ولكن فى الوقت نفسه لابد أن نكون حذرين فى ذلك ففى عام الثورة مثلا قدمت الشوارع الخلفية بنصف أجرى، ولكن فى الوقت نفسه كان لدى طموح بأن أقدم عملاً محترماً على المستوى الفكرى، ولابد أن تواكب السوق وكل التطوير الذى يحدث حولك حتى لا تكون شيئاً قديماً ومرفوضاً، فمن الأفضل أن تكون جديداً ومقبولاً وأن تحافظ أيضا على المستوى ولا تتنازل عن الخطوط العريضة.

وهل ترى أن الرهان أصبح على العمل الجيد أم النجم؟

- لا أنكر أن النجم يقود الرهان فى أول خمس حلقات فقط وإذا كان عمله دون المستوى فإن الجمهور سيبحث عن عمل آخر فورا وهناك أمثلة حدثت مع نجوم كبار، ولكن الميزة أن الجمهور يتسامح بشكل كامل ويبحث عنك فى العام المقبل، وأؤكد أنه لا توجد ضمانات للنجاح بشكل عام، فهناك أعمال توقع أصحابها لها الفشل ولكنها نجحت نجاحا ساحقا والعكس صحيح.


جمال العدل: إذا استمرت الأحداث السياسية الحالية أتوقع قلة الإنتاج الدرامى عن الثورة

قال المنتج جمال العدل إنه كان يبحث بشكل مستمر عن عمل صعيدى مختلف يظهر به جمال سليمان، وذلك قبل أن يقدم معه مسلسلين «قصة حب» و«الشوارع الخلفية»، ولكنه لم يجد النص المناسب إلى أن وقع فى يده نص «سيدنا السيد». وأضاف «العدل»: أيقنت بأن هذا عملى المقبل مع بداية قراءة المعالجة فقط، وعندما اتصلت بجمال سليمان لأخبره بذلك فقال لى إنه قد عثر على نص منذ العام الماضى وأعجبه ويريد أن يقدمه لأكتشف بعد ذلك أنه نفس النص، ثم بدأنا بعد ذلك عملية البحث عن مخرج إلى أن عثرنا على إسلام خيرى الذى أعتبره من وجهة نظرى مخرجاً مثالياً مثله مثل إيمان حداد وغادة سليم ومعظم المخرجين الشباب الذين قدمتهم الشركة وهذا هو الشخص الذكى الطموح الذى لم يكن لديه خبرة طويلة ولكن طموحه كبير وذلك أفضل من وجهة نظرى من الاستعانة بمخرج كبير، لم يعد لديه أى طموح ولذلك فالشركة تسعى كل عام لتقديم مخرج جديد. وأكد جمال أنهم قدموا عملا صعيديا مختلف شكلا ومضمونا عن الأعمال الذى سبق تقديمها وقال: لا أنكر أن هذا العمل كان فى البداية إسقاطا على حسنى مبارك، ولكن وجدنا أنه من الأفضل أن يكون إسقاطا على ما يحدث الآن من بعض الأفراد بخلط الدين بالسياسة حتى يمنحوا تصرفاتهم شرعية دينية حتى لو كانت خاطئة كما يفعل بطل المسلسل الذى يرى أنه عادل فى كل تصرفاته ولم يوقظه سوى «عبد ربه» الذى كان يحاربه بنفس سلاحه.

وقال «العدل»: لا أنكر أنه كان من المفترض أن نصور أياما أكثر مما صورنا فى الصعيد، ولكن الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد لم تتح لنا ذلك بشكل كامل، ولكننا تأخرنا بعض الوقت أيضا بسبب استيراد أحدث كاميرات التصوير من أمريكا لأننا كنا حريصين من البداية على التصوير بأحدث الكاميرات وتقديم عمل فنى متكامل وبصراحة نحن فخورون بالمسلسل ورد الفعل الذى حققه وسط هذا الزخم من الأعمال وقدمنا تقريبا ما يرضينا لأننى كشخص لا يرضينى أى شىء بطبعى.

وعن زيادة الإنتاج هذا العام قال «العدل» ما حدث هذا العام لن يتكرر مرة أخرى لأن هناك نجوماً كثيرين أجلوا مسلسلاتهم من العام الماضى إلى العام الحالى فضلا عن انضمام نجوم السينما بمشاريع كانت مؤجلة من أعوام سابقة، ورغم ذلك هناك شركات عدة فشلت فى تسويق أعمالها وشركات أخرى خفضت عدد إنتاجها مثلما فعلت لأننى كنت أنوى إنتاج خمسة أعمال وبصراحة إذا استمرت الأحداث السياسية كما هى عليه الآن فأعتقد أن الإنتاج سيتأثر سلبا وسيكون أقل مما أنتج فى عام الثورة لأن البعض كان متفائلا بعد انتهاء الثورة والانتخابات وعودة الأمور إلى مجاريها ولكن هذا ما لم يحدث.

وأضاف «جمال» لا أنكر أن هناك خسائر كبيرة ألمت بالمنتجين هذا العام وهناك من دخل بأعماله فى الحائط ولا أنكر أن هناك منتجين مهددين بالاستمرار بعد الخسائر التى تعرضوا لها هذا العام.


حورية فرغلى: «سيدنا السيد» الأصعب فى مشوارى

أكدت حورية فرغلى أن الدور هو الأساس فى اختياراتها وليس الأبطال الذين يشاركونها العمل وأنها تؤيد الأعمال الجماعية وتقول إن فكرة النجم الأوحد موضة قديمة والبطولة المطلقة لممثل واحد أثبتت فشلها محلياً أو عالمياً.

وعن تجربتها مع مسلسل «سيدنا السيد» قالت إنها الأصعب فى مشوارها وبسببها شعرت بإرهاق شديد جداً لأن دورها فى العمل يعتمد على التمثيل فقط بعيدا عن أى مؤثرات خارجية سواء الجمال أو المكياج أو الملابس. معربة عن سعادتها بالمشاركة فى العمل أمام جمال سليمان للمرة الثانية بعد مسلسل «الشوارع الخلفية» الذى حقق نجاحا فى رمضان الماضى. وأشارت إلى أن هذا الموسم كان صعبا جدا لأنها تواجدت فى اللوكيشن لفترات طويلة حائرة بين «سيدنا السيد» و«حكايات بنات» وبذلت مجهوداً غير طبيعى حتى تحافظ على النجاح الذى حققته فى «دوران شبرا» العام الماضى.


إسلام خيرى: حافظت على الجو الأسطورى حتى يتعايش المشاهد مع الأحداث

أكد المخرج إسلام خيرى أن هناك أحكاما أطلقت سلفا قبل عرض المسلسل، ولكن مع بداية العرض بدت هناك أمور أخرى يتم مناقشتها فى أحداث العمل نفسه، ولم يستطع أحد أن يجد وجه مقارنة بين هذا العمل وبين الشخصيات الصعيدية التى سبق أن قدمها جمال سليمان، وبصراحة لا أعرف لماذا كل هذه الأحكام المسبقة على المسلسل والاتهامات التى ليس لها أى مبرر لمجرد إعلاننا عن هذا المسلسل. وأضاف إسلام: لقد اخترت هذا العمل لأنه كان بالنسبة لى يحمل كل الصفات التى تختلف عن عملى الأول «الكبير قوى»، ولا أنكر أننى كنت بصدد تقديم عمل آخر، ولكنى اعتذرت فى اللحظات الأخيرة لظروف خاصة ثم فوجئت باتصال من شركة العدل، ووجدت أننى بصدد شركة كبيرة ونجم كبير وعمل مختلف بالإضافة إلى أننى سأعرض فى رمضان وكانت كلها مقومات تشجعنى على التجربة وشعرت بأن أى شىء جيد سأقوم به سيظهر فورا. وقال إسلام لا أنكر أن هناك شكلاً أسطورياً فى هذا العمل حاولت أن أحافظ عليه من البداية، وهذا كان موجودا على الورق من خلال الجو العام وطريقة السرد وفكرة الراوى بالإضافة إلى زمن الأحداث واستقلالية مكان الحدث، فكان لابد أن أظهر ذلك للمشاهد حتى يدخل إلى عالم الأحداث. أما عن ارتفاع حجم المشاهد الداخلية عن الخارجية فقال إسلام: قد يكون هذا حدث بالفعل ولكن بفارق بسيط جدا كنوع من سوء التقدير بالنسبة لى، ولكن وأؤكد لك أن المشاهد لم يشعر بذلك لأننا دائما كنا حريصين على تقديم المشاهد بشكل مختلف، وأكد «إسلام» أن مشاهد تصوير الجبل كانت الأصعب خاصة أنها كانت تحتاج لتجهيزات ومعدات خاصة لإنارة جبل بالكامل، وقد بذل فيه مدير التصوير أحمد كردوس مجهودا كبيرا وأعتقد أننا كنا موفقين إلى حد كبير فى ذلك خاصة أن معظم التصوير كان ليلا. وقال «إسلام»: أنا كشخص «موسوس» ولا أحب أن أفعل أى شىء دون أن يكون لدى كتالوج وأرى كل الأعمال الشبيهة حتى أبحث عن الاختلاف، وقد فعلت ذلك فى شكل بيت سيدنا السيد وهل هو موجود فى الصعيد بهذا الشكل فى هذا التوقيت أم لا، وعندما ذهبت للمعاينات اكتشفت أن ما أطلبه أقل بكثير مما كان موجوداً، ومنزل فضلون يعادل تقريبا ربع ما شاهدته وهذا ما جعلنى أطمئن أيضا للإنارة واكتشفت أن هذه القصور كان بها مولدات خاصة للإنارة، وقمت بعمليات بحث لكل شىء وقد أخطأت فى أشياء قليلة ولكنها لم تكن فاصلة ولم تأخذ انتباه المشاهد، وكنت حريصا فى بعض الأشياء أن أتجاوز المرحلة التاريخية مثلا فى ملابس السيدات فى البيوت فلا أحد يستطيع أن يقول إنها فى زمن 1945 أو غير ذلك. وعما إذا كانت هناك علاقة بين الأحداث والزمن الذى ظهر عليه المسلسل، قال «إسلام»: إن الزمن ساعد على تأكيد فكرة الخصوصية التى كانت تعيشها هذه القرية التى كانت منفصلة فى الاتصال مع محيط القرى الأخرى والعاصمة ولو كنا أقدم لكان أفضل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية