x

المستشار السابق لأوباما: مستعدون لتحريك المجتمع الدولي لمساعدة مصر لكن بشروط

الإثنين 20-08-2012 23:57 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : other

قال دينيس روس، المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما للشرق الأوسط، إنه حان الوقت بالنسبة للقادة في مصر أن يدركوا الحقيقة الجديدة وأن يقبلوا البدائل التي بدأت تتشكل في مصر، مشيرًا إلى أن السيطرة الكاملة أصبحت الآن في يد الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين.

وأضاف روس، الذي يشغل منصب مستشار في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في المقال المنشور بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية،الاثنين، أن مرسي استغل الهجوم على سيناء، والذي أسفر عن مقتل 16 من الجنود والضباط المصريين في سيناء في بداية أغسطس الجاري، وهو الهجوم الذي أحرج الجيش وبالتحديد المجلس العسكري، واستطاع مرسي بذلك الإطاحة بمعظم قيادات الجيش الكبار من مناصبهم؟

وأوضح أن مرسي أيضًا قام في خطوة أحادية بتعديل الإعلان الدستوري الصادر في مارس 2011، ومنح نفسه سلطات تشريعية وتنفيذية، «باختصار، فرض مرسي الحكم المدني على مصر، دون أدنى مقاومة من الجيش».

وأشار إلى أن كثير من المصريين يعتقدون أن سيطرة مرسي على المجلس الأعلى للقوات المسلحة منح الفرصة أخيرًا للثورة المصرية للإطاحة بأهم فلول نظام مبارك، وتحقيق هدفها، لكن آخرين، من غير الإسلاميين، يرون أن ما حدث يعتبر حركة من الإخوان المسلمين للإطاحة برموز السلطة، والحلول مكانها.

وذكر روس في مقاله أن هناك دوافع منطقية للقلق، تتضمن قيام مرسي بتعيين صلاح عبد المقصود، وزيرًا للإعلام، الذي يعتبر من الإخوان المسلمين، ويدعم بنشاط خطوة تغيير 50 من رؤساء التحرير والصحفيين، بالإضافة إلى توجيه اتهامات لجريدة الدستور بإهانة الرئيس، مشيرًا إلى تغير نبرة الإعلام الرسمي بوضوح خلال الأسبوع الأخير، إذ أصبح في صالح مرسي أكثر.

واستدرك روس قائلا إن كل ذلك لا يعني أن مسار التغيير في مصر لا يمكن الجزم به، وإنما يعني أن الرئيس، الذي أحاط نفسه بأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين، أصبح الآن يسيطر على كل مؤسسات السلطة، وبالتالي أصبح من الصعب عليه، أو على الإخوان المسلمين، التنصل من مسؤولية أي شيء يحدث في مصر.

وأضاف أن مصر تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، وتحتاج لمساعدات خارجية واستثمار خاص، وقد أصبح مرسي والجماعة يطلبون الدعم الخارجي لتنفيذ «مشروع النهضة» لإعادة إحياء الاقتصاد، بعدما كانوا يقاومون شروط قروض صندوق النقد الدولي قبل أن يصلوا للسلطة. وأشار إلى أن مرسي والإخوان متحمسون، ليس فقط للاقتراض، وإنما أيضًا لاقتراض أكثر من 3.2 مليار دولار كان صندوق النقد الدولي قد عرض تقديمها لمصر بشروط.

ورأى روس أن مرسي والإخوان بهذه الطريقة قد أدركوا الحقيقة، لكنهم مصممون على إنكارها، مشيرًا إلى إنكار مرسي قيامه بإرسال رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بعد أن أدى الإعلان عنها إلى قيام الإخوان المسلمين بشن حملة هجوم، مؤكدًا أن مرسي أنكر حقيقة واضحة، «تماما كما اتهموا الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء هجوم سيناء، وهم يعرفون جيدًا أن ذلك ليس صحيحًا».

وقال إن الإخوان المسلمين مصرون على عدم الاعتراف بالحقيقة، وعلى العيش في حقيقة تخصهم وحدهم، ومتمسكون بأيديلوجيتهم ولا يريدون الاعتراف بأي شيء يمكن أن يثير التساؤلات حول فلسفتهم، مطالبًا واشنطن والغرب بألا يتأقلموا مع طبيعة الإخوان، وألا يوافقوا الجماعة على كل شيء، فبالرغم من أن اختلافات السياسة مفهومة، إلا إنه ليس من المقبول إنكار الحقائق وتبني سياسات قائمة على الكذب والاختلاقات.

واختتم روس قائلا إن مرسي والإخوان يجب أن يعرفوا «أننا مستعدون لتحريك المجتمع الدولي، والمؤسسات المالية الدولية لمساعدة مصر، لكن ذلكلن يحدث إلا عندما يكون النظام المصري مستعد للتعامل طبقًا لقواعد قائمة على مبادئ حقيقية، منها ضرورة احترام حقوق الأقليات والنساء، وضرورة قبول التعددية السياسية والتنافس السياسي المفتوح، وضرورة احترام المعاهدات والالتزامات الدولية، ومنها اتفاقية السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية