تشهد المنطقة الحدودية بين مصر والأراضي الفلسطينية من جهة، والحدود الإسرائيلية من جهة أخرى، حالة استنفاز عسكري وأمني غير مسبوق، بعد الاعتداء الذي تعرض له الجنود المصريون في منطقة «الماسورة» برفح المصرية.
وأكد شهود عيان في رفح الفلسطينية لـ«المصري اليوم» أن المنطقة الحدودية المصرية – الفلسطينية – الإسرائيلية تشهد حركة نشطة للآليات العسكرية الإسرائيلية، التي تتزايد أعدادها بشكل مطرد.
واتهم أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي بالوقف وراء هذا العملية، خصوصاً وأنه حذر رعاياه قبل أيام من المكوث في سيناء، نافياً أي علاقة للفصائل الفلسطينية بالحادث.
وقال لـ«المصري اليوم»: «نحن نرفع الغطاء عن أي شخص ارتكب هذه الجريمة ضد الإنسانية.. من اقترفوا الهجوم ليس لهم علاقة بالإنسانية، ولذلك أكدنا للقيادة المصرية أنه لا علاقة للفصائل بذلك، لأن ما حدث يصب في مصلحة إسرائيلية فقط». وتوقع أبو مجاهد ألا تتخذ مصر أي إجراءات ضد قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم حركة التحرير الفلسطيني (فتح)، فايز أبو عيطة، أن «الاعتداء على الجنود المصريين لا يخدم إلا أعداء الشعبين الشقيقين المصري والفلسطيني». وأوضح لـ«المصري اليوم» أن ما حدث «عملاً مشبوهاً وجباناً في حق الجيش المصري البطل، ولابد من ملاحقة ومعاقبة من يثبت تورطه في هذه العمل الإرهابي الجبان».
وعلى الأرض، عززت الأجهزة الأمنية الحكومة المقالة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تواجدها على طول الخط الفاصل لحدود قطاع غزة مع مصر، والبالغ طوله نحو 14 كيلو، بينما أعلنت الحكومة عن إغلاقها للأنفاق بشكل كامل، في الوقت الذي تعرضت فيها المناطق الفلسطينية الحدودية القريبة من مصر لقصف مدفعي وجوي إسرائيلي مكثف.
ووجهت الحكومة المقالة أصابع الاتهام إلى الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أنه «يحاول العبث بأمن مصر ونشر الفتنة والوقيعة بين الشعب المصري وأهالي قطاع غزة وسرقة إنجازات الثورة المصرية»، حسب البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية في غزة.
واستنكرت الحكومة المقالة استهداف الجنود المصريين «في محاولة للعبث وزرع الفتنة من قبل الاحتلال الصهيوني»، مؤكدة أن الحدود مع مصر محمية ومؤمنة من جانب غزة، مع إغلاق كافة الأنفاق على الحدود المصرية وإعلان استنفار كافة أجهزتنا الأمنية على الحدود مع مصر لضبط أي محاولة للتسلل إلى غزة.
وأضافت «نرفض رفضا قاطعا الزج بقطاع غزة في هذه الأحداث المؤسفة دون تحقق أو تحقيق في محاولة لتأليب الشارع المصري على القطاع».
وعلى الجانب الإسرائيلي، أكد جيش الاحتلال «نجاحه» في إحباط هجوم مسلح قرب معبر كرم أبو سالم على الحدود مع مصر. وقالت متحدثة باسم الجيش إن «مسلحين هاجموا معسكر الأمن المركزي المصري استقلوا بعد ذلك مدرعتين مصريتين وعبروا بهما نقطة على الحدود المصرية الإسرائيلية». وأوضحت أن إحدى المركبتين انفجرت بينما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي الثانية.