x

بالصور: الصلاة تحت فوهة الرشاشات في «الحرم الإبراهيمي»..هنا مقابر الأنبياء

الأحد 26-02-2012 13:17 | كتب: أسامة خالد, حسام دياب |
تصوير : حسام دياب

 

ثلاثة حواجز أمنية إسرائيلية كان علينا اجتيازها للوصول إلى الحرم الإبراهيمي. أشهر جنود الاحتلال أسلحتهم في وجوهنا، وهم يأمروننا بخلع الأحزمة وإفراغ جيوبنا عند البوابة الأخيرة على باب المسجد، الذي تحولت ساحته الخارجية إلى ثكنة عسكرية.

مئات الجنود يراقبون دخول المصلين إلى الحرم الواقع تحت الحصار والاحتلال، بعدما سرقت معظم أجزائه لتتحول إلى كنس يهودي، وليقسم مسجد سيدنا إبراهيم الذي يضم مقبرة الأنبياء بين المسلمين، الذين حازوا الجزء الأصغر، واليهود الذين استولوا على ثلثي المسجد تقريبا.

كانت الساحة الإسحاقية داخل الحرم ممتلئة عن آخرها بالمصلين في جمعة «شهداء الحرم الإبراهيمي»، أثناء إحياء الذكرى الـ 18 لمذبحة الحرم الإبراهيمي، التي ارتكبها المتطرف الإسرائيلي، باروخ جولدشتاين، عندما فتح نيران مدفعه على المصلين في الحرم أثناء صلاة الفجر، ليقتل 29 مصلياً صبيحة يوم 25 فبراير 1994.

بمجرد أن بدأت صلاة الجمعة، فتح جندي إسرائيلي شباكاً على قاعة الصلاة، المسماة بـ «القاعة الإسحاقية»، متفحصا المصلين المراقبين أصلا بأكثر من 15 كاميرا، وضعها جنود الاحتلال داخل المسجد في القسم العربي من الحرم.

وفي القاعة الإسحاقية، نسبة إلى مقام النبي إسحاق علية السلام، يتوسط المسجد قبره وبجواره زوجته رفقة، وخلفها عند مدخل المسجد يوجد مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، وبجواره مقام زوجته السيدة سارة، والذي أصبح قبلة لسيدات الخليل، يأتين إليه كل جمعة يدعين لها ويطلبون منها البركة وقضاء الحاجات.

تعتبر بنات الخليل أن السيدة سارة تساعدهن على الزواج وتقضي لهن الحاجات، حتى أنهن وعلى طريقة الإمام الشافعي في مصر يلقين داخل مقامها أوراقاً بيضاء تحمل أمانيهم وطلباتهم.

وكذلك يفعل البعض مع قبر سيدنا إبراهيم، إلا أن النساء من بنات الخليل يفضلن اللجوء إلى السيدة سارة، «حلالة المشاكل»، بالنسبة لهن. وخارج مقصورة مقام إبراهيم توجد مغارة مقابر الأنبياء، وتضم رفاتهم. وتقول الحكايات إن سيدنا إبراهيم اشترى الغار من عفرون بن صوحار بـ 400 درهم ليدفن زوجته، قبل أن يتوفى هو، فدفن محاذياً لها من جهة الغرب، ثم توفيت رفقة زوجة إسحاق، فدفنت بجوار سارة، من جهة القبلة، ثم توفي إسحاق فدفن مع زوجته من جهة الغرب، ثم توفي يعقوب فدفن عند باب المغارة، وهو بحذاء قبر إبراهيم من جهة الشمال.

بعد ذلك توفيت زوجته لائقة فدفنت بجواره من جهة الشرق، ثم وضع أولاد يعقوب حائطاً حول المغارة، ووضعوا علامات القبور في كل موضع، وكتبوا على كل قبر اسم صاحبه وأغلقوا بابها، ثم بني السور العظيم الموجود حالياً والمشهور بالسور السليماني، وبنى المسلمون بعد ذلك مسجداً فوق الغار.

ما كدت أنتهي من صلاتي وأرتدي حذائي، مستنداً على بوابة أغلقها اليهود تقسم المسجد إلى نصفين، حتى خرج لي جندي إسرائيلي حاملاً سلاحاً من فتحة زجاجية، يطلب مني الابتعاد عن الباب.

ولا تتوقف انتهاكات الإسرائيليين عند التضييق على المصلين إنما تصل لحد منع إقامة الأذان أيام السبت، حيث يصلون في النصف الآخر من المسجد، الذي حولوه إلى كنيس يهودي، ليس ذلك فقط بل إن المسجد يغلق بالكامل ويعتدي الإسرائيليون على الجزء العربي منه في الأعياد اليهودية ويصلون فيه.

كما أنهم كثيراً ما يغلقون المسجد ويمنعون الصلاة. ويقول الشيخ ربحي القصرواي التميمي، عضو المجلس الأعلى للقضاء، المدرس الشرعي بالحرم الإبراهيمي: «نعاني هنا من معاناة كبيرة وتضييق هائل من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، الذين سرقوا مسجدنا وحولوا أغلبيته إلى كنس يهودي».

وأضاف الشيخ التميمي: «لا يسمحون بإقامة الأذان من مساء الجمعة وحتى مساء السبت، لأنهم يصلون صلواتهم، ولا يريدون للأذان أن يزعجهم، وكثيرا ما يقتحمون المسجد ويمنعون الصلاة فية بالقوة بعد إغلاقه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية