تبنى تنظيم القاعدة فى العراق، العمليات الانتحارية الثلاث، التى استهدفت السفارة المصرية وسفارات عربية وأجنبية في بغداد الأسبوع الماضي، وأوقعت 30 قتيلاً، وذلك في رسالة صوتية نشرها مركز" سايت "الأمريكي لمراقبة المواقع الالكترونية الإسلامية.
كما هدد التنظيم بارتكاب هجمات إرهابية أثناء فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي ستقام في بداية يونيو المقبل فى جنوب أفريقيا .
وأعلنت "إمارة العراق الإسلامية " في بيان تناقلته العديد من المواقع الإسلامية المتطرفة، أن هذه الاعتداءات الدامية التى أسفرت أيضاً عن إصابة 200 شخص بجروح كانت " الموجة الخامسة " في الحملة التي بدأها التنظيم فى منتصف 2009 ضد أهداف حكومية عراقية .
وفجر انتحاري يقود شاحنة نفسه الأحد الماضي عند مدخل السفارة المصرية التي دمرت جزئياً، قبل أن يفجر آخر نفسه على مقربة من السفارات الألمانية والأسبانية والسورية والإيرانية .
وحذرت "إمارة العراق الإسلامية " من أنها تعتبر كل السفارات والمنظمات الدولية التي تتعامل مع الحكومة العراقية أهدافاً مشروعة.
في سياق متصل، هدد تنظيم القاعدة فى بيان نشره على أحد مواقع الانترنت، بارتكاب هجمات إرهابية أثناء فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في بداية يونيو المقبل، فى جنوب أفريقيا، محذراً من أنه سوف يستهدف الولايات المتحدة، وانجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهى دول ستشارك منتخباتها فى البطولة العالمية .
وأعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، أنه سوف ينشر وحدات أمن، خلال فعاليات البطولة التى تعد واحدة من أهم الأحداث الرياضية فى العالم .
من جانبه أكد الدكتور «محمد مجاهد الزيات» نائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن القاعدة أعلن متأخراً عن قيامه بهذه العملية، حيث أنه يعانى من ضعف شديد خلال السنوات الماضية .
وأوضح أن ضعف الإجراءات الأمنية في بغداد وخاصة بعد تغيير قيادات الإستخبارات العراقية في الفترة الأخيرة، هو الذي ساعد القاعدة فى القيام بهذه العمليات.
واعتبر أن التفجيرات الاخيرة استهدفت بشكل أساسي التواجد المصري في العراق، وتهدف إلى توجيه رسالة إلى مصر خاصة وأن التواجد المصري يقلق قوى اقليمية أخرى.
وقلل الزيات في ذات الوقت من تهديد القاعدة باستهداف بطولة كأس العالم ، معتبراً أن التنظيم يستهدف شد الانتباه إليه بعد أن تم تضييق الحصار عليه فى كل مكان، وربما يسعى إلى تشديد الانتباه الأمني على جنوب أفريقيا لكي يخفف الضغط عليه فى أماكن اخرى مثل أفغانستان وباكستان.
وأكد المحلل السياسي العراقي «صلاح نصراوي» أن اعتراف القاعدة بهذه العمليات كان متوقع، خاصة أن المؤشرات كانت تدل على أن أصابع التنظيم موجودة فى كل العمليات التى وقعت الاسبوع الماضى،
وأشار «نصراوي» إلى أن " القاعدة" تسعى الى هز الثقة فى الحكومة العراقية، والأجهزة الأمنية وخلق حالة من الخوف لدى المواطنين العراقيين والمسؤولين والعاملون فى الدولة حتى يتركوا أعمالهم وبالتالى تنهار الحكومة .
وقال «نصراوي»، أن استهداف السفارات والمنشآت الدبلوماسية العربية والأجنبية يهدف إلى إجبار حكومات هذه البلاد التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الحكومة العراقية على الهروب والمغادرة .
