طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، القوات الأمريكية بضرورة الرحيل عن أفغانستان فورًا، مؤكدًا أن أي مساسٍ بالقرآن الكريم أو إساءةٍ إليه تُعتبر اجتيازًا لـ«الخطوط الحمراء»، التي لن يقبلها مسلم، ولو بذل في ذلك حياته ودمه، معبرًا عن غضب الأزهر وانزعاجه الشديد لهذا التصرف الهمجي، حيث قام عدد من الجنود الأمريكيين بإحراق نسخ من المصحف في إحدى القواعد العسكرية بأفغانستان.
وشدد شيخ الأزهر، فى بيان له الإثنين، على ضرورة أن ترحل القوة العسكرية المعتدية الآن فورًا عن الأرض الأفغانية، وأن توقف تنكيلها بالشعوب الإسلامية، «خاصة هذا الشعب الذي يدُكون معاقله لعشر سنين كاملة ومعهم جيوش الحلفاء، تحت ستار الحرب على الإرهاب، وما هو إلا ستار يُشبه ورقة التوت، لدعواهم المخترعة فى غزو العراق التى غيروها أكثر من مرة».
وأكد «الطيب» أن الرحيل الفورى هو الحل الوحيد لهذه الأزمة، كما كان من أسلافكم فى مطلع القرن التاسع عشر، ولن تكفى الكلمات المعسولة، وشعوب اليوم أذكى وأغير من أن تخدعها الكلمات.
وأوضح شيخ الأزهر أن عسكريين أيضًا ارتكبوا هذه الجريمة من قبل، حين دخلت خيول المحتلين الفرنسيين، وعبثوا بنُسخ المصحف الشريف، ولم يكتفوا بتمزيقها بل أهانوها بصورة بربرية، لا يقبلها إنسان مُهذّب، متدينًا كان أو غير مُتديَّن، مسلمًا أو غير مسلم، وحين فعلوا ذلك لم يبقوا في مصر بعدها، بل رحلوا عنها بعد أقل من عام.
ووجه شيخ الأزهر رسالة للجنود الأمريكيين الذين مزقوا المصحف الشريف في إحدى القواعد العسكرية بأفغانستان، قائلًا لهم: «كفاكم أيها المعتدون، دعوا الشعوب تصرف مصائرها بنفسها وتختار طريقها، ولا تضيفوا إلى سجل جوانتانامو، وباجرام وأبو غريب مزيدًا من التصرفات المخزية التي لن يغفرها لكم التاريخ».