طالبت إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية بإخراج الدبابات المصرية من سيناء، بدعوى مخالفتها اتفاقية السلام، وهو الأمر الذى ردت عليه مصر بالتأكيد على انتهاكات إسرائيل المتكررة للاتفاقية ذاتها، فيما نصبت تل أبيب بطارية لمنظومة اعتراض صواريخ، الإثنين ، لأول مرة بمدينة إيلات.
أخبار متعلقة
ذكر موقع «ديبكا» القريب من محافل الاستخبارات الإسرائيلية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إيهود باراك، قررا مؤخراً تقديم طلب إلى البيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، ووزارة الخارجية، من أجل العمل على إخراج الدبابات المصرية، خاصة طراز «إم60 إيه3»، من شمال سيناء.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية إسرائيلية لم يسمها، قولها إن الحديث يدور عن كتيبة دبابات مصرية تضم 19 دبابة أدخلتها مصر إلى سيناء فور وقوع هجوم رفح الذى استشهد خلاله 16 ضابطاً وجندياً مصرياً على الحدود. وأضافت المصادر أن مصر لم تطلب فى أى مرة، ولم تحصل على موافقة إسرائيل لإدخال الدبابات المحظور تواجدها فى شمال سيناء وفقاً لبروتوكولات الملحق العسكرى لاتفاقية السلام بين الجانبين، مشيرة إلى أنه فور علم مصر بتوجه إسرائيل إلى الولايات المتحدة بطلب فى هذا الموضوع، اتصل عدد من ضباط الاتصال المصريين بنظرائهم فى الجيش الإسرائيلى، وحاولوا جس النبض لمعرفة مدى استعداد إسرائيل للموافقة على بقاء هذه الدبابات المصرية فى سيناء، للاستعانة بها فى مواجهة الإرهابيين هناك. وأوضحت أن وكان رد إسرائيل بضرورة مغادرة الدبابات المصرية سيناء يعنى اتهام القاهرة لتل أبيب بأنها تعرقل العملية الناجحة التى يشنها الجيش المصرى ضد الإرهاب.
وذكر الموقع أن مصر، ووزير دفاعها الجديد الفريق أول عبدالفتاح السيسى، طرحا دفاعاً جديداً أمام الأمريكيين يتلخص فى أن إسرائيل أيضا خرقت بروتوكولات الملحق العسكرى لاتفاقية السلام أكثر من مرة، وأكدت مصر أن إسرائيل كلما شنت عدوانا عسكريا واسع النطاق على قطاع غزة، كانت دباباتها تدخل إلى مناطق الحدود المصرية الإسرائيلية، بالقرب من محور فيلادلفيا ورفح ومعبرى نيتسانا وكرم أبوسالم، رغم أن تلك المناطق تقع فى نطاق المنطقة «د» التى يحظر على إسرائيل إدخال دبابات ومعدات عسكرية ثقيلة فيها، وفقاً للملحق العسكرى لاتفاقية السلام، والذى يحظر على مصر الأمر نفسه فى المنطقة «ج» التى تضم شمال سيناء.
وترى إسرائيل أن التوجهات وطبيعة الرد المصرى على المطالب الإسرائيلية والأمريكية تشير إلى أن مصر تسعى لكسب الوقت من أجل تحويل وجود الدبابات المصرية فى شمال سيناء إلى أمر دائم، وأنها لن تخرجها من هناك، وإنما ستضيف إليها المزيد بمرور الوقت، الأمر الذى اعتبرته تل أبيب خطة مصرية لنسف بروتوكولات الملحق العسكرى لاتفاقية السلام ببطء، تمهيداً لإلغائها.
ونقل الموقع عن مصادر أمريكية قولها إن الدبابات المصرية فى سيناء تحولت إلى موضوع ملغم بين القاهرة وواشنطن وتل أبيب، خاصة بعد ربطه بعدد من الملفات الأخرى، مثل الحرب على الإرهاب، وسياسة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، تجاه جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، والتساؤل عما إذا كانت مصر تحت قيادة الإخوان ستسعى للتقارب مع إيران أم لا؟
من ناحية أخرى، نصبت إسرائيل بطارية لمنظومة اعتراض الصواريخ المعروفة باسم «القبة الحديدية»، افثنين ، لأول مرة بمدينة إيلات التى تعرضت لهجوم صاروخى نهاية الأسبوع الماضى أثار حالة من الذعر بين سكانها.
وذكرت صحيفة «هاآرتس» أن نصب هذه البطارية يأتى فى سياق عملية لنشر أجهزة ومنظومة حماية إلكترونية فى كل أنحاء إسرائيل، تحسباً لوقوع المزيد من الهجمات الصاروخية، فى ظل تزايد الحديث عن هجوم إسرائيلى وشيك على المنشآت النووية الإيرانية.
