x

وزير الخارجية الفرنسي يشيد بـ«الأزهر».. ويؤكد: لن نتخلى عن المسيحيين الشرقيين

الأربعاء 29-02-2012 15:41 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : أ.ف.ب

أكدت فرنسا أنها ستظل تدعم الأقليات في العالم العربي، خاصة المسيحيين في الدول التي تشهد ثورات أدت إلى حدوث اضطرابات قلقة في الشرق الأوسط.


وقال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، في مقال كتبه لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إن «مسيحيي الشرق الأوسط قلقون على حياتهم في منطقة أصبحت تعج بالتقلبات، رغم أنهم عاشوا فيها لأكثر من 2000 عام». وأضاف أن المسيحيين قلقون على حقوقهم ولا يعرفون ما إذا كانوا سينجون في خضم الصراعات الدينية المتزايدة».


وأكد جوبيه أنه «يفهم تلك المخاوف»، كما أن بلاده كانت ومازالت لديها مهمات «خاصة» معنية باحترام المسيحيين الشرقيين، وأنها لن تتخلى عن مهمتها.


وأوضح أن سياسة فرنسا واضحة وهي أنه لا توجد ثورة ديمقراطية حقيقية دون حماية الأقليات، مشددًا على أن المسيحيين الشرقيين لديهم الحق في التمسك ببلادهم، والحق في بناء مستقبلهم.


وأضاف أن فرنسا أرسلت لكل دول الشرق الأوسط رسائل تشدد على ذلك وتحمل حكومات تلك الدول مسؤولية وأمن مواطنيها، كما شاركت في دعم مجلس الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في فبراير 2011 عندما أدان العنف ضد المسيحيين عقب الهجمات الإرهابية التي تعرض لها مسيحيو العراق.


وأضاف أن مسيحيي العراق دفعوا ثمنا باهظا في السنوات الأخيرة، موضحا أن فرنسا رحبت بأكثر من 1300 منهم لدخول أراضيها عام 2008.


وأشار إلى أن الأقباط في مصر أيضا لديهم وضع خاص، فهم متغلغلون في تاريخ مصر منذ قرون، وعانوا من زيادة العنف والانتهاكات والتمييز ضدهم، وظهر ذلك جليا في الهجوم على كنيسة في الإسكندرية عام 2011.


وأكد أن الأقباط شاركوا في المقابل في الحياة السياسية لمصر منذ الثورة كما لم يفعلوا من قبل، كما شاركوا في الانتخابات، وتفاعلوا مع «إخوتهم المواطنين» لانتقال مصر إلى الديمقراطية.


وشدد على أن فرنسا تعتمد على البرلمان المصري الجديد «الذي التزم بحماية حقوق الأقباط».


وأشار جوبيه أيضا في مقاله إلى مسيحيي لبنان، حيث أصبح التعايش حقيقة بين الأقليات، مؤكداً أن الديمقراطية وحكم القانون هما أهم ضمان لحقوق المسيحيين في لبنان والعالم العربي كله.


وطالب وزير الخارجية الفرنسي المسيحيين في الشرق الأوسط بألا ينخدعوا بالإجراءات التي يقوم بها النظام القمعي للتلاعب بهم وإفساد علاقتهم مع بقية الشعب، مبديا قلقه من الوضع المأساوي في سوريا حيث يستخدم النظام القوة العسكرية ضد شعبه ويشن عليهم حملة قاسية.


وأوضح أن الربيع العربي يقدم فرصة تاريخية للمسيحيين الشرقيين «فحقوق المسيحيين ووجودهم لا يمكن إلا أن يكون مهددا باستمرار الأنظمة القمعية الديكتاتورية، بل يرتبط الحفاظ على حقوقهم بوجود أنظمة ديمقراطية».


وأشاد وزير الخارجية الفرنسي بمبادرة الحريات التي قدمها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقال إنها تؤكد أهمية حرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية البحث العلمي والإبداع. واعتبر جوبيه أن المبادرة تقوي الحوار بين الأديان، وتحفظ للمجتمع تنوعه وتسهم في التعايش السلمي.


واختتم مقاله بالتأكيد للمسيحيين الشرقيين أن فرنسا «لن تتخلى عنهم، وأن إيمانها بالثورات التي قامت العام الماضي يصاحبه مراقبة حذرة لاحترام حقوق الإنسان، وبالأخص حقوق الأقليات»، لافتا إلى أنه من مصلحة المسيحيين في سوريا وبقية الشرق الأوسط أن يساندوا التغييرات الإيجابية لبناء منطقة جديدة تحمي مستقبلهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية