x

الجيش يطارد العناصر المسلحة وسط المنازل بسيناء.. وبدء عمليات هدم أنفاق رفح

الخميس 09-08-2012 19:28 | كتب: محمد البحراوي |
تصوير : رويترز

استمرت المعركة التى تخوضها تشكيلات القوات المسلحة والشرطة ضد العناصر المسلحة بمحافظة شمال سيناء حتى الساعات الأولى من صباح الخميس، وداهمت قوات العمليات الخاصة بوزارة الداخلية وقوات تابعة لمديرية أمن شمال سيناء مدعومة بقوات الجيش عدداً من المنازل بمدن الشيخ زويد ورفح بحثاً عن مطلوبين. فيما بدأت عمليات هدم الأنفاق على حدود غزة.

وقال مصدر أمنى قريب الصلة بقيادة العمليات فى شمال سيناء إن عمليات المداهمة والتفتيش التى أطلق عليها الجيش اسم «النسر»، بحثاً عن مطلوبين، مستمرة منذ يومين دون انقطاع ليلاً ونهاراً، بحثاً عن عناصر إرهابية أفادت معلومات مخابراتية بأنهم يقفون وراء الهجمة الإرهابية التى تعرض لها كمين «الحرية» بطريق معبر كرم أبوسالم، وأكد المصدر أن العمليات العسكرية ستستمر دون تحديد موعد محدد لتوقفها، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن نتائج «مبهرة» ستؤدى للتوصل لمرتكبى الحادث خلال أيام.

وأضاف المصدر أن القوات هاجمت، مساء الأربعاء ، عدداً من الأوكار الإجرامية فى أطراف مدينة الشيخ زويد ومنطقة «الجميعى»، مستخدمة المدرعات والأسلحة الرشاشة والثقيلة إلا أنها لم تستخدم الطائرات لعدم حاجتها لها، لأن بعض الأماكن التى تمت مهاجمتها تقع داخل أماكن سكنية، ومن الصعب ضرب أهداف داخل هذه الأماكن بالطائرات، لكى لا يتأثر سكان هذه المناطق بالقصف.

وأكد المصدر مقتل عدد كبير من المسلحين الذين أبدوا مقاومة مسلحة للقوات التى اقتحمت البؤر الإجرامية، كما ألقت القوات القبض على عدد آخر منهم يتم التحقيق معهم الآن بمعرفة جهات سيادية.

وأشار إلى أن قوات الجيش والشرطة لم تلحق بها أى أضرار بشرية أو مادية، نظراً للكفاءة والمهارة العالية للعناصر التى تم اختيارها للقيام بهذه المهام، وكذلك دراسة المنطقة جغرافياً بشكل جيد قبل البدء فى العملية، وهو ما سهل عمليات المداهمة ومنع وقوع الخسائر.

وأكد مصدر عسكرى لـ«المصرى اليوم» أن قوات الجيش تحاصر حالياً جبل «الحلال» من جميع الجهات وتحكم قبضتها عليه، تحسباً لخروج أى شخص من داخل الجبل، ونوه بأن قوات الجيش والشرطة هاجمت بعض البؤر الإجرامية فى محيط الجبل وحاصرته وتدرس حالياً خططاً لاقتحام عمق الجبل بالقوات البرية بعد أن قصفت الطائرات الحربية عددا كبيرا من المواقع به، وأكد المصدر حرص قيادة العمليات بشمال سيناء على اقتحام القوات لعمق الجبل دون التعرض للخسائر البشرية أو المادية، لأن الجبل به الكثير من الأسلحة الثقيلة التى يدافع بها الإرهابيون عن أنفسهم، وهى أسلحة بعضها متطور للغاية. وأضاف المصدر أن العمليات فى محيط الجبل ومدن الشيخ زويد ورفح وما حولهما من مناطق تكاد تكون انتهت بعد النجاح فى تحقيق المهام الموكلة لها، إلا أن الخطوة الأكبر التى تركز عليها القوات المسلحة والشرطة حالياً هى اقتحام الجبل نفسه، وهى عملية تحتاج لوقت طويل، وستتم الاستعانة فى هذه العملية بالطائرات المقاتلة.

ورصدت «المصرى اليوم» تناقص عدد الدبابات والمدرعات والمركبات العسكرية وناقلات الجنود التى كانت تقف على جانبى طريق رفح الدولى، وعدد من الطرق المتفرعة منه، وهو ما أرجعه قائد أحد التشكيلات المقاتلة إلى دخول عدد كبير من هذه القوات إلى مناطق العمليات فى صحراء سيناء للمشاركة فى عمليات مطاردة ومهاجمة أوكار الجماعات الإرهابية المسلحة، كما تم رصد تحليق طائرة مروحية فى أوقات متفرقة ليلة  الأربعاء بسماء مدينة رفح الحدودية.

كما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق بشكل مكثف على الجانب الآخر من الحدود طوال الليل، إلا أنها لم تلق قنابل ضوئية مثلما كانت تفعل فى الليالى الماضية.

وبدأت المعدات والحفارات التى وصلت المنطقة الحدودية فى وقت سابق هدم عدد من الأنفاق التى تربط مدينتى رفح المصرية والفلسطينية، وظهرت الحفارات وهى تعمل طوال الليل وسط حراسة مكثفة من قوات الجيش والشرطة، تحسباً لتعرض أى منها للهجوم من فلسطينيين أو مالكى هذه الأنفاق.

وقال مصدر أمنى إن قراراً صدر من القيادة العامة للقوات المسلحة بهدم جميع الأنفاق التى تربط بين رفح المصرية والفلسطينية ويقدر عددها من 500 إلى 600 نفق، وتختلف أحجامها حسب التجهيزات التى قام بها القائمون عليها، فهناك أنفاق صغيرة لعبور الأفراد وأنفاق كبيرة لعبور الأفراد والبضائع والمواد التموينية والسيارات.

ورجح المصدر أن تستمر عمليات الهدم لعدة شهور قادمة، نظراً لعدد الأنفاق الكبير ومعارضة بعض أصحابها لعمليات الهدم، وأشار المصدر إلى أن عمليات الهدم ليست عقاباً للأشقاء الفلسطينيين فى غزة، ولكن لحماية مصر من العناصر الإرهابية التى تتسلل عبر هذه الأنفاق.

وأكد أنه سيتم فتح معبر رفح لدخول الفلسطينيين من وإلى غزة خلال الأيام المقبلة، ورجح أن يتم فتحه خلال 48 ساعة، وقد رصدت «المصرى اليوم» تكدس عدد كبير من الفلسطينيين بفنادق مدينة العريش، خصوصاً أن الكثيرين منهم عائدون من عمرة شهر رمضان، وطالبوا بفتح المعبر حتى ولو ليوم واحد لعبورهم إلى مدينة غزة.

فى سياق متصل، كشف عضو بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لـ«المصرى اليوم» أن المشير حسين طنطاوى كان قد طلب من الرئيس محمد مرسى إجراء تغييرات بجهاز المخابرات العامة وإقالة اللواء مراد موافى قبل وقوع الحادث بأسابيع، وبعد تولى مرسى الرئاسة بفترة قصيرة، وأضاف العضو أنه كانت هناك مؤشرات تدل على ضعف أداء جهاز المخابرات فى الفترة الأخيرة، وعدم تعامله بجدية مع بعض الأحداث خلال الفترة الانتقالية.

وتباينت ردود أفعال أهالى مدينة رفح حول قرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة بإقالة عدد من القادة الأمنيين واللواء مراد موافى، مدير المخابرات العامة، وقال الشيخ عبدالباسط زايد، أحد شيوخ قبيلة «الرميلات»: «مع احترامى للواء مراد موافى إلا أنه لم يقم بأداء مهامه بشكل جيد منذ أن تولى المهمة، وتعامله مع أهالى منطقتى رفح والشيخ زويد كان سيئا للغاية ولو قارنا بينه وبين اللواء الراحل عمر سليمان سنجد أن سليمان بطل وأسطورة لن تتكرر فى التاريخ المصرى، ونحن كشيوخ قبائل نعرف جيداً ما قدمه الراحل لهذا الوطن ويستحق تمثالا كبيرا بمدينة رفح».

وأضاف زايد: «اللواء مراد موافى يستحق الإقالة، أما المحافظ اللواء عبدالوهاب مبروك فليس له ذنب، لأنه ليس مسؤولاً أمنياً، وكان يدير أمور المحافظة بشكل جيد».

واشتكى عدد من الأهالى من تضرر منازلهم جراء القصف الذى تم على عدد من الأوكار الإرهابية، وقالوا إن هذا القصف أثر على منازلهم وأدى إلى إسقاط جزء من منزل أحدهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية