تستمر الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين في مدينة حلب في شمال سوريا، حيث ذكر مقاتلون وناشطون معارضون، السبت، أن الجيش السوري الحر استعاد «مواقع استراتيجية» في الحي بعد أن أعلن الانسحاب منه قبل يومين.
وأفاد نشطاء من جهة ثانية بأن اشتباكات وقعت، فجر السبت، في حي التضامن في جنوب مدينة دمشق.
وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر، عبد القادر الصالح، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية، صباح السبت، إن «الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين»، دون أن يحدد هذه المواقع.
وأضاف أن «هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «قصف على كل أحياء حلب بالطيران».
ويشارك لواء التوحيد في العمليات العسكرية في مدينة حلب على نطاق واسع.
وكان النقيب حسام أبو محمد، قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر، قال، الجمعة، لوكالة الأنباء الفرنسية، من صلاح الدين إن «ما يجري في الحي هو حرب شوارع حقيقية».
وأعلن قادة ميدانيون في «الجيش الحر»، قبل يومين انسحاب مقاتليهم من صلاح الدين، فيما أعلن الإعلام الرسمي السوري سيطرة قوات النظام على الحي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صدر قبل قليل أن حي السكري في جنوب المدينة القريب من صلاح الدين يتعرض «لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد أنها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة في الحي الذي يعتبر أهم معاقل الكتائب الثائرة في مدينة حلب».
وأشار إلى سقوط قذائف على حي سيف الدولة المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق.
وأوضح عبد القادر الصالح أن معظم سكان أحياء حلب التي تتعرض للقصف نزحوا من المدينة، واتجهوا خصوصا إلى مناطق في ريف المحافظة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 200 ألف شخص غادروا مدينة حلب جراء المواجهات التي اندلعت فيها في 20 يوليو، بينما نزح مليون ونصف مليون سوري داخل البلاد.
في دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان قرابة الساعة الثالثة فجرا، أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وجيش النظام في حي التضامن».
وأشارت الهيئة العامة للثورة صباحا، إلى اطلاق نار كثيف يسمع في معظم حي جوبر (شرق) مع سماع أصوات قذائف لم يعرف مكان سقوطها.
وكانت أشارت ليلا إلى «قصف مروحي على أحياء القدم ونهر عيشة والحجر الأسود جنوبي حلب»، ترافق مع «اشتباكات عنيفة على طريق أوتوستراد دمشق درعا الدولي».
كانت قوات النظام قد أعلنت أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين استعادة السيطرة على مدينة دمشق التي شهدت قبل ثلاثة أسابيع اشتباكات ضارية.
إلا أن مواجهات محدودة لا تزال تسجل بين الوقت والآخر في بعض الأحياء، لا سيما الجنوبية منها المتاخمة لريف دمشق.
وقتل ثلاثة مواطنين بينهم امرأة، بحسب المرصد، جراء القصف الذي تعرضت له بلدة محجة في محافظة درعا في جنوب البلاد، وقتلت امرأة في قذيفة على بلدة طفس.
وارتفعت حصيلة أعمال العنف في سوريا الجمعة الى 187، بحسب المرصد، وهم 111 مدنيا و52 عنصرا من قوات النظام و24 مقاتلا معارضاً.