عاد الهدوء إلى قرية أبو سليم ببني سويف، بعد الاشتباكات التي شهدتها بين قوات الأمن وأهالي القرية، وأدت إلى مصرع وإصابة 14 من أهالي القرية، حيث ذهب اللواء عطية مزروع، مدير أمن بني سويف، والعميد زكريا أبو زينة، مدير المباحث الجنائية ببني سويف، إلى سرادقات العزاء في القرية، وقدما العزاء لأهالي الضحايا، وعقد مدير الأمن مؤتمرًا حاشدًا في مقر عمودية قرية أبو سليم بحضور علي البكري سليم، عضو مجلس الشعب السابق، و12 من رؤوس العائلات وأسر الضحايا والمصابين.
استمر اللقاء ثلاث ساعات كاملة، وانتهى قبل صلاة الفجر بساعة واحدة، حيث بدأ «مزروع» حديثة للأهالي، قائلا إننا كوزارة ومديرية «نقدم التعازي في أرواح شبابنا من أهالي قرية أبو سليم، وسوف تحاسب وزارة الداخلية المقصرين، حيث تم تشكيل لجنة تحقيق على مستوى عال، لإجراء تحقيقات موسعة في الحادث، كما أن هناك تحقيقات يجريها المحامي العام الأول لنيابات بني سويف المستشار حمدي فاروق».
وأضاف مدير الأمن: «جئنا إلى هنا لأننا نعرف أن هناك ألفة كبيرة بين الأهالي وبين قوات الأمن المتمركزة في القرية مع الأهالي منذ أكثر من 30 عاما، وهذه أول مرة يحدث فيها احتكاك بين الطرفين.
وتحدث محمد دياب محامي عائلات القتلى والمصابين، حيث طلب نقل قوات الأمن من القرية، ولحين تنفيذ ذلك يتم تعلية السور الخارجي للمعسكر، كما طلب مد طريق آخر لدخول الضباط والجنود بعيدا عن مدخل القرية، وكذلك علاج المصابين على نفقة وزارة الداخلية في مستشفي الشرطة، وتعويض الأهالي الذين احترقت منازلهم ومحلاتهم في الأحداث.
ورد مدير الأمن علي طلبات الأهالي، بأنه طلب من المستشار ماهر بيبرس، محافظ بني سويف، عمل طريق بديل لقوات الأمن بعيدًا عن مدخل القرية، وأن وزارة الداخلية «وافقت علي رفع السور»، كما أن وزير الداخلية أمر بعلاج مصابي أحداث أبو سليم علي نفقة وزارة الداخلية، وأن الوزارة ستدرس نقل قوات الأمن بعد توفير الأرض البديلة لها.
وكان نحو اشتباكات وقعت بين أهالي القرية ومجندي المعسكر الأسبوع الماضي، واستخدمت فيها الأسلحة النارية والخرطوش.
وتضاربت الروايات حول أسباب الحادث، وقالت مصادر أمنية بمديرية أمن بني سويف إن جنود الأمن المركزي فوجئوا بـ4 من زملائهم يدخلون معسكر قوات الأمن عليهم، وادعوا أن عدد من البلطجية قاموا بتثبيتهم للحصول على ما معهم من نقود، وضربوهم أثناء عودتهم إلى المعسكر بعد أجازتهم مما دفع جنود الأمن المركزي للخروج للثأر لزملائهم، وعند خروجهم من باب المعسكر فوجئوا بهؤلاء البلطجية يطلقون النار عليه، واضطروا إلى مبادلتهم إطلاق النيران.
وقال أهالي القرية رواية مختلفة حيث أكدوا قيام أحد المجندين بمعسكر قوات الأمن بمحاولة معاكسة فتاة أثناء مرورها بجوار المعسكر، وتدخل شباب القرية لتأديب الجندي وضربوه، وتدخل جنود الأمن المركزي لنجدة زميلهم، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء وتبادل شباب القرية معهم النيران.