دعت قوى إسلامية الرئيس محمد مرسي لاتخاذ موقف حاسم تجاه الأوضاع في سوريا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بشار الأسد وطرد سفيره من القاهرة، ودعم الثوار السوريين لحين إسقاط الرئيس السوري.
من جانبه قال الدكتور عادل عفيفي، رئيس حزب الأصالة السلفي، إن الحزب طلب مرارًا وتكرارًا من المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الدموي، الذي يقتل السوريين ليل نهارعلى مرأى ومسمع من العالم، دون وازع من ضمير لهذا النظام الغادر.
وأضاف «عفيفي» لـ«المصري اليوم»: «للأسف تتخذ مصر - الرسمية - حتى الآن موقفاً حيادياً أكثر من اللازم حيال الثورة السورية وقتل إخواننا في سوريا، علماً بأن الشعب السوري يحتاج مساعدات إنسانية كثيرة ولا يجد من يقدمها له».
وطالب «عفيفي» الرئيس مرسي بدعم الجيش السوري الحر بكل ما يحتاجه من دعم وسلاح للوقوف في وجه «الآلة العسكرية السورية الغاشمة»، التي يستعملها «المارق بشار» ضد شعبه الأعزل، كما طالب بقطع العلاقات مع ميانمار أيضاً وتقديم المساعدات الإنسانية لها.
بدوره قال الدكتور حسام أبو البخاري، المتحدث باسم التيار الإسلامي العام، إن «موقف مصر الرسمي من الثورة السورية وما يحدث للشعب السوري من رئيسه القاتل هو جزء من التركة الفاسدة التي تركها المجلس العسكري الذي كان موقفه داعماً لنظام بشار الغاشم»، حسب قوله.
وأضاف «أبو البخاري» لـ«المصري اليوم» أن «المنطق والعقل والدين يقولون بدعم الثورة السورية كنوع من الحفاظ على الأمن القومي المصري الذي هو جزء من الأمن القومي العربي والسوري».
وشدد على ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري الحالي الذي أصبح بلا شرعية بعد ثورة شعبه عليه ومواصلة الدعم بالضغط في المحافل الدولية لنصرة الشعب السوري المغلوب على أمره.
وتابع «أبو البخاري»: «أحذر من أن التاريخ سيذكر الموقف السلبي المصري حيال دعم ثورة سوريا ضد مصر بحيث يظل وصمة في تاريخ مصر مستقبلاً».
وقال المهندس عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إن الموقف الرسمي من جانب مصر لم يكن على مستوي الحدث، وأضاف: «يجب قطع العلاقات مع الطاغية بشار الأسد وطرد السفير وإغلاق السفارة ودعم المجاهدين السوريين بالمال والسلاح والدعاء».
وأشار جمال سمك، الأمين العام المساعد لحزب البناء والتنمية، إلى أن هناك حالة من التوتر تسود البلاد تؤثر سلبًا على أي دور إقليمي لمصر في المرحلة الراهنة.
وقال سمك لـ«المصري اليوم»: «هناك دول أكثر استقرارًا من مصر كبقية الأشقاء العرب، وكذلك تركيا ولم تقم بدور يتجاوز دورها، ومصر ليس في مقدورها الآن تجهيز قوى عسكرية لمحاربة بشار»، وتساءل «ماذا يفيد الثوار في سوريا طرد سفير بشار من القاهرة؟».
فيما قال سيد النزيلي، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إن «الموقف السياسي لمصر تجاه الأزمة السورية متأخر للغاية، ولكن علينا ألا نهتم بأن نرصد موقف مصر السياسي والدبلوماسي تجاه سوريا بقدر أن ننظر إلى دورها في الاجتماع الثلاثي الذي يعقد مع إيران وتركيا للخروج من هذه الأزمة».
وأضاف «نزيلي» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «علينا ألا نهتم برد الفعل السياسي لمصر أكثر من أننا نبذل قصارى جهدنا حتى نحل الأزمة بطريقة غير تقليدية، لأننا نواجه تحديات كبيرة في هذه الأزمة، لأن بشار الأسد رئيس سوريا تسانده أمريكا وإسرائيل، لذا على الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، أن يضع خطة جديدة غير تقليدية لحل هذه الأزمة بعيدًا عن التعامل العسكري داخل الأراضي السورية».
في سياق متصل قال الدكتور نبيل عبد الفتاح، مدير مركز الأهرام للدارسات السياسية والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن «السياسية الخارجية المصرية منذ بداية الفترة الانتقالية وحتي يومنا هذا تتميز بالاضطراب وعدم وضوح الرؤية تجاه الأزمة السورية»، منتقدًا غياب تصور واضح وموضوعي لطبيعة القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية لمصر.
واعتبر أن الرئيس «الإخواني» زاد من صعوبة الموقف نظرًا لتعارض أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها مرسي مع طبيعة التوازن المطلوب بين مختلف الأديان والأطياف المتعددة في سوريا.
وأضاف لـ«المصري اليوم» أن الدعم المصري تجاه المشهد السوري ضعيف بسبب عدم استقلال السياسة الخارجية لمصر والمتأثرة بعلاقتها بأمريكا ومصالحها في الإقليم بالإضافة للعلاقة بالدول النفطية «السعودية وقطر»على حد قوله.
وأشار إلى أن آليات دعم سوريا ستظل محدودة من خلال تقديم بعض التسهيلات للوافدين للبلاد دون اتخاذ قرارات حاسمة تؤكد قوة دعم الرئيس مرسي للأشقاء السوريين، موضحا أن تكوين تصور واضح تجاه المشهد السوري يحتاج وقتًا لحين تبلور المؤسسات المنتخبة وتحديد شكل السياسة الخارجية لمصر بشكل أكثر وضوحًا.