x

المصريون في الصين: الشعب يريد إسقاط السفير

الأحد 26-02-2012 15:18 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : أحمد بلال

في شقة متواضعة الأثاث، بمنطقة «سماوتشي»، في قلب مدينة «إيو»، حيث مقر «الجالية المصرية في الصين»، استمعت «المصري اليوم» إلى بعض من مشاكل المصريين في الصين، كانت نقطة الاتفاق بين كل من تحدث أن المشكلة الأكبر، التي تواجهها الجالية هي السفارة المصرية وتعاملها معهم.

كانت البداية، كما يقول أحمد رمضان، عندما تم فرض شهادة الجودة (CIQ)على المنتجات الصينية، لم يكن أحد يعرف في ذلك الوقت كيف سيتم تطبيقها، ما أدى إلى ظهور الكثير من المشاكل. في هذا الوقت اجتمع عدد من المصريين، وقرروا تأسيس الجالية، خاصة مع وجود «غيرة» من وجود جاليات عربية أخرى، كما يقول «أحمد رمضان».

بدأ المصريون في دخول الجالية لمجرد معرفة بعض المعلومات عن شهادة الجودة، كما يقول «سمير الحداد»، رئيس الجالية لـ«المصري اليوم»، إلى أن أجريت انتخابات، يقول «الحداد» إنها تمت بإشراف منتدى رجال الأعمال العرب، وإنه تمت دعوة السفارة المصرية، إلا أنها «اعتذرت» وأعربت عن «ثقتها» في المنتدى بالقيام بهذا الدور، وبعد الانتخابات تم إرسال نسخة من أوراق الفرز للسفارة، واحتفظ منتدى رجال الأعمال العرب بصندوق الانتخابات، كما يقول «سمير الحداد».

عرف المصريون المقيمون في مقاطعة «تشيجيانغ» الصينية بوجود الجالية بوسائل وأسباب مختلفة، يقول أحمد عيد لـ«المصري اليوم» إنه تلقى رسالة على هاتفه المحمول تطلب منه الذهاب إلى المستشفى للتبرع بالدم لأحد المصريين، الذين أصيبوا في حادث، وعندما ذهب إلى المستشفى وجد الكثير من المصريين، الذين ذهبوا للتبرع بالدم، ويضيف: «بدأنا نشعر بدور الجالية، وبأننا يجب أن نكون قريبين من بعضنا، وكان هذا سببًا رئيسيًا لإحياء الجالية».

لا تقف أنشطة الجالية المصرية في الصين عند حل مشاكل المصريين فقط، وإنما تمتد لعدد من الأنشطة الترفيهية، يقول أحمد عيد إنهم يتجمعون أسبوعياً للعب كرة القدم، أو لعب تنس الطاولة في مقر الجالية.

بدأ كل مصري يشعر بأن للجالية دورًا في حل مشاكل المصريين، كما يقول «حمدي شاكر»، صاحب مكتب تجاري ، ويضيف: «إن ما شجع المصريين أكثر لدخول الجالية هو أن الجانب الصيني لا يمكن أن يحل مشكلة أفراد، وأنه يهتم بالمشاكل التي تتبناها الجالية، خاصة أن السفارة المصرية لا تحل أي مشكلة».

سمير الحداد، رئيس الجالية، قال لـ«المصري اليوم» إن علاقة الجالية بالسفارة بدأت جيدة في ظل وجود السفير هشام حمدي، الذي قدمهم إلى الحكومة الصينية، كما يقول، على أنهم ممثلو الجالية المصرية، ويشير «الحداد» أنه بعد هذا اللقاء اعترفت بهم الحكومة الصينية، وعقدت لقاءات عديدة معهم، ودعت مسؤولي الجالية أيضاً إلى العديد من المناسبات الثقافية والتجارية، ودائماً ما توجه لهم الإرشادات فيما يختص بالقوانين الجديدة، كما يقول سمير الحداد.

شهر العسل بين الجالية والسفارة، يبدو أنه لم يدم طويلاً، فسرعان ما تغيرت المعاملة، يقول سمير الحداد، إنه بعد مغادرة السفير هشام حمدي المعاملة أصبحت «سيئة»، وإنه كرئيس للجالية لا يستطيع لقاء السفير ولا حتى الاتصال به، ويضيف أن نائبة القنصل في شانغهاي أخبرته بأن السفير «لا يريد التحدث معهم»، وأن القنصلية «لا تعترف بهم كجالية».

«القنصلية المصرية في واد، والمواطن المصري هنا في واد آخر»، هكذا يقول «محمود الشناوي»، فالقنصلية كما يقول «لا تحمل أي هم للمواطن المصري»، إلا أن «الشناوي» عاد ليقول إن القنصلية بدأت في العمل في الفترة الأخيرة، حيث تحملت نفقات نقل جثتين لمصريين توفيا في الصين، ويضيف «الشناوي» إنهم «لا يبخسون» القنصلية حقها، إلا أنهم بحاجة إلى «تعاون أكثر»، لأنه مازال بينهم وبين القنصلية «جدران من صخر» كما يقول.

يعتقد المصريون هنا أن روح الثورة لم تصل إلى سفارتهم بعد، وأن الفكر الذي كان سائدًا قبل الثورة مازال معمولاً به، يقول أحمد رمضان: «روح الثورة لم تصل بعد إلى السفارة»، ويضيف: «إن السفارة يجب أن تكون ملجأ كل مصري في حال مواجهته أي أزمة، إلا أن ذلك لا يحدث».

ويقول وائل الدسوقي: «كل شيء تغير في مصر، ولكن الفكر البائد مازال معمولًا به في القنصلية في شانغهاي، والسفارة في بكين»، ويضيف: «نشعر بأن هذه السفارة تمثل أي بلد آخر غير مصر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية