قال سكان محليون في مدينة جاو، شمال مالي، إن شبانا اشتبكوا مع إسلاميين يسيطرون على شمال البلاد خلال مظاهرة احتجاج على خطط لمعاقبة سارق بقطع اليد وضرب صحفي قام بتغطية المظاهرة.
وجاءت هذه الاضطرابات بعد رجم حتى الموت لرجل وامرأة بتهمة الزنا، كعلامة على الرفض المتزايد لتطبيق الشريعة الإسلامية من جانب المسلحين الإسلاميين الذين يرتبط بعضهم بتنظيم القاعدة ويسيطرون على شمال مالي.
وقال سكان إن المظاهرات التي قام بها المئات من الشبان في مدينة جاو، استمرت يومي الأحد والاثنين، ولم تنته إلا حينما أطلق الإسلاميون النار في الهواء لفض حشود المتظاهرين.
وقال قادر توري، وهو صحفي محلي «أراد الإسلاميون تطبيق الشريعة على شاب سارق وأرادوا قطع يده. لكن السكان رفضوا هذا وخرج الشبان الى ميدان الاستقلال للتعبير عن رفضهم ذلك. وأجل الإسلاميون تنفيذ العقوبة وأطلقوا النار في الهواء لتفريقهم».
وقال مصدر في مستشفى إن 6 اشخاص أصيبوا في الاضطرابات منهم مالك علي مايجا وهو صحفي محلي آخر ضربه المسلحون الإسلاميون بعد ان تحدث على الهواء عن خطط قطع يد السارق.
وقال عمر بابا مايجا احد سكان جاو ان مئات من الشبان خرجوا الى الشوارع بعد منتصف الليل. وأضاف قوله «كان طوفانا بشريا فقد خرج الجميع الى الشوارع» حينما وقع الهجوم على مايجا.
كانت مدينة جاو قاعدة للجيش المالي للعمليات التي كانت تقاتل المتمردين في وقت سابق من هذا العام ولكنها الآن تخضع لسيطرة الجماعة الإسلامية «حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا» التي خطفت مع جماعة أنصار الدين وجماعة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التمرد الذي بدأه ثوار طوارق علمانيون يسعون إلى الاستقلال.
وتحتل الجماعات الثلاث الآن ثلثي دولة مالي الواقعة في غرب افريقيا. وأصدرت حكومة مالي المؤقتة كما فعلت مع رجم الرجل والمرأة بيانات يدين خطط قطع يد الشاب السارق وضرب الصحفي.
ولا تزال حكومة مالي ودول المنطقة التي تشعر بالقلق خشية ان يكون شمال مالي أصبح ملاذا آمنا للمتطرفين وجماعات المجرمين عاجزة عن مقاومة الإسلاميين.
وأكد عمر ولد حماحا، وهو مقاتل «نحن لا نبالي بالعلمانية أو الديمقراطية أو المجتمع الدولي أو غيرهم. ويجب على الناس أن تتقبل أننا سنفرض الشريعة شاءوا أم أبوا».