x

الفريق «مميش» في أول حوار: قادة «العسكري» فوجئوا بالتقاعد ونفذوا على الفور

الثلاثاء 14-08-2012 21:18 | كتب: محمد البحراوي |
تصوير : محمد معروف

يعد الفريق مهاب مميش، قائد القوات البحرية السابق، رئيس هيئة قناة السويس الحالى، واحداً من الذين شاركوا فى إدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية التى انتهت منذ أيام بقرارات عاصفة للرئيس محمد مرسى بإحالة قيادات المجلس العسكرى للتقاعد.

«مميش» يفتح لـ«المصرى اليوم» خزائن أسرار بعض ما دار فى الفترة الانتقالية، وكذلك كواليس قرارات الرئيس مرسى الأخيرة بإحالته وزملائه للتقاعد، وكيفية استقبالها والتعامل معها.. تقابلنا معه وكان هذا الحوار:

 

كيف تلقيتم قرارات الإحالة للتقاعد التى أصدرها الرئيس يوم الأحد الماضى؟

- بكل صراحة أنا كنت نائما فى استراحتى بـ«دار قاصد خير» التابعة للقوات البحرية بالقاهرة، حيث جئت من الإسكندرية فى هذا اليوم لحضور احتفال ليلة القدر مع الرئيس مرسى، وكنت مدعواً بشكل رسمى مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنى فوجئت بالمقدم حاتم زيدان، مدير مكتبى فى القاهرة، يوقظنى من النوم ليخبرنى بأن التليفزيون يذيع قرارات بإحالتي والمشير طنطاوى والفريق عنان والفريق رضا حافظ والفريق عبدالعزيز سيف الدين للتقاعد.

وماذا كان رد فعلك عندما شاهدت التليفزيون يذيع هذه القرارات؟

- أنا أعلم جيداً أن كل إنسان له بداية ونهاية، ونحن نعمل فى منظومة منضبطة وتلتزم بالقوانين والحفاظ على الشرعية، ومادام هناك قرار صدر بالإحالة للتقاعد فكل ما علينا هو تنفيذ أوامر رئيس الجمهورية، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونقول له «تمام يا أفندم».

وماذا قررت أن تفعل فى احتفال ليلة القدر الذى كنت مدعواً إليه؟

- كنت فى حيرة من أمرى وقمت بالاتصال بزملائى فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذين كانوا مدعوين معى لهذا الاحتفال، وأيضا هم كانوا فى حيرة، واتفقنا على أننا لن نذهب للاحتفال حيث لم تعد لنا صفة للحضور.

وكيف كان رد فعل زملائك فى المجلس على قرارات الرئيس؟

- بالتأكيد كل زملائى نفذوا قرارات الرئيس على الفور، وهم قادة أفاضل أدوا ما عليهم فى فترة عصيبة مرت بها مصر، وتحملوا المسؤولية بكل شجاعة وقوة، وسلموا الأمانة.

هل اتصلت بالمشير طنطاوى لمعرفة رأيه فى هذا القرار؟

- لا.. لم أتصل به ولكن المشير هو من اتصل بى بعد القرار بوقت قليل وهنأنى على تعيينى رئيساً لهيئة قناة السويس، وهنأته على تعيينه مستشاراً للرئيس ومنحه قلادة النيل، أرفع وسام مصرى.

ماذا كان رد فعل المشير على القرارات.. وهل لاحظت أى تغيير خلال حديثه معك؟

- لا على الإطلاق، كان طبيعيا وأنا أعرفه جيداً فهو قائدى فى العمل وأخى الأكبر على المستوى الشخصى، وهو رجل وطنى حتى النخاع، قاد المسيرة فى وقت صعب للغاية وسلمها للرئيس مرسى الذى أدعو الله أن يعينه ويوفقه لتحقيق الخير لمصر.

تناولت بعض المواقع الإلكترونية أخباراً عن أن هذه القرارات تمت باتفاق رباعى بينك وبين الفريق أول عبدالفتاح السيسى والفريق عبدالعزيز سيف الدين والرئيس مرسى.. ما تعليقك؟

- «ضحك طويلاً» وقال: هذا لم يحدث، وأنا أستغرب ممن يطلقون هذه الشائعات على الإنترنت وفيس بوك.. أقسم بالله العظيم أنا علمت بالقرارات وأنا نائم، وكنت أستعد لحضور احتفال ليلة القدر، وأقول لمن يطلقون هذه الشائعات راعوا ضمائركم وكونوا صادقين.

ترددت أحاديث فى الفترة الانتقالية حول تقدمك باستقالتك أكثر من مرة اعتراضاً على طريقة إدارة المجلس للبلاد.. ما صحة ذلك؟

- هذا الكلام غير صحيح بالمرة، هم قالوا إننى قدمت استقالتى وأننى قيد الإقامة الجبرية، وليس من أخلاقى وانضباطى العسكرى أن أتقدم باستقالتى فى ظروف عصيبة تمر بها البلاد، فمن يفعل ذلك يخن وطنه ولا يستحق أن يحمل رتبة عسكرية كبيرة مثل التى أحملها.

ما صحة الكلام الذى يتردد حول وضع المشير والفريق عنان قيد الإقامة الجبرية بعد صدور قرارات الرئيس بإحالتهما للتقاعد؟

- هذا الكلام غير صحيح أيضاً، المشير طنطاوى ذهب لمكتبه صباح يوم الاثنين لتسليم المهمة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وكذلك الفريق سامى عنان ذهب لمكتبه لتسليم المهمة للفريق صدقى صبحى، والمشير يقيم فى استراحته بشكل طبيعى، ولا يمكن لأى مسؤول أن يعطى تعليمات مثل هذه لأن كل القيادات تعلم أن قيادات القوات المسلحة المصرية وطنية ومحترمة تحترم القوانين وتلتزم بالشرعية.

هل تدخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى قرارات الرئيس مرسى بعد إعلانه رئيساً؟

- الجيش المصرى محترم وأدار البلاد بشكل جيد، وأعلنا منذ البداية أننا نقف مع ثورة 25 يناير ولم نتفوه بلفظ واحد ضد الشعب، ووعدنا بانتخابات ديمقراطية وقد حدث، وعندما جاءت الانتخابات برئيس منتخب سلمناه السلطة كما وعدنا فى 30 يونيو الماضى، ولكن حل مجلس الشعب أثناء الانتخابات أعطى انطباعا خاطئا لدى الشعب بأننا تدخلنا لحله وهذا كلام غير صحيح نهائيا، نحن التزمنا بالديمقراطية التى وعدنا بها لأننا منضبطون ونحترم القانون والشرعية.

هل كان لأحداث رفح الأخيرة دور فى إحالتكم للتقاعد؟

- لا أعتقد ذلك، بالتأكيد حادث رفح حادث إجرامى كبير، وأنا فى منتهى الحزن، ولكنه من الممكن أن يحدث فى أى بلد فى العالم، ولا يمكن أن نربط كل القرارات التى يصدرها الرئيس بهذا الحدث، والتغيير سنة الحياة، و«لو كانت دامت لأحد ما كانت أتت لنا».

هل كان هناك أى نوع من الصراع، بين الرئيس والمجلس الأعلى للقوات المسلحة؟

- لا طبعاً، لم يكن هناك أى صراع وارجعوا إلى خطاب الرئيس فى الهايكستب، وكذلك خطابه فى حفل تخرج دفعة الكلية البحرية.

بعيداً عن التقاعد.. ماذا تم فى اللقاء الذى عقده رئيس الجمهورية معك يوم الاثنين الماضى؟

- تمت دعوتى للقاء الرئيس، فتوجهت من الإسكندرية إلى القاهرة، وكان اللقاء ودياً للغاية، تحدثنا خلاله عن مستقبل قناة السويس وأهميتها كمصدر للدخل من خلال العملة الصعبة، وكيفية زيادة هذا الدخل بتنشيط حركة المرور وتقديم الخدمات للسفن العابرة بسواعد أبناء المصريين، وكانت توجيهات الرئيس أن قناة السويس ستلعب دوراً حيوياً فى تنمية الدخل القومى.

هل قابلت الرئيس بمفردك أم بصحبة باقى أعضاء المجلس العسكرى المحالين للتقاعد؟

- لا، التقانى بمفردى، وبصفتى رئيساً لهيئة قناة السويس، وكان لقاءً ودياً للغاية.

وهل ترى أن إسناد رئاسة هيئة قناة السويس لك، جاء تعويضاً عن تقاعدك؟

- تولى مسؤولية إدارة قناة السويس أراه تكريماً لى، وسعدت به كثيراً، صحيح أن الفراق صعب، لكن القوات البحرية جزء من مصر، وكذلك قناة السويس وميدان العمل يتغير لكن العطاء لا يتغير.

وكيف تستطيع أن تزيد الدخل القومى لقناة السويس؟

- أولاً لابد أن نشكر الفريق أحمد فاضل، الرئيس السابق لهيئة قناة السويس، لأنه قام بمجهود كبير لتطوير قناة السويس، والحديث مع الرئيس مرسى تركز على أفكارى الجديدة لتنمية القناة بحيث لا تكون مجرد مجرى مائى فقط، وطرحت أفكارى التى تقوم على زيادة عمق القناة للسماح بعبور السفن الضخمة، التى لا يتناسب حجمها مع عمق القناة، وهذا يضيع دخلاً كبيراً على مصر، والحل هو زيادة عمق القناة، وكذلك الإمكانات والخدمات التى تقدم للسفن العابرة من خلال تموينها بالوقود والمياه والمؤن اللازمة، والعمل على تطوير الأحواض بالقناة، وسيتم ذلك بالتعاون مع مركز الأبحاث بالقناة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية