يرى محللون إسرائيليون إن الحديث الذي يملأ الدولة العبرية حول احتمال شن ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة ضد منشآت إيران النووية «يهدف إلى انتزاع التزام أقوى من واشنطن بشأن البرنامج النووي الذي تطوره الجمهورية الإسلامية».
وخلال الأيام القليلة الماضية، امتلأت وسائل الإعلام بالحديث عن نوايا إسرائيلية بضرب إيران، حيث نقلت تصريحات لصحفيين وجنرالات متقاعدين ومسؤولي أمن سابقين وعدد كبير من المعلقين حول هذه النوايا.
ويعزز تلك التكهنات توزيع أقنعة واقية من الغازات على السكان، والاختبارات على نظام إرسال التحذيرات من أي هجوم بواسطة الرسائل النصية على الهواتف المتنقلة، والتكهنات بشأن العدد المحتمل للضحايا الإسرائيليين الذين يمكن أن يسقطوا في أي هجوم إيراني مضاد على إسرائيل.
وقدر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، وعدد من كبار المسؤولين أن النزاع يمكن أن يستمر 30 يوما ويؤدي إلى مقتل 500 إسرائيلي. وكتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق يوري ساجوي في صحيفة «هآارتس» اليسارية الإسرائيلية يقول إن «هناك هستيريا منظمة، ومؤقتة بشكل مقصود، لوضع البلاد في حالة من القلق، سواء كان مصطنعا أم لا».
وقال دينيس، شاربيت أستاذ العلوم السياسية في جامعة إسرائيل المفتوحة إن تصاعد التصريحات العلنية بشأن إيران يهدف إلى تحضير الرأي العام لعواقب حدوث نزاع، وكذلك لدفع الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى توضيح نواياه.
من جانبه، كان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد أعرب عن معارضته لشن إسرائيل هجوما منفردا على المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية الصادرة، الأحد، عن بيريز قوله: «أرقني جدا ما يمكن أن يحدث في حال وقوع هجوم إسرائيلي منفرد، لدرجة لم أستطع معها النوم».
وقد تعرض الرئيس الإسرائيلي (89 عاما) لانتقادات حادة من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي اتهم بيريز بأنه «نسي واجبه كرئيس» وذلك عندما أكد الرئيس الإسرائيلي في مقابلة أجريت معه الخميس الماضي على أن إسرائيل لا يمكنها مهاجمة إيران إلا بالمشاركة مع الولايات المتحدة.