x

والد المصرية المحتجزة في السعودية: حاشية الأميرة السعودية دبرت مؤامرة لابنتي

السبت 18-08-2012 19:41 | كتب: يمنى مختار |
تصوير : other

كشف الدكتور يحيى وفا، أستاذ جراحة العظام بجامعة طنطا، والد نجلاء وفا، المصرية الصادر ضدها حكمان بالحبس والجلد، فى المملكة العربية السعودية، عن أن ما سماه «أعمال ملتوية»، قام بها بعض الحاشية المحيطة بإحدى الأميرات السعوديات، كانت وراء المشكلة التى حدثت بين ابنته والأميرة، التى انتهت بحبسها 5 سنوات وجلدها 500 جلدة.

وقال «وفا» فى حوار لـ«المصرى اليوم» فى منزله بمدينة طنطا: إن محامى الأميرة السعودية لايزال يساوم الأسرة لإنهاء القضية، واشترط عليهم عدم إبلاغ وسائل الإعلام، باسم الأميرة وتفاصيل الأزمة، ويهددهم باستغلال علاقاته بجهات سيادية فى مصر.

وأضاف أن نجلى ابنته، علما بالخبر منذ أيام قليلة فقط، إذ اضطرت الأسرة لإبلاغهما، بعد أن أخفته عنهما عدة سنوات، موضحاً أنهما استغلا إجادتهما للكمبيوتر وتصفحا مواقع الإنترنت، واتصلا بعدة جمعيات حقوق الإنسان، للمطالبة بالإفراج عن والدتهما، وناشد «وفا» الرئيس محمد مرسى، التدخل للإفراج عن ابنته، وقال إن كل من قصر فى حق ابنته سيسأل عنها يوم القيامة.. وإلى نص الحوار:

فى البداية.. كيف بدأت مشكلة نجلاء؟

- نجلاء تقيم فى المملكة العربية السعودية منذ 7 سنوات، بدأت نشاطها بافتتاح أحد محال بيع الورود، ثم استطاعت بعد فترة أن تنشئ شركتها المتخصصة فى تنظيم الحفلات التى لاقت إعجابا كبيرا من الكثير من مرتادى تلك الحفلات، ومنهم الأميرة السعودية التى أعجبت بأفكارها وطريقة عملها وقررت أن تشاركها.

هل وافقت نجلاء على الشراكة؟

- وافقت بالفعل خاصة بعد أن توطدت علاقتهما وتحولت إلى صداقة قوية، ووقعت عقد الشراكة مع الأميرة ليكون لها نسبة 50% دون أن تدفع الأميرة مليما واحدا مقابل حصتها فى الشركة، إلا أنها قدمت لنجلاء شيكاً بمبلغ 2 مليون ريال مقابل أن تنشئ لها مطعما.

ما الذى دفعها إلى اتهام «نجلاء» بالاستيلاء على الشيك؟

- الحاشية المحيطة بالأميرة، حاولت الاستفادة من الشراكة ولاحظت نجلاء أنهم يقومون بأعمال مشبوهة وملتوية لإرساء بعض المناقصات على أشخاص بأعينهم، فرفضت بشدة وهو ما دفعهم إلى محاولة الإيقاع بينها وبين الأميرة فى مؤامرة، صوروا لها أن نجلاء تحاول استغلالها، فى ذات الوقت الذى كانت تواجه فيه نجلاء عثرات مادية، أعجزتها عن دفع رواتب الموظفين، وعندما طلبت من الأميرة دفع حصتها فى الشركة، اقترحت عليها أن تصرف من المبلغ المخصص لإنشاء المطعم.

وبعد أن أخذت نجلاء خطوات جدية فى إنشاء المطعم، الذى كانت الأميرة تتابع كل تفاصيله بدقة، فوجئت بها تطالبها باسترجاع الـ2 مليون ريال دون سابق إنذار.

كيف أوقفتها السلطات السعودية؟

- كانت «نجلاء» فى زيارة قصيرة لمصر لحضور حفل زفاف أخيها وفوجئت باتصال تليفونى من موظفى الشركة، يؤكدون لها أن بعض حاشية الأميرة هاجموا الشركة واستولوا على كل الأوراق والمستندات الرسمية فاضطرت للسفر لمعرفة أصل المشكلة ولم تكن تدرك وقتها الحجم الحقيقى للمشكلة.

متى تم احتجازها؟

- بعد شهرين من عودتها إلى الرياض، تم توقيفها واتصلت بنا وبدت عليها الدهشة قائلة: «هيحبسونى خميس وجمعة، أنا مش فاهمة ليه كل ده» لتنقطع اتصالاتها على مدار شهر كامل لم نكن نعرف عنها أى شىء، وحتى الحكومة المصرية لم تكن تعرف أى معلومات عن توقيفها.

ما الخطوات التى لجأتم إليها بمجرد علمكم بتوقيفها؟

- وجدنا أنفسنا مكبلين لا نستطيع أن نفعل لها شيئا أو حتى أن نتواصل معها إلا على فترات متباعدة، واكتشفنا أن القانون السعودى لا يسمح لنا إلا بتوكيل محام سعودى وهو أمر كان بعيد المنال لعدم قدرتنا على الوصول إليها من الأساس.

وظلت «نجلاء» رهن الاحتجاز على مدار سنة و8 شهور دون أن توجه لها أى تهمة، رغم أن أقصى مدة توقيف فى المملكة العربية السعودية لا تتجاوز 6 أشهر، وحققت السلطات السعودية معها دون أن تسمح لها بتوكيل محام أو حتى تتواصل مع سفارة بلدها.

ولم يسمح لها بتوكيل محام إلا بعد جلسة النطق بالحكم التى أعقبت 13 جلسة محاكمة، وبعد أن رفضت القضية من عدة دوائر قضائية لعدم وجود اتهام حقيقى، والأهم من ذلك أن القضية عرضت على المحكمة الجزئية رغم عدم اختصاصها لأن الدعوى تتعلق بخلاف حول مسائل تجارية.

هل كانت هناك أى محاولات للصلح أو حل المشكلة ودياً؟

- تقدم محامى الأميرة بمذكرة للصلح تشترط أن نعيد إليها قيمة الشيك البالغة 2 مليون ريال مع وجود شرط جزائى يفرض علينا أن ندفع 2 مليون ريال أخرى حال نشرت وسائل الإعلام شيئا عن الواقعة أو الكشف عن شخصية الأميرة، وهددنا بأن تبقى ابنتنا حبيسة السجون السعودية مدى الحياة كما هددنا بعلاقاته الواسعة بمباحث أمن الدولة وبعض ضباط الشرطة ما جعلنا نخشى على حياة ابنتنا.

لماذا رفضتم العرض؟

- لأننا لا نملك هذا المبلغ، وحتى لو كنا نملكه فإننا لا نضمن أن يتسرب الخبر للإعلام بأى طريقة.

كيف تلقيتم الحكم على «نجلاء» بالحبس لمدة 5 سنوات والجلد 500 جلدة؟

- شعرنا بالإهانة عندما وجدنا ابنتنا تعامل بهذا الشكل الحقير، بينما الأميرة التى لم تلتزم بالعقد ولم تدفع ثمن حصتها فى الشركة حتى هذا اليوم، طليقة، مرارة الشعور بالظلم لا يستطيع أحد تحملها، فأنا وزوجتى نعيش عزلة منذ 3 سنوات ولا نستطيع أن ننام فى اليوم ساعتين كاملتين من شدة قلقنا على ابنتنا إلا أن ثقتنا كبيرة فى الله وأنه لن يضيعنا أبدا، لذلك نصلى ركعتى شكر مع كل فريضة ليرفع الله عنا هذا الابتلاء.

تتلقون دوما اتصالات هاتفية من «نجلاء».. ماذا عن حالتها النفسية؟

- «نجلاء» شخصيتها قوية ولديها إيمان بالله يجعلها قادرة على اجتياز هذه المحنة، فنجدها فى بعض المكالمات تحاول التخفيف عنا وتنصحنا بالاهتمام بصحتنا، وفى أحوال أخرى نجدها منهارة تماما بينما تظل تردد فى اتصالات أخرى «قدر الله وما شاء فعل، الحمد لله إنى مظلومة ومش ظالمة»، ومما يخفف عنها فى السجن وجود عدد كبير من المصريات المحتجزات التى تثنى دوما عليهن وتؤكد أنهن أفضل ممن عرفتهن خارج السجن.

ما الجهات الرسمية التى لجأتم إليها.. وماذا كان رد فعلهم؟

- طرقنا كل الأبواب من أجل ابنتنا، لجأنا إلى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ولم يرد، فخاطبنا نجله «علاء» فرفض التدخل وخاطبنا الخارجية المصرية والسفارة المصرية فى السعودية لكن دون أى صدى، ويكفى أن أقول إن المستشار القانونى للسفارة المصرية لم يحضر إلا جلسة واحدة من جلسات المحاكمة كمستمع، وبعد أن أرسلت إليه العديد من الرسائل أطالبه بأن يزور نجلاء، كما ظل يماطلنا لشهور طويلة قبل أن يرسل لنا التوكيل الذى يمكننا بموجبه أن نوكل لها محامياً، كل مسؤول لم يسأل عن نجلاء سيسأل عنها يوم القيامة.

ماذا عن الجانب السعودى؟

- أرسلنا برقيات إلى رئيس الديوان الملكى بالسعودية وفاكسات للسفارة السعودية لكن دون أن نتلقى أى رد، أعتقد أن القضية ستحل إذا علم صاحب السمو الملكى بها، وأناشده بما عرف عنه بالعفو عند المقدرة وأن يكون سبيلنا لإعادة «نجلاء» إلى أحضاننا وأحضان أولادها وأطالبه بالإفراج الفورى عنها مع إعطائها جميع مستحقاتها المالية وتعويض مادى ومعنوى عما لحق بها وثقتى كاملة أنه سيرفع عنها الظلم.

هل لجأتم إلى ديوان مظالم رئاسة الجمهورية؟

- فكرنا فى اللجوء إليه إلا أننا نخشى أن تضيع قضية ابنتنا وسط آلاف المشاكل التى ترسل إلى الرئيس، إلا أننا نوجه له رسالة نطالبه فيها بالنظر إلى وضع المصريين فى الخارج الذين أهينوا وضاعت كرامتهم على مدار العهود السابقة، لابد أن يسترد المصرى كرامته المفقودة فى الخارج.

كيف تلقى نجلا «نجلاء» خبر الحكم عليها بالحبس والجلد؟

- فى بداية القضية، كانا عمرهما لا يتعدى الحادية عشرة عاما لذلك فضلنا ألا نخبرهما القصة بشكلها الحقيقى، وحاولت أن أشرح لهما الأمر بشكل أشبه بالقصص الخيالية التى اعتادوا على قراءتها حيث قلت لهما إن الأميرة تحبس والدتهما فى القصر بعد أن نشب بينهما خلاف، إلا أن والدتهما أصرت قبل أسبوعين أن يعرفا حقيقة الأمر حيث رأت أن سنهما تسمح بشرح الحقيقة لهما.

ماذا كان رد فعلهما؟

- فى البداية شعرا بالانهيار ودخلا فى نوبة بكاء وحزن شديد، لكنى حاولت أن أشرح لهما قصة سيدنا يوسف الذى سجن ظلماً، وأحكى أن الرئيس الحالى محمد مرسى كان يوماً حبيس السجون، لكنى فوجئت بعد قليل أن ابنتى كانت محقة، فالطفلان الصغيران استغلا قدرتهما على استخدام الإنترنت وقاما بالتواصل مع جمعيات حقوق الإنسان وطلبا منها التدخل لإنقاذ والدتهما من عقوبة الجلد.

هل الصورة التى انتشرت على موقع «فيس بوك» تخص «نجلاء»؟

- الصورة لا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بـ«نجلاء»، هى صورة قديمة لفتاة إيرانية.

قضت «نجلاء» ثلاثة أعوام من الخمسة التى حكم عليها بها ونفذت 300 جلدة، ألم يتملك منكم اليأس بعد كل تلك السنوات؟

- طوال الوقت نرفع أيدينا للسماء بالدعاء، ونشعر بأننا على حق وأن هناك ظلماً واقعاً علينا، وهو ما يخفف علينا شدة الموقف، إذ لا يمكن للظلم أن يستمر طويلا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية