«صاجات» و«صوانى» الكعك المتراصة داخل الفرن البلدي، رائحة العجين، فرحة شراء ملابس العيد ولهفة انتظار العيدية.. كلها مشاهد لم تغب عن ذاكرة السيد مرسي، الأخ الأصغر للدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وهو يرصد احتفال الأسرة بعيد الفطر المبارك، فهم شركاء طفولة وذكريات واحدة.
كعادة الأسرة كل عام قبل انتهاء شهر رمضان، تبدأ الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر المبارك، تجهز الأم «عدة» تحضير الكعك من السمن البلدي والدقيق، تجلس هي وبناتها لتحضير العجين وتشكيله، ويصطحب الأب الأولاد الأربعة لشراء ملابس العيد من أسواق محافظة الشرقية، وفي أول أيام العيد، يخرج الأولاد مع والدهم لصلاة العيد وبعدها تتجه الأسرة كلها لزيارة المقابر: «الأسر الريفية كلها تحتفل بنفس الطريقة، فكان لا توجد فضائيات ولا أماكن للترفيه، وكنت أنا والريس نخرج لشراء ملابس العيد ونسهر لانتظار الصلاة، وبعدها تتجمع الأسرة للفطار من كعك أمى اللى بالسمنة البلدى، ثم نتجه للمقابر وهو الشىء الذى لم يكن مستحباً عند الرئيس وكان يرفض المشاركة فيه كثيرا».
لم يكن يتقبل الرئيس فكرة زيارة المقابر فى أيام العيد، وكان دائما ينصح أسرته الاحتفال ببهجة وفرحة العيد، حتى دخل الجامعة، وتشجع لأول مرة للوقوف أمام أهالي القرية يخطب فيهم: «العيد بهجة وفرحة وزيارة المقابر غير مستحبة».
كان مرسي، بحسب شقيقة، يفضل زيارة الأهل والأقارب فى القرية والجلوس مع والدته ووالده، وهكذا استمر الوضع ولم يختلف حتى بعد استقراره فى محافظة القاهرة لدراسة الثانوية العامة، ومن بعدها الدراسة الجامعية: «الريس تعود كل عام على قضاء العيد فى الريف، حتى بعد وفاة الوالد والوالدة، فكان مرتبطا جدا بهما ويفضل الجلوس معهما فى العيد ولم يكن يشاركنا اللعب».
يتذكر السيد مرسي أول «عيدية» أخذها هو والرئيس محمد مرسى من خاله: «كان خالي ييجى يدى لكل واحد فينا قرش، وكان مبلغ كبير جدا فى الفترة دى، بندخره أنا والريس لأن أبونا كان بيجيب لنا كل شىء».
هكذا اعتاد الرئيس محمد مرسى وأسرته قضاء العيد كل عام، وهو الوضع الذي لم يختلف سوى هذا العام فقط بحكم «مهمة» الرئيس الجديدة، التي ستأخذه من قريته هذا العام إلى مسجد عمرو بن العاص، حيث صلى العيد مع الشعب جماعة فى حضرة حرسه الجمهورى، ويقول السيد مرسي: «بعد تنصيبه رئيسا سيكون الاحتفال مختلفا، لكن الطقوس واحدة، لأننا تعودنا على الاحتفال معه هو وأسرته، ولكن هذا العام سيقضى الرئيس العيد وسط الشعب كله وسنكتفى نحن بالدعاء له أثناء صلاة العيد».