قال إمام مسجد الحصري، بمدينة السادس من أكتوبر، الذي يؤدي فيه رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، صلاة الجمعة، إن الإسلام لا يعرف الانفصال بين الدين والدولة، والسلطة الزمنية والسلطة الأرضية، مشددًا على أن «الحاكم الإسلامي عليه أن يتبع الإسلام كمنهج واحد فى كل شؤون الحياة التعليمية والسياسية والاقتصادية، لأن الإسلام هو ذلك الدين الشامل الكامل الذي قال عنه الإمام الغزالي إن الملك والدين فى الإسلام توأمان».
وأضاف الخطيب أنه لابد من إرساء التشريعات التي تحمل الناس على احترام الدين والقانون، مضيفاً أن «هناك أسسًا مهمة لإقامة دولة إسلامية قوية، وهي وجود دين متبع وسلطان قوي وعدل شامل وتنمية وأمن، ودعا إمام المسجد إلى إعادة النظر في كل المناهج الدراسية، لاسيما في مرحلة التعليم الأساسي لمواجهة نفوس شعب لم يتهذب خلقه على مدى سنوات طوال، معتبرًا أن تغيير أسلوب التربية الحالية أمر حيوي لاستقرار البلاد.
ودعا الخطيب إلى التفرقة بين الدعوة والسلطة، مضيفًا أن الدعوة تأتي بمنطق «ادعو إلى ربك بالموعظة الحسنى»، بينما يقول عثمان بن عفان عن السلطة «إن الله يثبت بالسلطان ما لا يثبته بالقرآن»، وشدد على أن الحاكم يجب أن يجمع بين أمرين وهما الرحمة والحنان من جانب، والقوة والصرامة من الجانب الآخر، وطالب الإمام بضرورة إعادة تأهيل الشرطة بطريقة تجعلهم يدركون حرمة الدماء والأموال والأعراض.
وطالب الإمام بضرورة إحداث تنمية فى مصر، وقال «إن قومًا لا يأكلون ولا يلبسون مما تكسبه أيديهم قوم مقهورون مهزومون»، مضيفًا أن قوى الغرب تعمل على التحكم بمصر من خلال مدها باحتياجاتها، لذا لابد من التخلص من هذه التبعية، ودعا الإمام في نهاية الخطبة لمرسي قائلاً: «اللهم وفق عبدك الذي ملكته أمرنا، مما فيه الخير وأيده ببطانة صالحة».
وفور خروج مرسي من المسجد تدافع المئات من المواطنين من أجل محاولة الوصول إليه، وأقامت الشرطة بعض الحواجز لحمايته، مما أثار حالة من الهرج والمرج، لاسيما بعد قيام مجموعة من المصلين بالالتفاف حول المسجد فى محاولة لمقابلته، فمنعهم الأمن، مما أثار حالة من الغضب بينهم.