x

محمد أبوحامد: مرسي يدير مصر كـ«تكية».. وهدفنا تحريرها من «الإخوان» (حوار)

السبت 18-08-2012 18:10 | كتب: شيرين ربيع |

أجرت «المصرى اليوم» مواجهة بين محمد أبوحامد، نائب مجلس الشعب المنحل، صاحب دعوة مليونية أغسطس لإسقاط الإخوان، وجمال حشمت، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، حيث اعتبر «أبوحامد» أن الجماعة تنفذ مخططاً ضد مصر لمصلحة جهات أجنبية، مشيراً إلى أن هناك علاقة تربط الإخوان بالمخابرات القطرية، وقال أبوحامد إن حزب الحرية والعدالة ربما يلجأ إلى حرق مقاره للنيل من معارضيه، فيما وصف «حشمت» الثورة ضد الإخوان بالـ«خبيثة» وتهدف إلى إسقاط هيبة الدولة، واصفاً الداعين لها بـ«العملاء»، ومشدداً على أن هناك قوى سياسية تسعى لإفشال حكومة هشام قنديل.

 

كيف جاءت فكرة «مليونية» ضد حكم الإخوان ولماذا؟

- أنا الداعى الرسمى لثورة 24 و25 أغسطس الجارى، وفكرتى هى ثورة سلمية شعبية، تستخدم أساليب شرعية ودستورية، بعد أن اكتشف الشعب كذب وخداع جماعة الإخوان، وجناحها السياسى، حزب الحرية والعدالة، ورغبة الجماعة وتنظيمها الدولى فى الهيمنة على مصر، وما تمثله وتنظيمها من خطر على الأمن القومى، وهم يتحدثون عن هوية اسمها الإسلام وما يفعلونه ليس من أخلاق الإسلام ونحن نتحدث عن هوية وطنية اسمها مصر.

ما مطالب ثورتكم؟

- أهم مطالب ثورتنا السلمية هو تنفيذ حل جماعة الإخوان وتسليم أموالها وأصولها للدولة، باعتبارها مالاً عاماً ملكاً للشعب، وثانياً إعادة التحقيق فى القضايا التى اتهم فيها قادة الإخوان ومنها التخابر وغسل الأموال، وأحداث العنف التى صاحبت ثورة 25 يناير وفتح السجون ومهاجمة الأقسام، وموقعة الجمل، لتحديد المسؤول عنها.

لماذا تؤكد على «سلمية» هل ترد على اتهام الجماعة لك بالتحريض على حرق مقارها؟

- الجماعة المحظورة تظن أن ثورة 24 و25 أغسطس تتبع نفس أساليبها التى اتبعتها خلال ثورة 25 يناير، من فتح للسجون والاعتداء على الأقسام، ثم على الشخصيات السياسية المعارضة لهم.. العنف أبعد ما يكون عن حقيقة الشعب المصرى والإخوان يروجون شائعات بحرق مقارها، فشباب الجماعة هم الذين سيحرقونها بالفعل، ليلصقوا هذا الأمر بأعدائهم، والإخوان يشيعون أن ثورة 24 و25 أغسطس ستكون فى التحرير بينما مكانها قصر الاتحادية وأمام مقر الجماعة فى المقطم.

هل ترى أن ثورة 25 يناير فشلت أم أنها متعثرة، وهل كان النظام القديم أفضل من الإخوان؟

- ثورة يناير فشلت، ونجح الإخوان فى الهيمنة على مصر بعدما استخدموا الثوار الحقيقيين لتحقيق أغراضهم، ولأن القوى السياسية كان همها الأكبر هو التخلص من مبارك ولم يكن لها خطاب سياسى جيد، ولم تنسق مع بعضها ولم تفهم أسلوب الصفقات السياسية مثل الإخوان، لأننا لا توجد لدينا أموال مثل الإخوان، ولا قواعد شعبية أو تنظيمات مثلها، كما أننا لم نؤثر على الشعب بالدين، ونحن شعب متدين ومرتبط بالدين. الجماعة خدعت المصريين باسم الدين، فكانت النتيجة هى تزوير إرادة الشعب، مستغلة منابر الجوامع، وفقر قطاعات من الناس بإعطائهم «زيت وسكر». وأقولها بحسم: مبارك أفضل مائة مرة من الإخوان، فهو كان يعمل لمصلحته ولأولاده وحاشيته، وليس لمصر، بينما الإخوان يعملون لصالح تنظيمات دولية، ضد مصلحة مصر.

هل الثورة لإسقاط مرسى أم للاعتراض على حكومته؟ وما الفائدة من مطالبتك بحل الجماعة طالما أن هناك ذراعاً سياسية شرعية لها؟

- المشكلة مع حزب الحرية والعدالة هى هويتهم الدينية التى أعلنوا عنها، ونتحدث عن بلد اسمه مصر، وهم يتحدثون عن دولة الخلافة، ونحن نتحدث عن عاصمة اسمها القاهرة وهم يتحدثون عن القدس، فنحن لا يوجد بيننا وبين الرئيس خلاف شخصى وليس هدفنا إسقاط الرئيس، وحينما تم سؤالى عن رؤيتى لخطابات الرئيس الأولى قلت إن كلامه إيجابى، لكننا ننتظر وقت العمل، وبعد أن أعاد مجلس الشعب رأينا أن البلد يدار كـ«تكية» وبنظام قبلى ولابد أن نمنعه من استنساخ نظام الرجل الواحد، الذى يتصور أنه أعلى من حكم القضاء، كما فعل هو بإعادة مجلس الشعب.

ألم يكن لديكم حل سوى الدعوة للثورة، فالبعض يخشى مما يسميه «عجلة الإنتاج»، ويتحدث عن التمرد على قرار الأغلبية وعلى اختيار الصندوق ما رأيك؟

- عندى أدوات متعددة استخدمها ضد الرئيس، وسياسته، حينما يتخذ مثل هذه القرارات، وهى: أولاً رفع الدعاوى القضائية إن أمكن، وثانياً: نصدر له القلق، مثلما ابتكر محمد بديع فكر تصدير القلق للنظام السابق، بمعنى أنه حينما نرى قرارات لللرئيس فى غير صالح البلد سوف نقوم بإبرازها. الأداة الثالثة الوصول إلى الإعلام ونتكلم عبره. وهذه هى الخطة كاملة، لكن هذه هى خطوات قصيرة الأجل يتم تنفيذها يوماً بيوم، نسير وراء الرئيس لنرى تصرفاته.

متى ستصبح لدينا تنظيمات سياسية فاعلة مثل الإخوان؟

- القوى السياسية تحتاج لأربعة عوامل، إذا لم تتوفر فلن يكون لها أى وجود، العامل الأول هو القواعد الشعبية، والثانى كوادر عقدية مؤمنة بما يقوله الحزب أو التيار، والثالث خطاب سياسى، يجد فيه الشارع آماله وطموحاته. والأخير تمويل لتغطية النفقات، وإلى الآن لا توجد قوى مدنية وطنية لديها المقومات الأربعة لكى تتبلور، والدليل أنها خلال الفترة الماضية خسرت كل قضاياها.

ولماذا اتهمت الإخوان بأنهم يقبلون تدخل الإدارة الأمريكية، وأنهم يحكمون من الخارج؟

- هناك عدة أدلة منها تصريحات الإدارة الأمريكية تخص الشأن الداخلى لمصر، وهى ظاهرة موجودة طوال السنة والنصف الماضية، وهناك قطاع فى الشارع المصرى يرفض هذا التدخل، ونظم وقفات احتجاجية عند المنصة وأمام القصر الجمهورى وفى جاردن سيتى أمام مقر إقامة السفيرة الأمريكية. المدهش أن الإخوان الذين هاجموا مبارك واتهموه بالخنوع والخضوع لأمريكا صمتوا أمام التدخل الأمريكى الذى وصل إلى درجة التعرض لحكم أعلى محكمة مصرية، هى الدستورية.

وشاهدنا وزيرة الخارجية الأمريكية قادمة لتعطى بصمتها الأخيرة فى دعم حكم الإخوان لمصر، ولتعطى رسالة بأن وقت العطاء قد انتهى وأنه جاء وقت دفع المقابل، وسمعنا تصريحات حول ضرورة إعلان فوز مرسى، وليس إعلان نتيجة الانتخابات، وتصريحات أخرى تنتقد الإعلان الدستورى المكمل، وتعليقات على حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان، وكلها انتهاكات للسيادة المصرية.

تتحدث عن التبعية للآخر، بينما البعض يتحدث عن جهات تدعمك لمناهضة الإخوان، واستنفاد طاقتهم حتى لا يستطيعوا تحقيق برنامجهم؟

- اتهامات حزب الحرية والعدالة لى بالتحريض على حرق مقارهم وكل الادعاءات الباطلة، ومحاولات التشويه والتهديد بالقتل، لن تجعلنى أتراجع عن التصدى لهذه الجماعة وتنظيمها الدولى، الذى يحاول احتلال مصر، وعلى الشعب المصرى كله أن يشارك فى ثورة أغسطس، وأن يتجاهل شائعات حرق مقار الجماعة، لأنها تريد تشويه ثورتنا السلمية، واتهامها بالعنف، فالثورة ضد الإخوان سلمية وستكون أمام القصر الجمهورى بالعروبة ومقر الجماعة بالمقطم. وأتحدى أى شخص يثبت أننى أتبع جهة أو يتم تمويلى من أحد.

فى المقابل لدينا الكثير من الأدلة على تبعية الجماعة لمنظمات خارجية، وأتحدى أن يجيب أحد منهم عن سؤال: «من أين لكم هذا؟».

لماذا تحمل المرشد مسؤولية كل هذه الأحداث، رغم أن الجماعة كيان تنظيمى ولا يستطيع أحد اتخاذ قرار منفرد؟

- محمد بديع وجماعته، وقيادات حزب الحرية والعدالة، مسؤولون عما يجرى من تدهور للأوضاع الأمنية والسياسية.

فـ«أخونة الدولة» هو نظام أسوأ بكثير مما مرت به مصر فى تاريخها كله. ومن يحكم مصر الآن هو خيرت الشاطر، ومعه الجماعة وقيادات الحزب، والمرشد هو موجه لهم، ولهذا أحمله مسؤولية ما يحدث.

البعض طالب بإعطاء الرئيس فرصة لتنفيذ خطة الـ100 يوم، وأن ننتظر لنرى أداء الحكومة الجديدة؟

- الحكومة خلت من الكفاءات القادرة على الخروج بمصر من الظروف الصعبة التى تمر بها واستعادة الأمن. ألم تر فى تعيين الدكتور كمال الجنزورى مستشاراً للرئيس كشفاً لعدم مصداقية الجماعة، فبعد أن أوهمت الشعب إبريل الماضى بأن حكومة الجنزورى هى التى تعرقل حل مشاكل الشعب وحاربت لعزلها جاءت لتكرمه. أيضاً يجب حل حكومة هشام قنديل باعتبارها حكومة طائفية، وتشكيل حكومة وطنية من جميع القوى السياسية، تكون الكفاءة هى المعيار الأساسى للاختيار فيها، وهذا ما أكد عليه بيان تحديد مطالب ثورتنا.

ما مطالبكم وماذا ستفعل إذا لم يستجب إليكم؟

- البيان أصدرته بصفتى رئيس حزب حياة المصريين «تحت التأسيس» ومؤسس مبادرة «كن فاعلاً»، وإن لم يستجب أحد سوف أكرر ذات الدعوة مرات أخرى حتى نتخلص من الحكم الإخوانى أو تتحقق مطالبنا التى أشرنا إليها فى البيان، إضافة لما ذكرته سابقاً التحقيق فى لقاءات قيادات الإخوان بشخصيات أجنبية مثل رئيس المخابرات القطرية، وتسهيل هروب أجانب أثناء الثورة.

والتحقيق فى تهريب السولار والبنزين إلى قطاع غزة، والسماح للفلسطينيين بالدخول إلى مصر دون إجراءات، والسماح لهم بتملك أراض فى سيناء، وتقديم المسؤول عن ذلك للمحاكمة وعزله من وظيفته، وحل اللجنة التأسيسية للدستور باعتبارها «لجنة طائفية» وغير معبرة عن الشعب المصرى، وتشكيل لجنة تأسيسية جديدة تعبر عن جميع أطياف الشعب، طبقاً لما ورد بالإعلان الدستورى المكمل.

ماذا لو استفزكم البعض أو تعرضتم لمضايقات أمنية هل ستردون بعنف مماثل؟

- العنف ليس منهجنا، بل منهج الإخوان، ثورة 24 و25 أغسطس هى ثورة سلمية، لا عنف فيها، ونستخدم حقنا الدستورى فى التعبير السلمى عن الرأى فشعار ثورتنا هو «عاشت مصر حرة ويسقط حكم الإخوان»، لن نستجيب لمن يستفزنا، ولن أخاف من التهديد بالقتل أو الاتهامات الباطلة التى وجهوها، لتشويه سمعتى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية