على أضواء الشموع تقضي «فاطمة» وأولادها سهراتهم في منزلها بمنطقة باب اليمن في العاصمة صنعاء، أو ما يطلق عليها اسم «صنعاء القديمة»، فالكهرباء لا تصل إلى منزلها سوى 6 ساعات مقسمة على مدار اليوم.
مشكلة الكهرباء في صنعاء ليست مشكلة فاطمة وحدها، بل هي مشكلة يعاني منها كل سكان المدينة بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
يدعي مسؤولو الحكومة أن سبب المشكلة هو قيام بعض العناصر المتطرفة بتدمير خطوط الكهرباء في المدينة، بينما يرى السكان أنفسهم أن انقطاع الكهرباء مسألة سياسية هدفها الضغط على الثوار لإنهاء تظاهراتهم، كما فعلوا من قبل في أزمة ندرة بنزين السيارات.
ويؤكد عبد الغني، أحد سكان العاصمة، أن انقطاع الكهرباء مسألة سياسية، بدليل أنه قبل يومين من بدء الانتخابات الرئاسية المبكرة، أعلن وزير الكهرباء صالح سميع عن تشغيل محطة مأرب الغازية الرئيسية التي تمد المدينة بالكهرباء. وأضاف: «بالفعل زاد عدد ساعات توصيل الكهرباء للمدينة، حتى أنها لم تنقطع سوى ساعتين في يوم الاقتراع لاختيار الرئيس التوافقي».
مع حلول الليل، تزداد المشكلة إذ تظلم الشوارع، مما يدفع الناس إلى استخدام الكشافات اليدوية لإنارة طريقهم. ويستمر انقطاع الكهرباء في بعض أحياء العاصمة إلى 10 ساعات متوالية، مما يضطر أصحاب المحال والفنادق وبعض السكان إلى الاستعانة بمولدات كهرباء تعمل بالبنزين لقضاء حاجاتهم اليومية، بينما يلجأ البعض للشموع لإنارة منازلهم.
ويقول عبد العزيز إن سكان صنعاء أمام أحد خيارين: إما الظلام، أو الاستسلام لضجيج مولدات الكهرباء، مشيرا إلى أن سكان صنعاء القديمة، لا يستطيعون استخدام مولدات الكهرباء، نظرا لما تسببه من ضجيج تصعب معه الحياة مع تلاصق المباني في باب اليمن، ويقتصر استخدامها على المحال.
ويؤكد أهالي صنعاء أن الكهرباء كانت غير منتظمة في عهد صالح، لكنها لم تكن بهذا السوء، ويبدو أن اليمنيين اعتادوا عدم انتظام الكهرباء، إذ تقول أم هاشم إنها تستغل الساعات المحددة التي تصل فيها الكهرباء إلى منزلها في عمل كل الأنشطة المنزلية التي تحتاج إلى كهرباء من تنظيف ملابس وغيرها.