فسر علماء الاجتماع والنفس ظاهرة البلطجة بأنها نوع من التنفيس عن غضب المواطنين نتيجة لتعرضهم لأزمات متوالية بعد ثورة 25 يناير.
قال الدكتور على أبوليلة، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة عين شمس، إن تجدد ظاهرة العنف بعد هدوء الأجواء فى الفترة الأخيرة له سببان، أولهما أن المواطنين بعد انتخاب الرئيس واستقرار الأوضاع إلى حد ما، توقعوا أن الأمور ستجرى كما ينبغى وأنه ستكون هناك حلول جذرية لمشاكلهم لكنهم صدموا ببرنامج الرئيس الذى لم يحقق أى إنجاز يذكر حتى الآن، ما أثار غضبهم الذى أخذ فى التزايد، بالإضافة إلى الفوضى السياسية، وبالتالى عادت ظاهرة البلطجة من جديد.
وأضاف «أبوليلة» أن هناك حالة من «اللخبطة السياسية» فى كل اتجاه مثل ما حدث أثناء تشكيل الوزارة والآراء المتضاربة، والتشتت فى كل اتجاه خلق بيئة مناسبة للأعمال الخارجة عن القانون واللجوء إلى العنف ويدخل فيها جزء من الفوضى.
ورأت الدكتورة أسماء عبدالمنعم، أخصائى الطب النفسى، أن الوضع السياسى الحالى يخلق نوعاً من التشتت والتوتر لدى الجمهور، مشيرة إلى أن ظاهرة العنف كانت غالباً تشهد ارتفاعاً فى فصل الصيف نتيجة إرهاق المواطن وعوامل الطقس الحار، لكن تفسيرها الآن مرتبط بالمناخ السياسى الذى تشهده البلاد.
ولفتت إلى أن شهر رمضان غالباً ما كان يشهد هدوءاً وانخفاضاً فى نسبة الجرائم، إلا أنه اختلف هذا العام بسبب الوضع السياسى غير المفهوم. وقال الدكتور سيد صبحى، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة عين شمس، إن ظاهرة «الذقون» التى ظهرت فى حملة «وطن نظيف» قسمت المجتمع إلى طائفتين، فالمواطنون أصبحوا يتعاملون مع رئيس الجماعة، وأن تلك الجماعة تدعمه دون باقى الشعب، وهو ما يدفعهم لتصرفات فى عكس اتجاه دعم الرئيس ومقاومة أى أعمال إيجابية كنوع من العناد الاجتماعى، مشيراً إلى أن الحل الوحيد للخروج من حالة الفوضى هو اللجوء إلى القانون لتحقيق الاستقرار الاجتماعى.