x

«جارديان»: في العالم العربي.. قرينة الرئيس سبب الثورة عليه أحيانًا

الأربعاء 29-02-2012 12:54 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : اخبار

 

وراء كل ديكتاتور في الشرق الأوسط، سيدة أولى تسانده، وعندما يأتي الحديث عن أهم رؤساء عرب عرضوا شعوبهم لمجازر وحملات قمع غير مسبوقة، فإنه يجب تسليط الضوء عندئذ على زوجاتهم اللاتي تدعمهم وربما يكون لها دور في تشجيعهم على الاستمرار في الحكم.

وألقت صحيفة «جارديان» البريطانية، الضوء على زوجات أكثر رؤساء الشرق الأوسط قمعا لشعوبهم، ومنهن أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، وليلى طرابلسي، زوجة الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي، وسوزان ثابت، زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

..................................................

 

أسماء الأسد.. «ماري أنطوانيت الجديدة»

 أسماء الأسد 

في ديسمبر 2010، التف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وزوجته الجميلة كارلا بروني، حول مائدة جمعتهما بالرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء في قصر الإليزيه. يومها وصفت الصحف الاجتماعية اللقاء بأنه اجتماع الموضة الرفيعة والجمال الأرقى، فالطاولة جمعت عارضة الأزياء التي تحولت لسيدة فرنسا الأولى، والسورية التي ولدت وتربت في لندن على الطريقة الغربية، التي تحولت لقرينة الرئيس السوري فيما بعد. ويومها أيضا، اعتبرت كارلا بروني أن أسماء الأسد هي «السيدة الأكثر أناقة في عالم السياسة»، ثم وصفتها مجلة «باريس ماتش» الشهيرة بأنها «ديانا الشرقية، شعاع النور في بلد مظلم».

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء، قرر بائع خضر بسيط في تونس أن يشعل النار في نفسه، فأشعل بعدها الثورات الأولى في العالم العربي كله. وانتقدت الصحافة الفرنسية رئيس البلاد ساركوزي لاستضافته الأسد الذي تشتهر بلاده في حكمه بالقمع والديكتاتورية والتعذيب والوحشية وتمتلئ بالسجناء السياسيين. لكن ساركوزي، اكتفى وقتها بالإشارة إلى زوجة نظيره، أسماء الأسد، وقال: «بشار يحمي المسيحيين، ومع زوجة عصرية مثل زوجته، لا يمكن أن يكون بهذا السوء»!

ولكن الآن، بعد 11 شهرًا من القمع الدموي للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا، وآلاف القتلى وعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، تجعدت الصورة التي يحاول النظام ترويجها لأسماء باعتبارها الوجه البريطاني السوري الرقيق. وعندما ظهرت مبتسمة، متأنقة بشكل كبير، جوار زوجها في الاستفتاء على الدستور الجديد الأحد الماضي، عززت الصورة التي رسمتها المعارضة عنها، وتحولت إلى ماري أنطوانيت العصر الحديث.

يقول أحد خبراء شؤون الشرق الأوسط: «كل ثورة لها السيدة ماكبث التي تخصها»، في إشارة إلى زوجة ماكبث التي حضته على التخلص من كل معارضيه في مسرحية شكسبير الشهيرة، معتبرًا أنه رغم اختلاف زوجات الديكتاتوريين، فإنهن يجتمعن على الكراهية بدرجات، ويلهمن أزواجهن باستغلال الثروات أو يتخذن العمل الخيري ستارا لممارسات أزواجهن الوحشية وقمع النظام.

ليلى طرابلسي.. عائلة المافيا

ليلى طرابلسي زوجة زين العابدين بن علي

من ناحيتها، لم تبذل ليلى طرابلسي، زوجة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، جهدا كبيرا لتصبح الزوجة الأكثر تعبيرا عن الفساد والمحسوبية، والأكثر ثراء من نهب أموال تونس، كما إنها حصلت على كم كبير من الكراهية الشعبية بسهولة لأسباب تتعلق بانعدام العدالة، واسئثتار أسرتها بثروات البلاد، وهو ما أشعل فتيل الثورة في تونس.

الكثير من التونسيين يصفون عائلة زوجة بن علي بأنها «مافيا استولت على اقتصاد الدولة»، موضحين أن ليلى نفسها كانت «تشفط أموال الأغنياء لحسابها وحساب عائلة زوجها الذين تحكموا في 30 إلى 40% من اقتصاد تونس»، كما قالوا إنها كانت تأمر بطرد الناس من بيوتهم إذا أرادت الأرض التي يقيمون عليها، أو منعهم من ممارسة أعمالهم إذا رأت هي أو عائلتها أنها تريد الاستفادة من تلك الأعمال بشكل شخصي، حتى إنها استولت على آثار وحفريات لتزيين حجرات قصورها.

ويرجع البعض الفضل في اندلاع ثورات العالم العربي إلى ليلى طرابلسي، التي كانت تحب أن يطلق عليها «السيدة الرئيسة»، وأدينت فيما بعد هي وزوجها بعد هروبهما إلى السعودية بالسجن أكثر من 35 عاما بتهم السرقة وحيازة عملات أجنبية بشكل غير قانوني، وسرقة مجوهرات وآثار وحفريات والاتجار في الأسلحة والمخدرات.

سوزان ثابت.. مهندسة سيناريو التوريث

Suzan Mubarak

أما سوزان ثابت، زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك، ذات الأصول الإنجليزية، فقد نجحت في الاستفادة بثروات من مليارات الدولارات، في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 40% من المصريين بأقل من 1.20 دولار في اليوم.

تحكمت سوزان (71 سنة) في تعيينات المناصب الحكومية، وكانت المسؤولة عن الدفع بابنها الأصغر لتولي الحكم بعد أبيه، نظرا لشدة تمسكها وحبها للسلطة.وقبل الثورة المصرية، كانت كل الصحف تسود صفحاتها بإنجازات «قرينة الرئيس»، وأعمالها الخيرية، لكن الآن، تتحدث الصحف عن تفاصيل محاكماتها هي وزوجها عن جرائم ارتكباها ضد الدولة، وجمدت أصولهما البالغة حوالي 2.5 مليار جنيه استرليني.

ومثل ليلى طرابلسي، استخدمت سوزان ثابت واجهة الأعمال الخيرية، ففي الوقت الذي كانت طرابلسي تلتقي بقيادات المنظمات النسائية وتكافئ نفسها بجوائز عن عملها النسائي، كانت الحقوقيات التونسيات يتعرضن لحملات القمع في الشوارع وللاغتصاب في السجون، وكما كانت سوزان ثابت تسافر للقاء زوجات القادة العرب لعقد محادثات عن وضع المرأة، كانت النساء المستقلات المناديات بالديمقراطية في مصر يتعرضن لأكبر حملة قمع ممكنة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية