x

مدينة البعوث.. إفطار جماعى ودورات كروية فى «قلعة الإسلام»

الثلاثاء 14-08-2012 20:40 | كتب: وائل محمد |
تصوير : نمير جلال

يوم كامل قضته «المصرى اليوم» داخل مدينة البعوث الإسلامية مع الطلاب الوافدين إلى الأزهر، أقدم الجامعات الإسلامية فى العالم، والبالغ عددهم أكثر من 34 ألف طالب وطالبة، من 110 دول. البعض منهم يجيد اللغة العربية، والبعض الآخر يعمل جاهدا ليتعلمها.

طقوس شهر رمضان بالنسبة لبعض الطلبة الوافدين لم تختلف كثيرا، بحكم وجودهم فى مصر لأربع أو خمس سنوات، حسب المدة الدراسية للطالب.

«صنف يوسف» و«داوود أبوبكر»، من بوركينا فاسو، يدرسان فى كلية اللغات والترجمة. يتمنى داوود أن يصبح يوما شيخا لجامعة أزهرية فى وطنه، فمن ينكر، وفق تعبيره، أن الأزهر الشريف «قلعة الإسلام، وأهم مؤسسة إسلامية، على الإطلاق، عبر العصور».

داود يوضح أن أجواء رمضان فى القاهرة تختلف عنها فى بلده، فالمصريون يستقبلونه بفرحة شديدة، «هم بطبيعتهم شعب مرح»، يحب الاحتفالية. اندهش حين رأى، أول مرة، رمضان فى القاهرة، من تعليق الزينات والفوانيس، وتجهيزات استقبال الشهر الفضيل، خلافا لبوركينا فاسو، التى لا تماثل طقوسها مصر، إلا فى موائد الرحمن.

لا ينسى داوود أول مرة تناول فيها الفول المدمس، كان أول سحور فى رمضان له بالقاهرة، حينها أصيب بإعياء شديد، لكنه تعود فيما بعد على الفول كوجبة طعام رئيسية طوال العام.

ولداوود وصديقه صنف تجربة مريرة مع ثورة يناير، فقد اعتقلا خلالها، بعدها اكتفى طلبة البعوث «الوافدين»، بالتعبير عن فرحتهم بتقدم الثورة فى مدينتهم الجامعية، خاصة مع وصول مرشح إسلامى للحكم، مثل الدكتور محمد مرسى.

«صنف» يتمنى، مع الرئيس «الإسلامى»، أن يوجه الأزهر بعثاته للجهات الحكومية الأفريقية، وألا يقصرها، كما هى الآن، على الجهات الخاصة والأهلية، مما يحرم الفقراء، بالمدارس الحكومية، من فرص التعلم على أيدى علماء الأزهر المبعوثين.

فى مبنى عثمان بن عفان، يقيم مبتعثو دولة جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية. محمد وسيم يدرس فى كلية التربية، واعتاد أن يستعد لرمضان مثل المصريين، يشترى الفانوس والزينة، مع أقرانه، لتعليقها فى جناحهم، ويقضون نهار الصيام فى قراءة القرآن والعبادة، وتحضير الطعام وجلب العصائر.

يشعر «وسيم» بأنه يعيش فى وطنه الثانى، فالمصريون يتعاملون مع الوافدين بود وحميمة، وهو شخصيا دُعى لزيارة منازل زملاء له من الصعيد، قنا وسوهاج، وتناول الخبز الصعيدى والشاى «كثيرا».

«وسيم» يتمنى أن تصبح سيريلانكا دولة إسلامية، فالإسلام انتشر فى الجزيرة، على أيدى مسلمين من التاميل الهنود، ومسلمين من الملايو وإندونيسيا، واتخد ملوك جزيرة سيلان مستشارين لهم من العرب والمسلمين فى فترات سابقة على الاستعمار الأوروبى، ويشير إلى وجود حركات إسلامية ناشطة هناك، «سلفيون وإخوان وتبليغ ودعوة».

من بين الأجواء الحميمة موائد إفطار جماعية ينظمها مصريون للوافدين، منها أسرة آدم باو مرزوق، السيريلانكى المتزوج من المصرية إنجى محمد، ولديه منها طفلان. إنجى طبخت، وأحضرت الطعام لضيوف الأزهر، وهى وزوجها رفضا الحديث عن قصة حبهما التى انتهت بزواجهما، بعد أن تغلبا على تخوفات أسرتيها من الارتباط بـ«أجنبى».

كل الأجواء الرمضانية اقتحمت أسوار مدينة البعوث، بما فيها الدورات الكروية الرمضانية، شاهدنا مباريات إحداها «دورة أمم أفريقيا الرمضانية»، بمشاركة الوافدين من دول الكاميرون والسنغال وكوت ديفوار ونيجيريا ومالى، أما الحكام فمن وافدى دول آسيا.

هناك طلاب بمدينة البعوث حرصوا على إعلان استفادتهم من تجربة الثورة المصرية، منهم عمر الفاروق يحيى، من تشاد، قائلا: «تعلمت من المصريين كيف تحب وطنك، ولم أجد شعباً يحب وطنه بهذه الطريقة»، معبرا عن استعداده للمشاركة فى مبادرة «وطن نظيف»، التى دعا إليها الرئيس المصرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية